رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل سيطرة الإخوان على المراكز الإسلامية في أوروبا

أرشيفية
أرشيفية

تفاصيل سيطرة الإخوان على المراكز الإسلامية بأوروبا
قطر الممول الرئيسي لنشر أفكار "الإرهابية" في الغرب
بالأسماء.. مراكز ومساجد تابعة للجماعة في أوروبا برعاية الدوحة

اعترف وجدي غنيم، القيادي الإخواني الهارب، بأن الجماعة "الإرهابية" تمكنت من التوغل في أكثر من 80 دولة حول العالم، ولفت إلى أن أغلب المراكز الإسلامية الموجودة في أوروبا يعود تأسيسها إلى الإخوان.

وقال غنيم، في فيديو نشره عبر قناته بموقع "يوتيوب"، قبل أيام قليلة، بأن الإخوان لهم تواجد كبير في بريطاينا، مرجعًا بداية ذلك الانتشار إلى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ووجودهم بكثرة بالدول الأوروبية في تلك الفترة.

تأتي تلك التصريحات متزامنة مع الجلسة التي عُقدت داخل مجلس اللوردات في بريطانيا، قبل يومين فقط، لمناقشة أوضاع الجماعة، واعترفوا خلالها بأن "قطر" وراء انتشار الإخوان في الدول الأوروبية، لما قدمته تلك الدولة من دعم، خاصة بعد هروب أغلب أعضائها من مصر، بعد تصنيفها جماعة إرهابية.

وقال الخبير في مكافحة الإرهاب، الكولونيل تيم كولينز- خلال الجلسة- إن النظام القطري قدم الدعم لقيادات الإخوان بصورة موسعة، بل كان الماذ الآمن لهم، ووفر لهم الدعم المادي والقانوني، بل روج لأفكارهم المتشددة التي انتشرت في عدد من الدول.

خلال تلك الجلسة التي عقدها مجلس اللوردات، تحت عنوان: "قطر وتركيا.. هل تدعمان أجندة الإخوان؟"، أن لقطر علاقات قوية مع المسؤولين الكبار في جماعة الإخوان، حيث وصفت "تمويل الإخوان" بأنه المشكلة الكبرى في بريطانيا.

وبالحديث عن تلك التمويلات، قال "تيم كولينز"- بحسب ما نشرته وكالات الأنباء العالمية- إن 120 مليون يورو قدمت إلى الجماعة الإرهابية، وكشف أن حمد آل ثاني، قدم 20 مليون يورو لبناء مسجد في كوبنهاغن تديره جماعة في الدنمارك تابعة لما يعرف باللفيدرالية الإسلامية التي ترتبط بالإخوان.

وعدد الكولونيل البريطاني حجم تلك الإنفاقات، قائلًا: "أمير قطر قدم 2.8 مليون يورو للدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد، للإبقاء على الروابط بين هذه المؤسسات والإخوان، وهناك جمعيات خيرية عدة قدمت الملايين لبناء مسجد في شيفلد وهي مرتبطة بالإخوان"، مشيرًا إلى أن "التمويل القطري للإخوان في أوروبا يصل إلى 350 مليون يورو.

ورد القيادي الإخوان المنشق سامح عيد، على تلك التمويلات، مؤكدًا أن دعم الجماعة ماليًا موجود منذ عشرات السنين، بدأ برعاية ألمانية، ثم أمريكية، وبعد أن أعلنت السعودية والإمارات موقفها المباشر من الإخوان بتصنيفها جماعة "إرهابية"، دخلت قطر وأصبحت الممول الرئيسي والأول للمراكز الإسلامية التابعة للجماعة في العالم، وتنفق عليها ملايين الدولارات.

وأضاف عيد، في تصريحات لـ"أمان": "بريطانيا أعلنت حركتي حسم ولواء الثورة، تنظيمين إرهابيين لمحاولة الهروب من تصنيف الجماعة ككل- أي الإخوان- ووضعها في نفق الإرهابية، لافتًا إلى أن بريطانيا مؤخرًا استشعرت الخوف الكبير من المراكز الإسلامية التابعة للإخوان لديها، خاصة بعد ثبوت أن تلك المراكز تخرج عشرات المتشددين الذين يمثلون خطرًا على المجتمع الإنجليزي نفسه.

