رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجولانى» يضع المعارك السورية فى مرحلة جديدة

جريدة الدستور

دعا"أبومحمد الجولانى" زعيم جبهة "هيئة تحرير الشام" يوم الثلاثاء الماضى كل الفصائل السورية إلي التوحد، خلال كلمته المعنونة بـ" لا يضركم كيدهم"، وأعلن استعداد هيئته لتقديم تنازلات في سبيل إتمام هذه المصالحة.

انسلخ الجولاني قبل ذلك بتنظيمه "جبهة النصرة" من تنظيم "داعش" منبته الأصلي، ورفض كل محاولات الانضواء تحت رايته واحتمى في سبيل ذلك بتنظيم القاعدة معلنا بيعته لزعيمها أيمن الظواهري، ثم فك تحالفه مع "الظواهري"ثم تحالف وحارب في نفس الوقت فصائل أخرى متعددة مثل أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي مما يجعله ليس محلًا للثقة في نظر تلك الفصائل.

لم يكتف "الجولاني" بنقض تحالفاته، إنما حارب كل من حاول الصلح بينه وبين الفصائل التي اختلف معها، حتى وصل به الأمر إلى ملاحقة الداعين لهذه المصالحة رغم أنهم من جبهته، مثل ملاحقته لـ"مصلح القحطانى" و"عبدالله المحيسني".

والمعروف أن جبهة الجولاني تحظى بدعم تركي وإن كان غير معلن لكنه ملاحظ لكل متابع ما دعا البعض للقول إن دعوة "الجولاني" للمصالحة تمثل تغيرًا في الموقف التركي حيال الشأن السوري ربما يكون محاولة جديدة من تركيًا لتوحيد الفصائل الموالية لها في جبهة واحدة في حين يرى آخرون أنه ربما إدراكًا من "الجولاني" لتخلي تركيا عنه في تسوية مع روسيا خاصة أن هناك حشدا كبيرا من قبل القوات الكردية «حزب الاتحاد الديمقراطي» المدعومة أمريكيًا والمصنف بكونه منظمة إرهابية من قبل تركيا وتحديدًا في "عفرين" المدينة السورية الواقعة على الحدود التركية وهو ما يمثل من وجهة نظر تركيًا تهديدًا لأمنها القومي، ومن ثم عملت القوات التركية على حشد مماثل واستعدت لخوض معركة تنتظر فيها إشارة البدء فقط فى ظل إعلان الناطق باسم «التحالف الأمريكي» أمس أن حماية عفرين ليست من مهام التحالف فهل يدخل هذا ضمن صفقة التسويات الحاصلة فى سوريا؟.

تبدو كل الاحتمالات لمصلحة تحالف بشار الأسد فتخلي الحلفاء عن الجولاني وعدم استجابتهم له تسهل انتزاعه لآخر معاقل الإرهارب، كما أن استجابة الفصائل من مصلحته أيضًا ليقضي على أعدائه دفعة واحدة.