رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرسالة الازهرية في تفكيك خطاب الجماعة الإرهابية (6/6)

جريدة الدستور

الرسالة السادسة

باب الله ليس الدولة الدينية


التلقين لا التفكير أبرز الشعارات الحاضر في فكر الإخوان
الجماعات الدينية تبدأ من نقطة الهدم، وليس من نقطة البناء
مظاهر دينية خطاب الجماعة هو عسكرتها "بإسم الله"
تحمل الجماعة دائما وجهان وجها معلنا هو العمل الخيري، ووجهًا غير معلن هو العمل التنظيمي

 في الحلقة الاخيرة التي تعرضها "أمان" حول تفكيك خطاب جماعة الإخوان الإرهابية أقدم الجماعات الإسلامية المعاصرة بعد أنصار السنة المحمدية، والجمعية الشرعية ، تلك الجماعة التي انشقّ عنها أكثر التيارات وأغلب الجماعات الإرهابية المعاصرة .

 يختم د عبد الباسط هيكل في هذه الحلقة بان  باب الله له مداخل كثيرة ليس اهمها باب الدولة الإسلامية التي تزعم الجماعة انها  تحاول ان تحققها في الواقع المعاصر ، حيث وقعت الجماعة في دينية عاش المسلمون الاوائل  ينفونها عن الإسلام لقرون في طروحاتهم لعلاقة الدولة بالإسلام.. وهذا ما أغتالت الجماعة خصومها بسببها ، بل ولم تغتال الجماعة مخالفيها فحسب؛ بل اغتالت الدين وقوّضته في نفوس العامة، وإلي التفاصيل : 


"الوساطة" صفة أصيلة في الدولة الدينية (الثيوقراطية) التي عرفتها الحياة في العصور الوسطى في أوروبا، فرجال الكنيسة هم من يمتلكون مفتاح باب الله، فلا يستطيع أحد من الناس أن يتصل بربه إلا بوساطة من رجالات الكنيسة.

وهذا ما نكرر جميعا دوما نقيضه "لا دولة دينية في الإسلام"، "لا وساطة في الإسلام"، وتلح الجماعات الإسلامية قديما وحديثا على التأكيد أنه لا مجال لمثل هذه الوساطة في الإسلام أنكروه بألسنتهم، وأبت أفعالهم إلا أن تقول شيئا آخر نحن الإسلام، نحن الدعوة، نحن الحق، فضاع في خطابهم الفاصل بين الجماعة والإسلام، وبين الأداة والغاية، فيصف خطابهم: أي خصومة مع الجماعة بأنها: "خصومة مع الإسلام"، ويتحدثون عن ترك الجماعة بأنه ترك للدعوة الإسلامية، فالدعوة والتنظيم شيء واحد لا ينفصل، فباتت الوسيلة إلى الفكرة لا تنفصل عنها، وبات تقديس الفكرة هو تقديس للوسيلة، وتجمد الجميع عند نقطة واحدة لا يمكنهم أن يتخلوا عنها قيد أُنملة، الجماعة - كوسيلة واجبة - لها قداسة الفكرة الدعوية الإسلامية التي ندعو إليها.

فلا عجب أن يصبح مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين حسن البنا صاحب الدعوة الإسلامية في وصف أحد منظريها، مرددا اللفظ عشرات المرات، فهو القيادة الدينية الروحية وليس مجرد قيادة سياسية أو فكرية، فيقول: "سلام على روح إمامنا الشهيد حسن البنا في عليائه ما خفق قلب، وعز حق، وكبر لله لسان، وارتفع للدعوة لواء.. سلام على الرجل الخالد والراعي الصادق الذي تمتد حقيقته بعد موته امتداد النبع الجاري والشعاع الساري والأقدار النافذة." 

