رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوضع الإنسانى فى أوكرانيا يتفاقم.. وكييف تدعو بكين لإدانة الغزو الروسى

الغزو الروسي
الغزو الروسي

يتفاقم الوضع الإنساني في المدن الأوكرانية الكبرى التي لا تزال تتعرض للضربات الروسية، بينما دعت كييف الصين الحليف الاستراتيجي لموسكو، إلى "إدانة الهمجية الروسية".

وللمرة الأولى في هذا النزاع، قالت روسيا السبت إنها استخدمت في أوكرانيا صاروخًا فرط صوتي تقول موسكو إنه نوع من الأسلحة القادرة على الإفلات من كل أنظمة الدفاع الجوي.

في مدينة ماريوبول الاستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا، التي تقصف منذ أسابيع ويعاني سكانها من نقص في المياه والغاز والكهرباء، تتحدث عائلات عن جثث ملقاة في الشوارع لأيام، وجوع وعطش وبرد شديد في الليالي الأخيرة في أقبية في درجة حرارة دون الصفر.

وقال شهود لوكالة فرانس برس السبت إن 19 طفلًا معظمهم من الأيتام يواجهون "خطرًا كبيرًا" بعدما علقوا في مركز للأمراض النفسية ولم يتمكن أولياء أمورهم من الوصول إليهم بسبب المعارك.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب الأحد إن إلحاق "مثل هذه الأمور بمدينة مسالمة عمل إرهابي سيبقى في الذاكرة حتى في القرن المقبل". وأضاف أن حصار ماريوبول "سيسجل في التاريخ للمحاسبة لجرائم الحرب".

وألحقت عمليات القصف أضرارًا جسيمة بمصنع "آزوفستال" للصلب والمعادن في ماريوبول الميناء والمدينة الصناعية التي تحتل أهمية كبرى لتصدير الصلب المنتج في شرق البلاد.

وقالت النائبة ليزيا فاسيلنكو التي نشرت تسجيل فيديو على حسابها على تويتر تظهر فيه أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من مجمع صناعي "دُمّر أحد أكبر مصانع التعدين في أوروبا. الخسائر الاقتصادية لأوكرانيا هائلة".

وكتب النائب سيرهي تاروتا أيضًا على صفحته على فيسبوك أن القوات الروسية التي حاصرت ماريوبول "دمرت المصنع عمليًا".

في شمال البلاد تحدث فلاديسلاف أتروشنكو رئيس بلدية تشيرنيهيف عن "كارثة إنسانية مطلقة" في مدينته.

وقال للتليفزيون إن "القصف المدفعي العشوائي على الأحياء السكنية مستمر ويؤدي إلى مقتل عشرات المدنيين من أطفال ونساء". وأضاف "لا كهرباء ولا تدفئة ولا ماء والبنية التحتية للمدينة مدمرة بالكامل".

وتابع أتروشنكو في مستشفى أصيب في القصف أن "المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية يرقدون في الممرات بدرجة حرارة تبلغ عشر درجات مئوية".

لم تتوقف الضربات في العاصمة كييف وفي ميكولاييف (جنوب) وخاركيف المدينة الكبيرة الناطقة بالروسية في شمال غرب البلاد، وقتل فيها 500 شخص على الأقل منذ بداية النزاع، حسب أرقام رسمية أوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية السبت إنها استخدمت صواريخ "كينجال" الحديثة فرط الصوتية التي أشاد بها فلاديمير بوتين، لتدمير مستودع أسلحة تحت الأرض.

وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات للموقع الإلكتروني "أوكرانسكا برافدا" إن "أوكرانيا أصبحت للأسف ساحة تجارب لترسانة الصواريخ الروسية بأكملها".

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أن روسيا "فشلت في السيطرة على المجال الجوي وتعتمد بشكل كبير على أسلحة بعيدة المدى يتم إطلاقها من مواقع الأمان النسبي للمجال الجوي الروسي لضرب أهداف في أوكرانيا".

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الروسية التي يجري تقدمها على الأرض بشكل أصعب بكثير مما كان متوقعًا في مواجهة المقاومة الأوكرانية الشرسة، 291 ضربة صاروخية و1403 غارات جوية منذ بدء الغزو في 24 فبراير.

في مواجهة استمرار القصف المميت والمماطلة في المفاوضات التي افتتحت جولة رابعة منها بين كييف وموسكو الإثنين، دعت الرئاسة الأوكرانية بكين إلى اتخاذ موقف.

والصين الحليف الاستراتيجي لموسكو والدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، هي واحدة من الغائبين الرئيسيين، إلى جانب الهند، عن جوقة الإدانات والعقوبات التي انهالت على روسيا.

وكتب ميخالو بودولياك مستشار الرئيس زيلينسكي وأحد المشاركين في المفاوضات مع موسكو، في تغريدة على تويتر "يمكن للصين أن تكون جزءًا مهمًا من نظام الأمن العالمي إذا اتخذت القرار الصحيح لدعم تحالف الدول المتحضرة وإدانة الهمجية الروسية".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ الجمعة لتوضيح "عواقب تقديم الصين دعمًا ماديًا لروسيا"، حسب البيت الأبيض.

لكن الرئيس الصيني لم يكشف موقفه مكتفيًا بالتشديد على أن النزاعات العسكرية "ليست في مصلحة أحد"، حسب التليفزيون الصيني.

في نيودلهي، دعا رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الهند أحد كبار مشتري الأسلحة والنفط من روسيا، على الخروج من تحفظها وإدانة الغزو صراحة. لكن نظيره الهندي ناريندرا مودي حرص على عدم ذكر أوكرانيا، واقتصر البيان المشترك على الدعوة إلى "وقف فوري للعنف".

وفي كلمة عبر الفيديو مع برن، انتقد فولوديمير زيلينسكي السبت شركات مثل مجموعة نستلة التي تواصل العمل في روسيا. ودعا سويسرا إلى تجميد أصول المليارديرات الروس والمقربين من الكرملين.

من جهتها، أعلنت أستراليا في بيان حكومي الأحد فرض حظر على صادراتها من الألومينا وخام الألومنيوم إلى روسيا "ما سيحد من قدرتها على إنتاج الألومنيوم" المادة الاستراتيجية لصناعة الأسلحة خصوصًا.

وتقول كانبيرا إن روسيا تعتمد على أستراليا للحصول على عشرين بالمئة من احتياجاتها من خام الألومنيوم.

وقال الرئيس الأوكراني إن 180 ألف شخص تمكنوا حتى الآن من الفرار من مناطق القتال عبر ممرات إنسانية.

وقد أكد السبت أن "المحتلين يواصلون منع وصول المساعدات الإنسانية خصوصًا حول المناطق الحساسة. إنه تكتيك معروف. إنها جريمة حرب".

وتفيد أرقام السلطات الأوكرانية بأنه تم إجلاء 6623 شخصًا عبر الممرات الإنسانية السبت بينهم 4128 فروا من ماريوبول و1820 فروا من كييف.

ومنذ 24 فبراير، فر أكثر من 3,2 مليون أوكراني توجه نحو ثلثيهم إلى بولندا التي تشكل في بعض الأحيان مرحلة قبل مواصلة نزوحهم الجماعي.

في لندن رفع علم أوكرانيا مساء السبت أمام مقر "الأوبرا الوطنية الإنجليزية"، حيث قدم نجوم عالميون في رقص الباليه عرضًا إنسانيًا كبيرًا من أجل أوكرانيا وأطلقوا رسالة سلام.