رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اليوم العالمي للمياه.. إطلالة على أهم الكتب التي تناولت نهر النيل

نهر النيل
نهر النيل

يحتفل العالم باليوم العالمي للماء، إذ يعد أصل الحياة ومنبتها، وحول مجاري الأنهار نشأت الحضارات الكبري القديمة، فحول نهر النيل استقر الإنسان المصري القديم، وعرف الزراعة وعلمها للعالم، ومنه جاءت الحضارة. 

وحول نهري دجلة والفرات قامت حضارة الرافدين، وقديما قال هيرودوت إن مصر هبة النيل.  

ومع زيادة عدد سكان العالم، تواجه الأرض منذ منتصف القرن الماضي حالة من الفقر المائي تكاد تصل إلي حالات من الجفاف التي تؤدي بالتالي إلي المجاعات خاصة في القرن الإفريقي، لذا دعا العديد من العلماء والمفكرين إلى حلول للخروج من أزمة المياه العالمية، تناولوها في أبحاث ومؤتمرات ومؤلفات وكتب ودراسات في هذا الصدد. 

وفي التقرير التالي نستعرض أهم الكتب التي عالجت هذه القضية، وفي القلب منها أهمية دور نهر النيل في حياة المصريين كونه شريان حياتهم ووجودهم.

ـكتاب مصادر المياه في مصر وسبل تنميتها
والكتاب صادر من تأليف د. خيرى حامد العشماوى، د. ليلى مصطفى.
ويشير مؤلفا الكتاب إلي أن المياه تعتبر مصدر للحياة كونها العامل الرئيسي المحدد لإنتاج الغذاء اللازم لهذا العدد الهائل من البشر في العالم، إلا أن حاجة 5 بليون شخص في هذا العالم لهذه المياه هام جدا، خاصة للأجيال القادمة، إلا أنه يجب ألا يغيب عن صاحب القرار أنه عندما نتحدث عن الماء وأهميته، يجب أن يكون ذلك مرتبطا بالصرف الصحي. فلقد نالت مشكلة المياه والصرف الصحي اهتمام الأمم المتحدة من خلال العديد من اجتماعات القمة والاجتماعات الدورية، فالجميع يعلم أن نظافة الماء والاهتمام بحل مشكلة الصرف الصحي، يعني في المقام الأول، الحفاظ علي صحة المواطنين.

ثم يعرج الكتاب إلي ذكر استخدامات المياه في تحقيق التنمية، فبدون الماء لا يتم تحقيق أي تقدم، سواء كان زراعيا أو اقتصاديا أو صناعيا أو إنتاجيا.. ألخ. ولذلك فإن الحرب الآن في نختلف أنحاء العالم من أجل توفير الماء، إذ أن الماء كما هو لازم للزراعة، فهو لازم أيضا للصناعة في الإمداد بالمواد الخام. كذلك لازم كمادة أولية ضرورية مساعدة في  تكنولوجيا الصناعة ذاتها.  

ــ كتاب "سيد الأنهار.. .. مقالة أدبية في جغرافية نهر النيل"
والصادر مؤخرا عن دار المرايا للثقافة والفنون، من تأليف الباحث دكتور محمد محمود الصياد، والذي يشير في مقدمته للكتاب إلي: "نهر، هو بلا جدال "‏سيد الأنهار" ‏كما سماه أبي الدكتور محمد محمود الصياد (1916-1982) منذ أكثر من نصف قرن.

‏ويصف الدكتور محمد محمود الصياد نهر النيل بأنه "‏نهر مبارك الغدوات، ميمون الروحات، عرفه النازلون بواديه منذ فجر التاريخ، فكان له في نفوسهم حب بلغ حد العبادة في عهد من عهود تاريخهم الطويل." هكذا افتتح كتابه "النيل الخالد" الذي نشر في القاهرة سنة 1962 وأعيد طبعه في بيروت سنة 1971 تحت عنوان "سيد الأنهار".

‏يعتبر كتاب "سيد الأنهار ..مقالة أدبية في  جغرافية نهر النيل"، كتابة أدبية منمقة من طراز فريد ‏تعبر عن جيل وعصر كان الكثير من الجغرافيين فيه أدباء من المقام الأول. كان الصياد الذي ألف ‏عشرات الكتب في مجالات الجغرافيا السياسية والاقتصادية والتاريخية ‏وتتلمذ على يديه العديد من كبار جغرافي مصر من أهم رواد الدراسات الجغرافية في مصرو العالم العربي في القرن العشرين.

ولكنه لم يكن جغرافياً فقط إذ كان أيضاً مفكراً و ‏شاعراً، أعطاه أحد أعضاء ‏مجمع اللغة العربية الذي كان عضوا فيه لقب "أديب الجغرافيين و جغرافي الأدباء".