وقد اختلف خطاب جماعة الإخوان المسلمين في القرن الخامس عشر الهجري عن خطاب جماعات القرن الأول الهجري في درجة المصارحة مع النفس والمجتمع،فجماعات التشدد قديمًا أعلنتها واضحة نحن جماعة الإسلام وما عدانا خارجين عنه، أما خطاب الجماعة التي تقدم نفسها بوصفها صاحبة الحل الإسلامي ما زالت تخفيه، فتعلن دوما أنها جماعة من المسلمين، وليست جماعة المسلمين، في الوقت الذى ضاعت فيه كل الفواصل بين الجماعة والإسلام في التطبيق العملي، فصار في العقل الإخواني - مثلا - تنظيم الإخوان والإسلام في الممارسة شيئا واحدا لا ينفصلان، فأوجدت الجماعة وساطة من نوع جديد مفادها: إذا أردت أنت كمسلم العمل للإسلام دعوةً وتطبيقًا، فاعلم أنه لن يتم إلا عبر وسيط، وبوساطة تنظيم وجماعة تصبح أنت جزءًا منها، وتصبح هي كل مسيطر عليك، وهنا تتداخل الأسماء وتلتبس الدلالات، فيصبح من يخرج عن التنظيم الذى يقوم بدور الوساطة بينك وبين الإسلام هو خروج عن الدعوة، وليس خروج عن التنظيم، ويصبح مثل هذا المختلف أو الناقد لأداء تنظيم بشري في عيون التنظيم واتباع الجماعة ليس إلا "خبثا" يجب التخلص منه بإخراجه من جسد الجماعة، فالجماعة تعيش حالة من التطهير الديني الدائم لكل صوت ينطق بغير ترانيم الجماعة المقدسة.



فالتلقين لا التفكير أبرز شعارات دينية العصور الوسطى هو الحاضر في فكر جماعة كالإخوان المسلمين حديثا، فالجماعة باب الله لمن قصد دينه، فهمها للإسلام هو الإسلام، وتنظيمها هو طوق النجاة، وطريقها سبيل الله الذي أمر باتباعه في كتابه، تسمعها صريحة في قول مؤسسها في المؤتمر العاشر: "نحن دعوة القرآن الحق الشاملة الجامعة، وطريقة صوفية نقية، وجمعية خيرية، ومؤسسة اجتماعية، وحزب سياسي نظيف، وقد يقولون بعد هذا كله ما زلتم غامضين فأجيبوهم: نحن الإسلام." 

فتصبح وساطة الجماعة في شكلها التنظيمي بين أنصارها والمشروع الإسلامي من قبيل وساطة الدولة الدينية، وهي ليست وساطة في اعتقاد أو عبادة بل وساطة تحقيق الخلافة، وامتثال طريق الجهاد، ولا يمكن لمسلم أن يحقق لإسلامه الكمال والصحة المرجوة دون الانتماء إلى جماعة تسلك هذا الطريق وتعمل على تحقيق تلك الغاية، وهم لا يختلفون في ذلك عن الذين "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله" فكلاهما لم يقل بربوبية قيادته ولا دينية دولته لكنهم أتوا من الفعل ما هو أقوى من القول، ففي الوقت الذى أنكروا فيه فكرة الدينية قولا مارسوا الكهنوت عمليا وواقعيا.

وفي طريق الدينية تبدأ الجماعات من نقطة الهدم، وليس من نقطة البناء، فما أسهل الهدم، وما أصعب البناء، فيهدم الدنيا لهوانها، والحقيقة أنه عاجز عن الأخذ بأسباب البناء فيها تفكيرا وعلما، وتعود صكوك الغفران من جديد لكن باسم مختلف.. إنه الجماعة التي يمنحك العمل من خلالها طريقا إلى الجنة، فالقواعد التنظيمية من أبناء الصّف دوما في حالة استنفار متصدقة بوقتها ومالها على تكليفات الجماعة واثقة في قيادتها راجية بذلك رضا الله. 

