رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهود عيان يكشفون لـ«أمان» مأساة أهالي «دوما» بعد القصف الكيماوي

جريدة الدستور

كشف شهود عيان في مدينة دوما السورية التي تعرضت لقصف بالكيماوي أخيرا، عن حجم المأساة التي واجهها المدنيين عقب القصف الأخير، والتي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة آخرين بالاختناق.


وقال فراس المرحوم، مدير مكتب هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية بالغوطة السورية، إن الأهالي لا يعترفون بالتصريحات التي تصدر عن الثلاثي "السوري والروسي والإيراني" الذين ينفون فيها القصف الكيماوي على بلدة دوما.


وأضاف فراس، في تصريحات لـ"أمان"، أن حالة المصابين جراء القصف بالكيماوي على دوما كارثية للغاية، من ناحية تردي الظروف لتلقي العلاج فضلا عن بعدهم عن أهاليهم، موضحًا أن المشافي المحلية في الغوطة يقتصر دورها على تقديم الإسعافات الأولية للمصابين بما تتوفر لديها من إمكانيات قليلة ومستلزمات خفيفة لتلاشي آثار الكيماوي.

 

وأوضح أن الهلال الأحمر السوري ينقل الجرحى لدمشق، وتم نقل عدد من الحالات للشمال السوري، مؤكدًا أن بقية المنظمات والهيئات لم تقدم شيئا للمصابين.


ولفت إلى أن التهجير من المدينة شمل جميع فئات السكان على حد سواء، مؤكدًا أنه لا مهرب للخروج من دوامة الحرب ومخافة الاعتقال سوى من المعابر التي حددها النظام، لافتًا إلى أن مخاطرها كبيرة جدًا، وركوب الباصات نحو الشمال السوري خيار عمل عليه أكثر من 50 ألف مدني من أهالي الغوطة.

 

من جانبه، قال محمد سامر، أحد العاملين بأقسام العناية والإسعاف كطبيب مساعد بمستشفيات الغوطة الشرقية، إن الإجراءات التي يتم اتخاذها عقب وصول المصابين من القصف على مدينة دوما الذي وقع الجمعة الماضي، هي إجراءات بسيطة جدًا، تكون في مقدمتها نزع ملابس المصاب لتعلق الغاز بها بكثرة وتقليل نسبة الإصابة به، ورش الماء عليه بالكامل.


وأضاف سامر في تصريحات لـ"أمان"، أن المصاب بالغاز يتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي، وفي المركز الذي يعمل به 4 مولدات أوكسجين فقط، وهي نسبة قليلة في مقابل الأعداد الكثيرة المصابة جراء القصف بالغاز الكيماوي، لافتًا إلى أنه برغم قلة تلك المولدات نعتمد على الموسعات القصبية، التي تعمل على تحسين التنفس.

 

وتابع: "من إجراءات الوقاية لإنعاش المصاب حال عدم تحسن حالته بعد الاعتماد على الموسعات القصبية، يحصل على "الكورتيزون"، يعقبها مادة "الأتروبين، التي تعمل على فتح القصبات الهوائية".

 

وأكد أن دوما تفتقد إلى مراكز الصليب الأحمر والمنظمات الدولية لعلاج المصابين، وليس هناك سوى جمعيات الأمم المتحدة، والمراكز التابعة للنظام السوري فقط، هي المسموح لها بالدخول إلى المدينة ومعاجلة المصابين، لافتًا إلى أن مركز الهلال الأحمر الذي كان موجودا داخل المدينة تعرض للقصف وتدمير مكانه بالكامل، ولم يتبق منه شيء، بسبب القصف الذي وقع على المدينة الجمعة الماضية.


وعن عدد المصابين، لفت إلى عدم وجود إحصائية رسمية، لكن الأعداد كبيرة جدًا، نظرًا لتكدس السكان في المنطقة التي تم قصفها، كونهم متجمعين في ملاجئ وبيوت صغيرة، موضحًا أنه عند القصف فإن الأهالي يفرون هربًا من موقع الانفجار تفاديًا لتسلل الغاز إليهم وإصابتهم به.


وأشار سامر، إلى وجود حالات كثيرة جدًا بعوائلها وبعيدة بشكل مباشر عن القتال وفرض عليها التواجد في دوما، تسعى للخروج من المدينة، وهناك من خرج ومن يستعد أيضًا للخروج، بسبب تدمير المدينة بشكل كامل، ولم يعد لهم أي شيء بداخله، مؤكدًا أن هناك استياء من أهالي دوما بسبب تصريحات الثلاثي "الروسي والسوري والإيراني" بنفي قصف النظام المدينة بالكيماوي.