مسيرة النيل، رحلته الطويلة، طبيعته والتضاريس التي تحيط به.. يكتب الجغرافي البارز محمد الصياد عن  شغفه الأكبر، في لغة مصقولة تطوع المعلومات التاريخية وحقائق الجغرافيا وصراع الطبيعة وتحولها إلى معزوفة أدبية. 

في الذكرى الأربعين لرحيل "أديب الجغرافيين وجغرافي الأدباء" كما أطلق عليه في مجمع اللغة العربية.

من أجواء مقطوعاته الأدبية: "عند الخرطوم يأذن الله لشقيقين شتيتين باللقاء، خرج "الأبيض" من بحيرة نو هادئًا وقورًا يتهادى في سهول السودان، وخرج "الأزرق" من بحيرة "طانا" وراح يضرب في نجاد الحبشة أرعن لا يستقر. وغير بعيد من دائرة العرض الخامسة عشرة يلتقي النهران، هذا فتى أغبر ماؤه وهذا شيخ كبير، فيتعانق النهران في قبلة طويلة تخلد آثارها في جزيرة جميلة هي "توتي" الساحرة التي تقوم في المقرن تشرف عليها عاصمة الجمهورية السودانية بأجزائها الثلاثة: الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري".

ــ كتاب مصر ومشكلة مياه النيل أزمة سد النهضة
والكتاب من تأليف د. زكي البحيري، وصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذي يتناول مسألة مياه النيل، التي تمثل الحياة أو الموت بالنسبة لمصر وقد أخذت تلك المسألة أبعادا جديدة في العقود الأخيرة بين دول حوض النيل. وتتعرض الدراسة للظروف الطبيعية لحو النيل، ولاتفاقيات المياه، والتغلغل الصهيوني في هذه المنطقة، وأثره على تعقيد المسألة المائية حتى تم التوقيع المنفرد على اتفاق (عنتيبي) في منتصف عام 2010 في تجاهل تام  لحقوق مصر والسودان في مياه النيل.  

كما تناقش الدراسة مخاطر سد النهضة، والسدود والمشروعات الأخرى على منابع النيل، ومحاولات مصر في الوقت الحاضر معالجة تلك المخاطر. وترى الدراسة أن الإستراتيجية الأنسب لحل مشكلة سد النهضة وقضايا المياه في حوض النيل لا تقوم إلا على التفاهم والتنمية والعمل المشترك، لأن أي صراع أو صدام بين دول الحوض هو ضد مصالح هذه الدول وضد عمليات التنمية، ولا يخدم سوى مصالح القوى الخارجية المعادية.

ــ كتاب "الماء سائل الحياة" تأليف أحمد مدحت إسلام
يستعرض الكتاب خواص الماء ومصادره الطبيعية المختلفة، مثل مياه الأنهار ومياه البحار والمياه الجوفية وميام الامطار، وخواص كل منها، وطرق تنقيتها للحصول على مياة الشرب، وكذلك الطرق المستخدمة لتنقية مياه الصرف الصحى لاستخدمها فى مختلف الاغراض. ويحتوى الكتاب أيضا على الطرق المستعملة فى تحلية مياه البحار، وموقف المياه فى العالم العربى فى الوقت الراهن. 

كما يوضح الكتاب نصيب الفرد فى العالم العربى من المياه العذبة.

ــ كتاب "أزمة المياه في الشرق الأوسط والأمن القومي العربي والمصري"
تأليف محمود محمد محمود خليل، والذي يعالج في كتابه مشكلة المياه من وجهة النظر الأمنية والعسكرية، لافتا إلى: حيث إنها تعد من أكبر المشكلات حساسية وخطورة، سواء على المدى القريب أو المدى البعيد.

حيث أن وضع الدول العربية في هذا المجال على درجة كبيرة من الحرج، أن 67% من موارد المياه العربية ينبع من أرض غير عربية، وعليه فإنه ليس للدول العربية سيطرة مطلقة على هذه الموارد ومن ثم فإن عديدا من خطوط التنمية العربية عرضه لتهديدات شتى.

يشدد علي أنه: من جهة أخرى تزداد حاجة دول المنطقة إلى المياه نتيجة للازدياد الهائل غي عدد سكان الدول العربية.

ويهدف هذا الكتاب إلى: تحديد أبعاد مشكلة المياه في الشرق الأوسط - تحديد التهديدات القائمة والمحتملة - الوقوف على تأثيرات أزمة المياه في الشرق الأوسط على الأمن القومي العربي والمصري، والاستراتيجيات اللازمة لمواجهة هذا التهديد.