ومن مظاهر الدينية في خطاب الجماعات محاكم التفتيش التي تُصنِّف الناس وفق ضمائرهم، فالشعور العميق بالتمايز الإيجابي بامتلاك الفهم الصحيح للإسلام والسعي المستمر لإقامة دولته يمنح صاحبه شعورا بأنه قادر على منح الناس درجات تُحدِّد مدى قربهم أو بعدهم عن الإسلامية متناسين أنه إن أمكن تصنيف الناس وظيفيا، أو تعليميا أو اجتماعيا، فإنه لا يمكن تصنيف الناس وفق ما في قلوبهم، وما تُضمره نفوسهم، فأوقف القرآن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند حدود التذكرة، "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" (الغاشية: ٢١، ٢٢) فالإسلام لا يعرف محاكم التفتيش التي تمارسها بعض الخطابات مثل خطاب الخوارج قديما وبعض التنظيمات المعاصرة التي صنفت الناس إلى جماعة مسلمين متمثلة فيهم، ودار مخالفين إشارة إلى ما عداهم، ورتّبت وفق ذلك أحكامها، فحقنت دم هؤلاء وأهدرت دم أولئك.. ثمّ عادوا إلى أنفسهم فصنفوا جماعة المسلمين المتمثلة فيهم إلى مجاهدين، قاعدين منعهم العذر عن الجهاد، فهم في درجة أقل ممن جاهد، فحصروا القيادة في الإخوة المجاهدين الذين عرفوا بشدة بأسهم، وطول جهادهم بين صفوف الجماعة. 

وهذا لا يختلف في جوهره عن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين الناس إلى دوائر بين ربط عام ودعوة فردية ومحب ومؤيد هؤلاء جميعا ليسوا لهم صفة الانتماء التنظيمي بل يتم الاختيار من بينهم لدرجة منتسب ثم منتظم ثم عامل وعبر مراحل من التصعيد والتوثيق والتصنيف تنحصر القيادة - شأن الجماعات قديما- في الذي حسن جهاده على طريق الدعوة (الجماعة)، فضحى وصبر على الابتلاء من أجلها، بما يُؤهله لأن يكون في مصاف الإخوة المجاهدين قيادات الصف الأول أعلى درجات السلم التنظيمي. "فالإخوان المسلمون يرون الناس بالنسبة إليهم قسمين: قسم اعتقد ما اعتقدوه من دين الله وكتابه وآمن ببعثة رسوله وما جاء به، وهؤلاء تربطنا بهم أقدس الروابط رابطة العقيدة وهي عندنا أقدس من رابطة الدم ورابطة الأرض، فهؤلاء قومنا الأقربون الذين نحنّ إليهم ونعمل في سبيلهم ونذود عن حماهم ونفتديهم بالنفس والمال في أي أرض كانوا ومن أية سلالة انحدروا، وقوم ليسوا كذلك ولم نرتبط معهم بهذا الرباط، فهؤلاء نسالمهم ما سالمونا." 



ثم يعود البنا ويصنف الربط العام ودائرة استهداف الإخوان المسلمين بقوله: "كل الذى نريده من الناس أن يكونوا أمامنا واحدا من أربعة: مؤمن آمن بدعوتنا، وصدّق بقولنا، وأعجب بمبادئنا، وإما متردد لم يستبن له وجه الحق، ولم يتعرف في قولنا معنى الإخلاص والفائدة فهو متوقف متردد، وإما نفعي لا يريد أن يبذل معونته إلا إذا عرف ما يعود عليه من فائدة وما يجره من مغنم، ومتحامل ساء فينا ظنه، وأحاطت بنا شكوكه وريبه، ونحب أن يكون الناس معنا واحدا من هؤلاء أما تلك الغفلة السادرة، والخطرات اللاهية، والقلوب الساهية فما هو من سبيل المؤمنين في شيء." 

ثم يعود ويصنف الإخوان المسلمون أنفسهم، فيقول: "هذه رسالتي إلى الإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين، الذين آمنوا بسموّ دعوتهم وقدسية فكرتهم، وعزموا صادقين على أن يعيشوا بها أو يموتوا في سبيلها، إلى هؤلاء الإخوان فقط أوجه هذه الكلمات الموجزة، وهي ليست دروسا تحفظ لكنها تعليمات تنفذ... أما غير هؤلاء فلهم دروس ومحاضرات، وكتب ومقالات، ومظاهر وإداريات." 

