رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس جامعة الأزهر يدعو لمنع غير المتخصصين من تصدر الفتوى

الدكتور محمد المحرصاوي
الدكتور محمد المحرصاوي

دعا الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إلى منع تصدر غير المتخصصين للفتوى الشرعية، قائلا "لو تصدر غير المتخصص في الطب أو القانون لتعرض لعقوبات، لكن للأسف الزي الأزهري هو مشاع بين الجميع".

وأضاف المحرصاوي في كلمته خلال الملتقى الفقهي الأول لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه للأسف أصبح الدين مهنة من لا مهنة له، مؤكدا أنه لا تجديد للخطاب الديني دون تحديد من له حق الحديث فيه.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن المفتي يجب أن يكون موسوعيًا يتصف بصفات علمية معينة تمكنه من التصدر للفتوى، وأن يكون متقنا للغة العربية، مؤكدا أنه من الخطأ الشديد أن يتقوقع المفتي داخل التخصص، خاصة في وقت فرض فيه التطور في وسائل التواصل تنوعا في كافة المجالات، محذرا من خطورة استخدام الجماعات المتطرفة لهذا التطور، بما يوجب على المفتي مواكبة التقدم للتمكن من إبطال مزاعم هؤلاء المتشددين.

ويعقد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، اليوم الثلاثاء، ملتقاه الفقهي الأول تحت عنوان "الفتوى الإلكترونية ودورها في التنمية المستدامة"، برعاية فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وحضور لفيف من كبار علماء وفقهاء الأزهر الشريف، بهدف دعم جهود الدولة المصرية في التنمية المستدامة، والتأصيل العلمي لدور الفتوى الإلكترونية في التنمية المستدامة، بجانب تقديم خُطط ورؤى وأفكار تتعلق بالخطاب الإفتائي بما يدعم أهداف التنمية المُستدامة.

و قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان المصري، إن الفتوى تؤثر بشكل كبير في سعادة الإنسان، لأنها تحدد علاقة الإنسان بغيره من البشر وبين علاقته بربه ومعرفة أحكام الله والتي بمقتضاها إذا إنقاذ الإنسان إلى هذه الأوامر والأحكام فإنه يسعد في الدنيا والآخرة، مبينًا أن التجديد ينطلق من الفهم الواعي لما ورثناه من علمائنا السابقين.

وأوضح الدكتور جمعة خلال مناقشته المحور الثالث والذي جاء تحت عنوان "تجديد الخطاب الإفتائي ودوره في التنمية المستدامة" من محاور ملتقى الأزهر العالمي الفقهي الأول"دور الفتوى الإلكترونية في التنمية المستدامة"، أن الفتوى تقوم على عدة أركان وهذا من إفرازات الأزهر العلمية ومنها أن يدرك النص سواء كان من الكتاب والسنة أو من اجتهاد العلماء إدراكا صحيحا، كما عليه أن يدرك الواقع، ثم يجب عليه أن يطلق ما فهمه من الكتاب والسنة وما فهمه من العلماء السابقين على ذلك الواقع النسبي الذي يتغير كل حين، فيراعي مصالح العباد دون تغيير أو تبديد، ومن هنا يستطيع المفتي أن يتعامل مع الواقع المتغير ويطلق عليه مطلق الشريعة.

واختتم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن في الفتوى الإلكترونية لا يتم الالتزام بالمذهب ويتم العمل بالاختيار الفقهي، وهو تطوير أزهري مهم يتم من خلال معايير وضوابط، مؤكدًا أن الأمم والمستجدات الفقهية الحالية تحتاج إلى التوسع في الفتوى وعدم الأخذ برأي واحد أو مذهب واحد، مشددًا على ضرورة عدم التضييق على عباد الله لأن الدين يسر، مطالبًا الجميع بالاستفادة من الخبرات الأزهرية المتراكمة مختتما حديثه بـ "الحمدلله الذي نسبنا للأزهر الشريف".