رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا عيد للأم؟

أجمل التهاني لكل أم في عيدها، كل التحية والتقدير لكل أم،  زوجة، ابنة ، أخت، صديقة، زميلة، جارة. دعونا أولًا خاصة في هذه الأيام  الصعبة التي يجتازها العالم كله بسبب  الأمراض والحروب أن ندعو الله طالبين شفاءً وسلامًا وهدوءًا لكل أم  مُتألمة، خائفة على أبنائها، كما ندعو طالبين صبرًا وعزاءً  لكل من فقدوا أمهاتهم...   ترى ما معنى الأمومة، ولماذا عيد للأم؟
أولًا- ما معنى الأمومة؟ 
الأمومة ليست مجرد كلمة لكنها معنى كبير وعميق، فلا يمكن أن نختزلها في إنجاب الأطفال، فكم من سيدات فضليات لم ينجبن، ويتمتعن بأمومة عالية، إنها ليست مجرد لفظة (ماما أو أمي أو مامي). لكنها رمز الحب والعطاء الخالي من الأنانية، والمصلحة الذاتية، إنها  الحضن الدافئ والملجأ الآمن وسط قسوة الحياة، إنها الزارع والغارس والمُعلم الأول الحقيقي للقيم والفضائل الجميلة -الحب والعطاء والاحترام  والغفران والشجاعة- في نفوس النشء، تلك القيم التي  نحتاجها بشدة في مجتمعنا اليوم، إنها بحق  مدرسة إن أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق. لذا دعت كل الأديان إلى احترامها وإكرامها.
ثانيًا-  لماذا عيد للأم؟
أرى أن الدعوة لتخصيص يوم للاحتفال بالأم دعوة كريمة وجميلة، غرضها التذكير وسط زحمة الحياة ومشغولياتها الكثيرة على أهمية  وعظمة دور الأم  في الحياة عامة والأسرة خاصة كغارسة للقيم، ومعلمة للفضيلة، وليست فقط الطباخة أو الغسالة، إنها دعوة لتجديد الحب والتعبير العملي عنه، فلا تكون محبتنا  فقط بالكلام واللسان بل بالعمل والحق، إنها دعوة لممارسة قيمة الوفاء والاعتراف بفضل الآخرين لا إنكاره، إنها دعوة للفرح والابتهاج بأمهاتنا، وإكرامهن الآن وقبل فوات الأوان، فوردة في حياتي أفضل من بستان زهور على قبري، إنها دعوة للخروج من الذات والاهتمام المريض بالنفس والتركيز فقط على الأخذ، لتعلم العطاء، والبذل والاهتمام بغيرنا، فما استحق أن يولد من عاش لنفسه.

راعي الكنيسة الإنجيلية في العباسية