ومن مظاهر دينية خطاب الجماعة عسكرتها باسم الله والدفاع عن دينه، فهم أجناد الله في معركة الإسلام، فيتم ترسيخ معنى الجندية والتأكيد عليها دوما حتى العمل المسجدي فهو ساحة جهاد يُجند فيها الأخ، وانتصاره أن يُحكم السيطرة على المسجد. 

فالجماعة الثكنة العسكرية التي يُعد فيها العضو للجهاد على حد قول البنا: "عليك أن تعمل على نشر دعوتك في كل مكان وأن تحيط القيادة علما بكل ظروفك، ولا تُقدِم على عمل يؤثر فيها تأثيرًا جوهريا إلا بإذن، وأن تكون دائم الاتصال الروحي والعملي بها، وأن تعتبر نفسك دائما جنديا في الثكنة تنتظر الأمر."

ويتكرر وصف الجندية كثيرا في خطاب البنا "استعدوا يا جنود.. خذوا هذه الأمة برفق وصفوا لها الدواء، فإذا الأمة أبت أوثقوا يديها بالقيود، وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرعوها الدواء بالقوة، وإن وجدتم في جسمها عضوا خبيثا فاقطعوه، استعدوا يا جنود فكثير من أبناء هذه الأمة في آذانهم وقر، وفي عيونهم عمى." 

"أمر الله المسلمين أن يجاهدوا في الله حق جهاده بنشر هذه الدعوة بين الناس بالحجة والبرهان، فإن أبوا فبالسيف والسنان... والناس إذا ظلموا البرهان واعتسفوا فالحرب أجدى على الدنيا من السلم.

ولهذا المعنى نفر المسلمون في أقطار الأرض فمن أسلم فهو أخوهم، ومن رفض الإسلام جالدوه وقاتلوه حتى يظهرهم الله عليه”. 



"سيستخدم الإخوان القوة العملية حين لا يجدي غيرها، وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء، سينذرون أولا وينتظرون، ثم يقدمون في عزة وكرامة ويتحملون كل نتائج استخدامهم القوة بكل رضا وارتياح." 

ومن دينية الخطاب الإسلامي عند جماعة الإخوان المسلمين تأثرهم بمبدأ التقية في الخطاب الشيعي قديما، فداخل الجماعة يوجد خطاب معلن، وخطاب غير معلن، فتتعدد الخطابات تبعا لتنوع المخاطبين وتعدد المستويات التنظيمية، مستلهمًا البنا فكرة خطاب السيد البدوي - صاحب ضريح طنطا- بوجهيه: المعلن دعوة لمجالس الذكر الصوفي، وغير المعلن الإعداد للجهاد وطلب الحكم الذى سلبه المماليك.

فحملت جماعة الإخوان وجها معلنا من عمل خيري، ووجهًا غير معلن من عمل تنظيمي بروح الجندية والجهاد كما أوضحنا.. وفق مراحل أوضحها المؤسِّس بقوله: "التعريف: بنشر الفكرة العامة بين الناس، ونظام الدعوة في هذا الطور نظام الجمعيات الإدارية ومهمتها العمل للخير العام ووسيلتها الوعظ والإرشاد تارة، وإقامة المنشآت النافعة تارة أخرى إلى غير ذلك من الوسائل العلمية وكل شعب الإخوان القائمة الآن تمثل هذا الطور من حياة الدعوة.... ويتصل بالجماعة فيه كل من أراد من الناس، متى رغب في المساهمة ووعد بالمحافظة على مبادئها، وليست الطاعة التامة لازمة في هذا الطور، بقدر ما يلزم فيه احترام النظم والمبادئ العامة للجماعة.

التكوين: باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد، وضم بعضها إلى بعض. ونظام الدعوة - في هذا الطور- صوفي بحت من الناحية الروحية، وعسكري بحت من الناحية العملية، وشعار هاتين الناحيتين دائما "أمر وطاعة" من غير تردد ولا مراجعة، ولا شك ولا حرج، وتُمثل الكتائب الإخوانية هذا الطور من حياة الدعوة." 

