رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد عيان لـ «أمان»: هذه أسباب معاناة أهالي الغوطة

جريدة الدستور

أكد هيثم بكار، أحد شهود العيان على مجريات الأمور في الغوطة المحاصرة بسوريا، أن الوضع عموما في المناطق التي تخضع لقوى الثورة غير جيد، بسبب خلاف الفصائل والاقتتال فيما بينها، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع، مشيرا إلى أن أكثر المتضررين هم أهل القرى والبلدات الصغيرة، بسبب عدم وجود بنية تحتية، ومؤسسات إغاثية تستوعب حجم الهجمة الروسية والنظام السوري على بلداتهم وقراهم.


وأكد "بكار"، لـ"أمان"، أنه خلال السنوات الثلاثة الماضية، عاشت الغوطة اقتالا وتناحرا بين فصيل جيش الإسلام، وفصيل فيلق الرحمن، وأحرار الشام، وجبهة النصرة التي كانت طرفا، لافتًا إلى أنه تم تقسيم الغوطة إلى إمارات أشبه بإمارات ملوك الطوائف في الأندلس، واستنزف مقوماتها البشرية والاقتصادية والسياسية والعسكرية على مدار ثلاث سنوات وهذه العوامل الأساسية من أسباب الضعف التي أوصلتنا لهذا اليوم.

ونوه إلى أن الخلاف يبدأ دائما من رؤية وتوجه وعقيدة وخلفية كل فصيل، موضحًا أن كل الفصائل لها مرجعيات وأيدلوجيات فكرية تختلف عن بعضها البعض فكريا وعقائديا، مؤكدًا أن كل الفصائل دون استثناء تتربص ببعضها وتكره بعضها حتى وصلنا لمرحلة السيطرة على المؤسات المدنية ثم بدأت الافتعالات في الاعتقال والتعدي على بعضهم بالضرب وأحيانا بالقتل حتى حصل الانفجار الكبير وتقسمت الغوطة بينهم اداريا وسياسيا.

ولفت إلى أنه في الوقت الحالي فإن الفصائل في الغوطة متخبطة أمام الهجمة غىر المسبوقة، والتي استطاعت تحييد سلاحهم الثقيل من مدرعات ومدافع بسبب القوة النارية والطيران الكثيف والاستطلاع الذي يراقب حتى النملة في بيتها، لافتًا إلى أنها مرهقة عسكريًا ولكن باستطاعتها أن تجلس مع الروس على طاولة المفاوضات لإيجاد حل يحقن دم ٤٠٠ ألف نسمة في الغوطة.

وأكد "بكار"، أن السبب الرئيس في تدهور وضع المدنيين هو حصار النظام والقصف المستمر، موضحًا وجود أجندات خاصة للفصائل التي تتبع مموليها من الدول الراعية لها، متمنيًا حقن دماء الأبرياء، وأن يقبلوا التفاوض فما رأيناه في هذه المحرقة وما سنرويه من أخبار يفوق مجازر التتار ومحرقة النازية.