رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنائس الغربية والكاثوليكية تحتفل بذكرى الأربعين شهيدًا في سبسطية

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية في مصر

تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر بحلول الأربعاء الأوّل من الزمن الأربعينيّ، وتذكار اختياريّ للقدّيسة فرنشيسكا الرومانيّة، الراهبة التي وُلدت عام 1384. تزوَّجت وهي شابة فرزقها الله ثلاثة أبناء. عاشت في أيام صعبة، ولذلك وزَّعت أموالها على الفقراء، وخدمت المرضى. كانت عجيبة في حياتها: نشطت في خدمة المحتاجين وفي ممارسة الفضائل، ولا سيما التواضع والصبر. اسَّست عام 1425 رهبنة المكرَّسات بحسب فوانين القديس مبارك. توفيت عام 1440.
بينما تحتفل الكنيسة المارونية بحلول الأربعاء الثاني من الصوم الكبير، وتذكار الشهداء الأربعون، وتقول الكنيسة انه من كبادوكية قوّادٌ في فرقةٍ رومانيّة، تحت قيادة ليسياس الوثنيّ. توجَّهت فرقتهم لتقديم البخور للآلهة، فامتنع هؤلاء الأربعون عن تقديم الذبائح. إِستجوبهم الوالي أغريكولا فاعترفوا بأنّهم مسيحيّون. أخذ يتملّقهم ثمّ أمرهم بالسجود للآلهة فامتنعوا. جرَّدهم من جنديَّتِهم ووضعهم في السجن. أَمضَوا الليلَ في الصلاة دون أن يضعوا شيئًا في فمهم. أُلقوا إلى بحيرةٍ تجلَّدَ ماؤها. راحوا يشجعون بعضهم بعضًا. خرج أحدهم من البحيرة من شدّة البرد، فنزل جنديٌّ مكانه معترفًا بإيمانه. وظلّوا في البحيرة يعانون من الجليد إلى أن استشهدوا واحدًا فواحدًا، ونالوا إكليل الشهادة في التاسع من مارس سنة 320.
وأيضا تحتفل كنيسة الروم الملكيين بحلول تذكار القدّيسين الأربعين شهيدًا المستشهدين في مدينة سبسطية.
وتدلي الكنيسة بعظة بهذه المناسبات تقول فيها: " سمح لي بأن أستشهد بمزمور ألهمه الرُّوح القدس لداود. أعلم بأنّك ستقول لي إنّ هذا المزمور يعود لسليمان، ملككم، لكنّه يعود أيضًا للرّب يسوع: "أللَّهُمَّ، هَب لِلمَلِكِ حُكمَكَ" ستقول لي أيضًا إنّ هذا المزمور يتكلّم عن سليمان لأنّ هذا الأخير أصبح ملكًا، لكنّ كلمات المزامير تشير بوضوح إلى ملك أبدي، أي المسيح. لأنّ الرّب يسوع قد أعلن لنا ملكًا، وكاهنًا، وإلهًا، وربًّا، وملاكًا، وإنسانًا، ورئيسًا كبيرًا، وصخرةً، وطفلاً وليدًا، وكرجل أوجاعٍ في البداية، ثمّ إنسانًا صاعدًا إلى السماء ثمّ عائدًا بمجد ملوكي أبدي...
"أللَّهُمَّ، هَب لِلمَلِكِ حُكمَكَ ولاْبنِ المَلِكِ عَدلَكَ فيَقضِيَ بِالبِرِّ لِشَعبِكَ وبِالإنصافِ لِوُضَعائكَ. جَميعُ المُلوكِ لَه يَسجُدون وكلّ الأمَمِ لَه يَخدُمون"... لقد كان سليمان ملكًا عظيمًا؛ إنّه هو مَن بنى البيت الذي يسمّى هيكل أورشليم في عهد ولايته. لكن من الواضح أنّ ما قيل في المزمور لم يحصل معه. فلم يسجد له جميع الملوك، ولم يحكم إلى أقاصي الأرْض، ولم ينحنِ أعْداؤه يَلحَسون الترابَ...
ليس سليمان "ملك المجد" ، بل الرّب يسوع هو كذلك. وبعد قيامته من الموت وصعوده إلى السماء، أعطي الأمر للأمراء في السماء لفتح أبوابها، لكي يدخل "من هو ملك المجّد" ويصعد فيجلس عن يمين الله، حتّى يجعل الأعداء موطئًا لقدميه، كما أشير لذلك في مزامير أخرى. لكن عندما رآه أمراء السماء "لا صورَةَ لَه ولا بَهاءَ... ولا مَنظَرَ"، لم يعرفوه وتساءلوا: "مَن هذا مَلِكُ المَجْد؟". فأجابهم الروح القدس: "رَبُّ القوّاتِ هو مَلِكُ المَجْد".
مهما كان عظيمًا شأن سليمان في ملكه، فإنّنا هنا نستطيع التأكيد أنّ قول المزمور "مَن هذا مَلِكُ المَجْد؟" لم يكن عنه أبدًا.