وأرجع "عيد"، تبعية أكثر من 70% من المراكز الإسلامية في أوروبا إلى الإخوان، كما أن الحكومة البريطانية نفسها تقدم الدعم للجماعة مما يجعلها في موقف حرج، تحاول الخروج منه بأي وضع أمام شعبها، وهو ما اتفق عليه أيضًا "خالد الزعفراني"، الإخواني السابق.

وفي دراسة أعدها "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات"- نشرها في شهر ديسمبر الماضي- أكدت أن جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي يعتمدان على قائمة كبيرة من الكيانات والتنظيمات التي تنفذ مخططات الإخوان في الخارج على رأسها "المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومنظمة كير الإسلامية الأمريكية، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والجمعية الإسلامية الأمريكية، والمجلس الثوري بتركيا".

هذا بالإضافة إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومعهد الفكر السياسي الإسلامي بلندن الذى يديره عزام التميمي، أحد قادة التنظيم الدولي للإخوان، والاتحاد الإسلامي في الدنمارك، الذى يرأسه سمير الرفاعي، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وتحالف المنظمات الإسلامية الذى يتولاه إبراهيم الزيات، القيادي في التنظيم الدولي".

وأوضح المركز- في دراسته- أن الولايات المتحدة الأمريكية أحد البلدان المهمة التي تحتضن المراكز الإخوانية، وتضم عددًا من المنظمات الإسلامية التي يسيطر عليها التنظيم، على رأسها منظمة "كير" الإسلامية الأمريكية.

وأكد المركز أن هدف التنظيم من السيطرة على تلك المراكز هو استقطاب أعضاء جدد للإخوان قادرين على تغذية التنظيم بالمال اللازم علاوة على استغلالهم لاختراق الجامعات من خلال البعثات الدراسية التي توجد في الخارج، هذا فضلًا على الاستيلاء على تبرعات الإسلاميين بالخارج لاستخدامها كأحد موارد التنظيم. 

كما تعتبر جماعة الإخوان المسلمين الجامعات والكليات،حيث التجمعات الشبابية، ساحة خصبة لنشر أفكارها وتدعيم نفوذها، لبعد تلك المؤسسات عن الأجهزة الأمنية واستقلالها عن باقي المؤسسات السياسية والحكومية، فتستغل تلك الوضعية من أجل تنظيم مؤتمراتها وفعالياتها في الجامعات المحلية والعالمية لتهييج وتحريض الرأي العام المحلي والدولي ضد الأنظمة والحكومات العربية.

وتمكنت أفرع الجماعة في عدة دول عربية، من تأسيس كيانات لها في أوروبا وتعيين أبنائهم في مناصب مهمة، فقد نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في منتصف 2016، تحقيقًا أشارت فيه إلى طريقة تعيين "طارق رمضان"- نجل القيادي الإخواني سعيد رمضان، وحفيد حسن البنا- كأستاذ للدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة أوكسفورد عام 2009. 

وأشارت الصحيفة إلى أن توقيت وسياق تعيين "رمضان" في أوكسفورد يشير إلى أنه استفاد مباشرة من الإنفاق القطري المتزايد الموجه لدعم هيئات ومؤسسات تعليمية في أوروبا، وأنه استفاد أيضا من تأثير ونفوذ يوسف القرضاوي، إذ أن الأخير ضمن مجلس أمناء مركز الدراسات الإسلامية في أوكسفورد.

وبالرجوع إلى عام 2014 فقد نشرت الصحف البلجيكية، قرارًا لوزارة الخارجية بشأن الموافقة على تمويل مقدم من الحكومة القطرية لبناء مسجد هناك، كما كتبت كتبت الصحف السويسرية في ديسمبر 2016، متحدثة عن خضوع "المجلس الإسلامي المركزي في سويسرا لتحقيقات من قِبَل المحكمة الفيدرالية هناك، بسبب الدعاية لجماعة الإخوان".

وعلق الباحث في شئون الجماعات الإرهابية أحمد جمعة- في مقال سابق له- على حجم الإنفاق القطري على الإخوان في الوقت الحالي، لافتًا إلى أن الدوحة سعت إلى توظيف المعارضة الإخوانية في أوروبا كورقة ضغط لصالحها في مواجهة أنظمة المنطقة، خاصة في المغرب العربي ومصر، وفي إطار استراتيجيتها الرامية إلى تأسيس ما يمكن وصفه بالهلال الإخواني في منطقة غرب المتوسط، مستغلة في ذلك علاقة الاعتماد المتبادل بين التيار الإخواني في دول جنوب أوروبا المتوسطية، وبين امتداداته في منطقة المغرب العربي.