رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في الذكرى الـ77 لتأسيسها.. كيف جاءت فكرة إنشاء جامعة الدول العربية؟

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية

تحتفل جامعة الدول العربية غداً الثلاثاء في الثاني والعشرين من مارس بالذكرى 77 لتأسيسها، ووضع هيكل مؤسسي للنظام الإقليمي العربي، يهدف إلى ترسيخ الهوية القومية العربية، والتي بدأت عضويتها من سبع دول عربية هي جملة الدول العربية المستقلة  في أواسط الأربعينيات لتشمل اثنتين وعشرين دولة عربية في الوقت الحالي.

وفي هذا السياق؛ أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، تطلع الجامعة العربية، لمواصلة السير بخطى ثابتة لتعزيز الحضور العربي في المشهد الدولي وفق دينامية طموحة ومتجددة؛ دفاعًا عن القضايا والمصالح العربية العادلة ودعمًا لمسارات الاندماج الاقتصادي والتنمية الشاملة.

وقال السفير خطابي - في كلمته بمناسبة الذكرى الـ77 لتأسيس جامعة الدول العربية التي تحل في 22 مارس 2022 - إن الجامعة على امتداد عقود أثبتت وفاءها لميثاقها التأسيسي الذي استند إلى مقومات الترابط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وصيانة السيادة الوطنية للدول الأعضاء مرسخة قدرتها على استمرارية وانتظام العمل العربي المشترك، وتمكنت بهذه العزيمة الثابتة، رغم كل التحديات، من أن تصبح محفلًا لمعالجة والتصدي للقضايا الشائكة للعالم العربي.

 

رصيداً حافلا 

بدأت الجامعة العربية بالعمل من خلال جهاز مجلس الجامعة والأمين العام، ثم  تطورت هذه الهيئة بما يواكب احتياجات الشعوب العربية ويرسخ التكامل العربي  لتصبح بعد 77 عاماً منظومة إقليمية تعنى بكل أوجه التعاون والعمل العربي المشترك وتتكون من أكثر من عشرة آليات مستقلة وإن  كانت مترابطة ومتكاملة تعمل معاً في تناغم لتنسيق الشؤون العربية من كافة الجوانب.

وبات لجامعة الدول العربية، رصيدًا حافلًا من المكاسب بما فيها المحافظة على الحد الأدنى من تماسك البيت العربي مقابل عقبات موضوعية في تحقيق أهدافها الكبرى بالشكل الأمثل.

 

تأسيس الجامعة العربية

انطلقت فكرة الجامعة العربية مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تبنى العرب وجهة نظر ترسخ لضرورة التقارب والوحدة في وقت تحكم خلاله التكتلات السياسية، مما جعل التعاون ضرورة تسمح للدول العربية  الحصول  على ظهير قومي ودعم حقيقي في سبيل استكمال مسيرة الاستقلال والتحرر، وعلى  صعيد آخر تعززت الحاجة إلى الوحدة مع الوعي بمخاطر الحركة الصهيونية آنذاك مع استمرار الهجرات اليهودية إلى فلسطين بشكل استوجب توحد العرب في مجابهتها من أجل  دعم فلسطين.

حيث جاءت من هنا فكرة  إنشاء جامعة الدول العربية والتي نادى بها عدد من الزعماء العرب مثل مصطفى  النحاس رئيس وزراء مصر الراحل، والأمير عبد الله حاكم الأردن.

حرص رئيس الوزراء المصري الراحل مصطفى النحاس على الأخذ  بزمام المبادرة ودعا كلا من رئيس  الوزراء السوري الراحل (جميل مردم) ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري  للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة "إقامة جامعة عربية لتوثيق العرى بين  البلدان العربية المنضمة لها".

وقد كانت هذه أول مرة تثار فيها فكرة الجامعة  العربية بمثل هذا الوضوح، وبدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب وممثلي كل من العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية  والأردن واليمن من جانب آخر.

وعندما اجتمعت لجنة تحضيرية من ممثلين عن كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق  ومصر واليمن في الفترة 25/9 إلى 7/10/1944 رجحت الاتجاه الداعي إلى وحدة  الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها. 

كما استقرت على  تسمية الرابطة المجسدة لهذه الوحدة بـ "جامعة الدول العربية" وآثرته على  مسمى "التحالف" و"الاتحاد" كون الأول يشير إلى علاقة عارضة والثاني يعبر عن علاقة تجب الاختصاصات المتفق على تحويلها للمنظمة العربية الناشئة. 

 

بروتوكول الإسكندرية 

وتوصل أصحاب رؤى تأسيس الجامعة العربية إلى بروتوكول الإسكندرية الذي صار أول وثيقة تخص  الجامعة، ومثل هذه البروتوكول الأساس لميثاق جامعة الدول العربية.

وقد تألف ميثاق الجامعة من ديباجة وعشرين مادة، وثلاثة ملاحق خاصة: الملحق الأول  خاص بفلسطين وتضمن اختيار مجلس الجامعة مندوباً عنها للمشاركة في أعماله لحين حصولها على الاستقلال. والمحلق الثاني خاص بالتعاون مع الدول العربية  غير المستقلة وبالتالي غير المشتركة في مجلس الجامعة. 

أما الملحق الثالث والأخير فهو خاص بتعيين عبد الرحمن عزام الوزير المفوض بوزارة الخارجية المصرية كأول أمين عام للجامعة لمدة عامين. وأشارت الديباجة إلى  أن الدول ذات الصلة وافقت على الميثاق بهدف تدعيم العلاقات والوشائج  العربية في إطار من احترام الاستقلال والسيادة بما يحقق صالح عموم البلاد العربية.

وتم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية فى 22/3/1945 من قبل مندوبي الدول العربية، وحضر  جلسة التوقيع ممثل الأحزاب الفلسطينية وأصبح يوم 22 مارس من كل عام هو  يوم الاحتفال بالعيد السنوي لجامعة الدول العربية.

ورغم  تعاقب الأحداث وتغير الأنظمة والسياسات في الدول العربية على مر 77 عاماً،  كان من الملاحظ تمسك كافة الدول الأعضاء بالانتماء إلى هذه المنظمة،  ودفعها لتضطلع بالدور التكاملي الذي نشأت من أجله، فاستمرت المنظمة في  التوسع والتطور واستمرت الدول العربية في الانضمام إليها كلما حصلت دولة  منهم على استقلالها، لتصبح جامعة الدول العربية هي بيت العرب الجامع لكل  أعضائه والحامل لآمال وطموحات شعوبه.