رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متى يكون لحياتك معنى؟


يظل الإنسان يبحث عن معنى لحياته في أمور كثيرة كالمال، العلم، السلطة، التدين الظاهري، العمل، الشهرة… إلخ. ولن يجده، والدليل أن كثيرين وجدوا كل ذلك، بينما يعيشون في حالة اكتئاب شديد. بعضهم وصل إلى كره الحياة والتفكير في الانتحار. إذًا، أين يجد الإنسان معنى لحياته؟

أجيب على هذا السؤال من خلال حياة موسى النبي، الذي عاش 120 سنة قُسِّمت بحسب التوراة إلى ثلاثة أقسام:
الأربعون سنة الأولى عاشها هنا في بلدنا العزيز مصر، في قصر  فرعون، حيث المال والجاه والعلم والسُلطة، مُعتقدًا أنه وجد المعنى الحقيقي لحياته. لكن هذه المرحلة انتهت به هاربًا، ولم يجد ذلك المعنى، بل صُدم صدمة شديدة.

الأربعون سنة الثانية عاشها في مدين يرعى غنم  يثرون حماه، يبحث عن  المعنى في العمل، فظلَّ طوال تلك الأربعين في عمل جاد وشاقٍّ ليلاً ونهارًا، بلا كلل أو ملل. ومع ذلك، لم يجد معنى لحياته، بل أدرك أنه لا شيء. لكنه حصل  في تلك المرحلة على تدريبات روحية، واختبر معاملات إلهية خاصة، غيَّرت مفاهيم كثيرة لديه.  

الأربعون سنة الثالثة عاشها في مصر وبرية سيناء مع شعب بني إسرائيل، خاضعًا للتكليف الإلهي بأن يُخرجهم من مصر. هنا أدرك خوفه وضعفه وأنه لا شىء، ولكن الله سبحانه هو الكلّ في الكلّ، الذي عندما يتكل عليه ويثق فيه سوف يعمل به عجبًا رغم ضعفه. هنا فقط أدرك قيمة ومعنى حياته.

يجد الإنسان المعنى الحقيقي  لحياته عندما يرتبط ارتباطًا حقيقيًّا بالله، لا مظهريًّا ولا شكليًّا. عندما يخرج من ذاته ليخدم الآخرين، عندما يتخلى عن الكبرياء والغرور  ويتحلى بالاتضاع والثقة في الله، ويسلك في الحياة وفق مشيئته الصالحة الكاملة.


ثروت ثابت.. راعي الكنيسة الإنجيلية في العباسية- القاهرة