رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يرفض الشارع السياسي المصالحة مع الإخوان؟

أرشيفية
أرشيفية

ظهرت في الفترة الأخيرة الكثير من الدعوات لجس نبض الشارع حول المصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان الإرهابية، وتصدر المشهد عدد من الإعلاميين والسياسيين.

أمان استطلع آراء عدد من الإسلاميين والباحثين حول المصالحة، وكان هناك إجماع تام في الشارع السياسي على رفضها.

إنهم ثعابين

أول من رفض المصالحة مع الجماعة الإرهابية، رامي جان، الناشط القبطي البارز والمؤيد السابق للإخوان الذي عاد مؤخرا من تركيا وقال: أنا ضد المصالحة مع الإخوان، لأن ذلك يعتبر كأنك تقبل بتربية أفعى في منزلك، لمجرد أنه قيل لك بأنها منزوعة السم، في النهايه ستظل أفعى، ولو تصالحت الدولة مع الإخوان سأكون آخر شخص في هذا الكوكب يقبل بهذه المصالحة.

وأضاف: تعاطف المصريين مع بعض الشباب غير المنتمي للإخوان تم تفسيره بشكل خاطئ، فالتعاطف كان مع من ليسوا من الجماعة، وهؤلاء مصر لن تغلق الباب أمامهم ولن تحدث أي أفعال انتقامية من الدولة ضدهم، كما يتحدث البعض، وهذه القرارات تحتاج لبعض الوقت لتدخل قيد التنفيذ، وأنا أعلم أنها مسألة وقت ‏حتى يتأكد الشباب الذين لا ينتمون لجماعة الإخوان أن العودة إلى مصر أفضل من البقاء في الخارج، في ظل تجبر وطغيان البعض.

وتابع: أقول لهؤلاء الشباب، غير المنتمي للإخوان، في النهاية أنتم لستم من الإسلاميين، ولن تصبحوا كذلك، أنتم تعرفون عنصريتهم، لا يتحركون إلا إذا كنت «أخ» فقط لا غير، فعودوا إلى وطنكم.

أقل من أن نفكر بها

في السياق نفسه، أكد عمرو عبد الحافظ القيادي الإخواني المنشق رفضه المصالحة بين الدولة والإخوان، وقال: ليس لدينا وقت نضيعه مع الجماعة، وليس لدى الأمة وقت تهدره في الاعتماد عليها.

وأضاف: جماعة الإخوان والتنظيمات المشابهة أصبحت جزءا من مشكلات الوطن والأمة، وكان لوجودها، ومازال لأفكارها آثار سلبية على أرض الواقع، ولأنها تستند إلى الدين؛ فإنها تخلط بين منهجها وبين الدين، وتسحب قداسته على نفسها، مما يؤدي إلى سلسلة غير متناهية الحلقات من الإساءة للدين والإضرار بدنيا الناس، فمنطقي أن ننفق جزءا معتبرا من أوقاتنا وجهودنا لبيان ما في هذه الأفكار من انحرافات، وما في هذه السياسات من سلبيات، خاصة وأنني كنت ممن انتموا فترة من الزمن لجماعة الإخوان، ثم تبين لي ما لم أكن قد فطنت له في السابق، فيصبح فرض عين عليّ ؛ أن أسهب في الحديث عن هذه التجربة، وعن الحيثيات التي جعلتني أغير أفكاري على هذا النحو.

وتابع: جماعة الإخوان لا تستحق أن ننتمي إليها، ولا تستحق أن نعتمد عليها، ولكن الكوارث الناجمة عن وجودها تستحق أن نعالجها، والمآلات السلبية لأفكارها تستوجب أن نحمي الأمة منها.

فكرة مستحيلة

من جانبه، قال خالد الزعفراني، الخبير البارز في شئون الجماعات الإسلامية، إن المصالحة بين الدولة والإخوان مستحيلة تماما الآن، مشيرا إلى أن الشعب المصري يرفض، والإخوان يزايدون أمام شبابهم ومنقسمون فعليا فلا يستطيعون أن يقدموا أي مراجعات لأفكارهم ومواقفهم، لأنهم متحجرون على أفكار يجب أن تتغير جذريا، مثل آراء سيد قطب.
وأكد الزعفراني، في تصريحاته الصحفية، أن الحديث عن المصالحة ليس له أي أساس، ولم يكن يجب أن يُطرح؛ كونه بعيدا كل البعد عن الواقع الحالي.

المتعاطفون والدولة

أما إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني المنشق، فقد أعلن رفضه حتى لمبادرة الإعلامي عماد أديب والتي دعا فيها إلى الحديث مع المتعاطفين مع الإخوان الذين لم يرتكبوا أعمال عنف في مصر على أمل دمجهم من جديد في المجتمع المصري.

وأكد ربيع في تصريحاته الخاصة لـ أمان أن الحديث مع المتعاطفين مع الجماعة كالحفر في الماء مشيرا إلى أنهم لن يتغيروا أبدا.

وشدد القيادي الإخواني السابق على رفضه أي مبادرة للصلح مع جماعة الإخوان الإرهابية التي تعادي الوطن وتعتبر إسقاطه هدفها الرئيسي من أجل الوصول إلى حلمها الأهم المعروف باسم أستاذية العالم.
شروط المصالحة.

في سياق متصل، أكد منتصر عمران، المنشق عن الجماعة الإسلامية، وجود رغبة قوية من جماعة الإخوان الإرهابية لعقد مصالحة مع الدولة، مشددا في الوقت ذاته رفض الدولة لهذه المصالحة بعد الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية في حق الوطن.

وأوضح عمران في تصريحاته لـ "أمان"، إن حدثت مصالحة سيكون لها شروط من الدولة على الإخوان أهمها اعتذار الإخوان للشعب والدولة المصرية وكتابة مراجعات على غرار مراجعات الجماعات الإسلامية في التسعينيات، ثانيا: تسليم الهاربين من أحكام صدرت بشأنهم في الداخل والخارج كبادرة لحسن النوايا، تمهيدا لإعادة محاكمتهم.

وتابع: ثالثا: وقف كل أشكال القصف الإعلامي من الجماعة تجاه الدولة المصرية، وإغلاق قنوات الفتنة بكل توجهاتها التابعة للإخوان، وأخيرا إعلان الجماعة اعتزالها العمل العام والسياسي 10 سنوات".

ضد الشعب

من جهته، أعلن الشيخ عوض الحطاب، القيادي التاريخي بالجماعة الإسلامية، رفضه التام أي حديث عن المصالحة مع جماعة الإخوان.

وقال الحطاب، في تصريحات خاصة له: أرفض المصالحة مع الإخوان ومن على شاكلتهم، لأن هذه المصالحة تعتبر عودة إلى الماضي، وفتح صفحة جديدة من الانحراف الفكري الذي يخدم أعداء الإسلام، وتدمير الوطن لصالح أعداء العرب والمسلمين.

وأضاف: المصالحة مع الإخوان معناها الاعتراف بهم ككيان موازٍ للدولة، ودعوة للأقزام كي يتعملقوا.