رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف خدع «أبوأيمن المصري» المخابرات العالمية؟

أبو أيمن المصري
أبو أيمن المصري

قتل الإرهابي أبو أيمن المصري "إبراهيم محمد صالح البنا"، في كمين لجماعة نور الدين زنكي، في سوريا، ليتم الكشف عن وجوده للمرة الأولى هناك، لاسيما بعد إعلان أمريكا مقتله في وقت سابق.

"البنا" الذي خصصت أمريكا ملايين الدولارات للقبض عليه، وسبق أن وضعته على لائحة الإرهاب في يناير 2017، باعتباره أخطر الإرهابيين المطلوبين في العالم، هو المؤسس الفعلي لجهاز مخابرات القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ولم يعرف أحد مكانه طوال الفترة الماضية.

اعترفت "نورالدين الزنكي" بأنها قتلت "المصري" بالخطأ، لعدم مثوله أمام الحواجز الأمنية، وعدم اتباعه للتعليمات المتعارف عليها عند عبور الحواجز الأمنية، وهوما دفع الحراسة المكلفة في الحاجز الأمني بإطلاق رصاصة واحده، استقرت في ظهره، وهو ما أقره "محمد عمر"، مسئول الحواجز الأمنية بحركة "الزنكي" أن الحراسة قتلته بالخطأ.

غير أن "تحرير الشام"، كذبت رواية "الزنكي"، مؤكدة أنه تم إطلاق النار عليه هو وزوجته، التي إصيبت بإصابة خطيرة في العمود الفقري، وتم فتح النار على سيارته بالكامل.

"أبو أيمن المصري"، هو إبراهيم صالح البنا، المولود في أكتوبر1965، وتخرج عام 1987 بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، ثم انضم للقتال بعد تعرفه على محمد الظواهري، الشقيق الأصغر لزعيم القاعدة "أيمن الظواهري".

تولى "أبو أيمن المصري"، عدة مناصب خلال تنقله بين الفصائل المسلحة، التي بدأها في القاهرة، مرورًا بألبانيا، وأخيرًا في الشام، حيث تولى منصب إدارة الاستخبارات وشئون اللاجئين.

بدأ "المصري" رحلته مع الإرهاب، بعد تعرفه على محمدالظواهري، وأحمد إبراهيم النجار، "إعدم" بعد تسليمه من الإمارات 2003، وثروت صلاح شحاته "محامي"، وكانت قضية العائدون من "ألبانيا"، أولى القضايا التي تعرفت الأجهزة الأمنية المصرية على "البنا"، وقضية العائدون من ألبانيا.

أصدرت المحكمة العسكرية حكما بالإعدام ضد94 متهما، غير أن السلطات المصرية، لم تكن على دراية بخطورة "البنا"في ذلك الوقت، وكانت العلاقة التي تربطه مع محمد الظواهري، لوقت طويل جعلت المخابرات الأمريكية، تقع في أزمة "معلوماتية" غير دقيقة بشأنه، حيث ادعت في تقاريرها بأن "أبو أيمن المصري" هو"محمد الظواهري"، وهو الخطأ الذي استمرت عليه وسائل الإعلام الدولية لعدة سنوات.

بدأ "البنا" مع الإرهاب بانضمامه إلى "الجهاد" المصري، وتنقل خلالها من بلد إلي آخر،بالقتال في صفوف المجاهديين،كانت بدايتها حرب "البوسنة والهرسك"،وسفره إليها 93،وعاد منها إلي اليمن قبل عام 1996.

يعتبر"أبو أيمن المصري"، أحد المتهمين بالمشاركة والتخطيط في تفجير المدمرة الأمريكية "كول"، خلال تواجدها أمام السواحل اليمنية عام 2000. وبرع "البنا" في فنون جمع المعلومات والحصول عليها وتوظيفها "تحليلها"، وهو الأمر الذي أهله فيما بعد، ليكون مسئولا عن التدريب والاستخبارات في صفوف الجماعات الإرهابية في اليمن.

تمكن من استخراج المئات من وثائق السفر"المزورة"، لأعضاء الجهاد المصري وغيرهم، ونجاحه في خداع جميع نقاط التفتيش بجميع المرافق الدولية خلال عبور الإرهابيين منها وإليها، دون كشف تلك الجهات عن عملية "التزوير" للوثائق التي يحملونها، أو هوية الإرهابيين الأصلية.

مدير مخابرات القاعدة
أسس "البنا"، فرع "المخابرات" بتكليف من "أسامة بن لادن"، زعيم القاعدة السابق، ليكون المسئول الأول عن سفر الإرهابيين وتنقلاتهم عبر المطارات الدولية، لبراعته في أدوار التخفي والتنكر، كما شغل منصب المسئول الإعلامي بـ"قاعدة جزيرة العرب" لفصاحته اللغوية وكتابة البيانات والتقارير.

عاد "البنا" إلى اليمن، لكنه لم يمكث طويلا بها، حيث غادرها بعد الربيع العربي، معلنا جهاده مع الفصائل السورية، ليكشف عن استقراره مع "هيئة تحرير الشام" بالإعلان عن مقتله فيها.