رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فك شفرة "الجولاني" والقاعدة في سوريا الجزء "2"

جريدة الدستور

بدأ تكوين تنظيم "القاعدة" الجهادي في سوريا عام 2004، وهو العام الذي شهد تحولات جهادية كبرى في الشام.

التغيرات بدأت باعتقال المخابرات الإيرانية، أهم قادة التنظيم الجهادي، خلال عبورهم لحدود الدولة "الفارسية" المشتركة مع أفغانستان.

وتوجه "الجولاني" من سوريا إلى العراق، بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وهي الفترة التي شهدت تدفق الجهاديين "السوريين"، التحق الجولاني في بداية مسيرته في العراق ب"سرايا المجاهدين"، بزعامة أبو طلحة العراقي وأبو بكر خاتون، الذي بايع لاحقا تنظيم قاعدة الجهاد في العراق.

القت القوات الأمريكية القبض علي"الجولاني" بالقرب من الفلوجة، أثناء زراعته للعبوات الناسفة، وتم إيداعه في سجن "بوكا"، الذي حوى أبرز الشخصيات التي تزعمت لاحقا تنظيم"داعش" الإرهابي
افرجت القوات الامريكية عن "الجولاني" في 21 مارس 2011، ومعه المئات بسجن "بوكا" بعد أيام قليلة من اندلاع الثورة السورية.

وكان "أبو مسلم التركماني " وأبو أيمن العراقي، والجولاني، تلقوا أمرا من قائد تنظيم"داعش" البغدادي، بتأسيس"جبهة النصرة" في سوريا للمشاركة في الثورة السورية، وكان أبو علي الإنباري"العفري، انتقل إلى الشام لمعرفة سير العمليات القتالية هناك، وكتابة تقرير عن قائد جبهة النصرة" الجولاني" والذي ادانه التقرير، بأنه شخصية عاشقة للشهرة والظهور الإعلامي، ولا يبالي بجنوده، لأنه شخصية "أنانية".

وبعد التقرير ظهرت خلافات، البغدادي والجولاني، اضطر الأخير لمبايعة "القاعدة"، فهي الأقوي والأكثر نفوذا، خاصة بعد خروج معظم قادة وجنود"جبهة النصرة" للبغدادي، وقام الجولاني، باللجوء إلي "أحرار الشام" ولإمداده بالمال، لإخضاع فصائل وعناصر"الجبهة" لتكون تحت قيادته.

رغم الإغراءات المالية، لم تصمد قطاعات عديدة من الجبهة لولاء "الجولاني" إلا قطاع مدينة "درعا" والذي يقوده "أبو جليبيب الأردني" إياد الطوباسي، أحد قادة "داعش"بالعراق، ومعه وقطاع "القلمون" بزعامة أبو مالك التلي "جمال زينية"، وانضم"أبومالك التلي" لتنظيم القاعدة، رغم معارضته لها قبل سجنه في 2004، ولكنه عاد "قاعدي" بعد الإفراج عنه.

لماذ وافق الظواهري علي بيعة"الجولاني"

بعد تراجع تأثير"القاعدة" جهاديا، وإرسال الظواهري "أبي خالد السوري، قيادي"أحرار الشام" السابق، ونجاحه في التحكيم بين البغدادي والجولاني، وتثبيته للأخير داخل "القاعدة"، وكان "الجولاني" يرى في"السوري" تقربا لدي الظواهري، وهو سبب خلافه معه فيما بعد.

وكشف الجولاني، عن الاسم الحقيقي لـ"أبي خالد السوري" الذي كان يعرف في سوريا باسم أبي عمير الشامي أمير"أحرار الشام" في حلب، مما سهل اغتياله لاحقا من قبل داعش.

قدوم"جماعة خراسان"، التي تتكون من عدة شخصيات حضرت لسوريا، كان أبرزهم "محسن الفضلي" الكويتي، والسعودي سنافي النصر، والسوري أبو أسامة الشهابي، وأبو يوسف التركي، وغيرهم من المهاجرين العرب،ونجح الجولاني، في دمج "جماعة خراسان" داخل جبهة النصرة، والتضييق علي قادتها، وتم اعتقال بعضهم من قبل جبهة النصرة في قطاع الحدود، الذي كان يتزعمه حينها "أبوأحمد زكور"، وزج بعضهم في معارك عبثية مع الكرد، وبعد فترة قصيرة تمكنت أمريكا من تصفية جميع الخراسانيين، عبر ضربات جوية دقيقة، رغم أن أسماءهم وصورهم مجهولة لمعظم قادة جبهة النصرة، وأفلت"أبو الهمام السوري" من عدة محاولات للقتل، وهو أحد أبرز قادة القاعدة.

أصبحت الساحة"الجولانية" خالية بعد مقتل أبو خالد السوري، وجماعة خراسان وخلت ساحة القاعدة في سوريا من أية أسماء أو شخصيات قد تشكل خطرا على زعامة الجولاني للقاعدة، واستمر الوضع على ماهو عليه حتى عام 2015.