فتعيش الإخوان بين خطابين: المعلن أنها تمارس الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة (الخطاب المكي) فتختفى الجماعة بتنظيمها خلف الدعوة بمفهومها التقليدي من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، بما يُكسبها صبغة دينية تجذب المحب للاندماج داخل التنظيم أو مساندته من الخارج بالتعاطف والتبرع لأنشطتها العامة، والتصويت لصالحها انتخابيا، وهناك خطاب آخر غير معلن في الغرف المغلقة يصدر عن تنظيم سري مركزي يصعب التعرّف على ما يدور بداخله، فلا يمكن للأخ داخل التنظيم التعرف على أسراره إلا بعد أعوام طويلة من الإعداد وصولا للبيعة التي تهيئه للدخول في صفوف الإخوة العاملين الذين يقومون بمهمة التمكين في مرحلة التنفيذ. فتبنى جماعة مثل الإخوان المسلمين هيكلها الإداري على سرية التنظيم وعلانية الدعوة، فالمعلن معاني دعوية وعظية عامة، تعرّف بالجماعة، وكلما اقترب العضو من مرحلة التنفيذ اتسمت التكليفات بخصوصية شديدة وسريّة تامة. 

وإذا كان من الواجب العمل على استعادة الإسلام، فما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب فالسمع والطاعة والثقة من الواجبات الشرعية وأركان البيعة التي لا يرتقي الأخ إلى صفوف الإخوة العاملين إلا باستكمالها، "بامتثال الأمر وإنفاذه توا في العسر واليسر والمنشط والمكره.. فلا بيعة بغير كمال طاعة." ينتفي معها الشك، أو الجدل الداخلي حتى يكون التسليم والثقة المطلقة في القيادة ركن آخر من أركان البيعة التي نصت عليها رسالة التعاليم أهم رسائل الأستاذ حسن البنا التي خصّ بها الإخوة العاملين، وبالطاعة والثقة يكون البنا هيأ جسد الإخوان متمثلا في قواعده لاستقبال كل ما يأتيه من قيادته، تلك الرأس القادرة على تحريك هذا الجسد الضخم يمينا ويسارا الممتد في شكل أسر وكتائب، وشعب ومراكز وإدارات ومحافظات، وتنظيم دولي يعمل في العديد من الدول.

ويتم توجيه النص القرآني للتأكيد على مطلق الطاعة الواجبة شرعا للقيادة، مثل استشهاد البنا على وجوب الثقة بالقيادة بقول الله تعالى في حق النبي: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما" والقائد جزء من الدعوة، ولا دعوة بغير قيادة، وعلى قدر الثقة المتبادلة بين القائد والجنود تكون قوة نظام الجماعة وإحكام خططها ونجاحها في الوصول إلى غايتها، وتغلبها على ما يعترضها من عقبات وصعاب "فأولى لهم طاعة وقول معروف". 

ولا يخفى الخلط بين وجوب الطاعة الدينية للنبوة المعصومة فيما تبلغ عن ربها، ووجوب الطاعة لقيادة غير معصومة.

وأخيرابداية الإصلاح لا تبدأ من داخل خطاب الجماعات بل من خارجهم، حتى لا نسقط في فخ توحُّد الجماعات مع الإسلام، وإن كان خطاب جماعة الإخوان المسلمين ليس منفصلاعن الخطاب الديني العام بل هوامتداد له وإفرازسلبي عنه،وأحدأعراض قصورالخطاب الديني العام الذي نعاني منه. 

«ست رسائل أزهرية» تفكك خطاب الجماعة الإرهابية

الرسالة الازهرية في تفكيك خطاب الجماعة الإرهابية (1/6)

 الرسالة الازهرية في تفكيك خطاب الجماعة الإرهابية (2/6)

الرسالة الأزهرية في تفكيك خطاب الجماعة الإرهابية(3/6)

الرسالة الازهرية في تفكيك خطاب الجماعة الإرهابية (4/6)

الرسالة الازهرية في تفكيك خطاب الجماعة الإرهابية (5/6)

تم