رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أين معرض الكتاب بالأقصر؟

كتب الشاعر المصري الكبير حسين القباحي على صفحته بالسوشيال ميديا، منذ أيام، بالنص والحرف: محافظة الأقصر تكاد تكون الوحيدة التي لا يقام فيها معرض سنوي للكتاب. يا ترى من السبب: الهيئة العامة للكتاب أم محافظة الأقصر نفسها؟
القباحي هو ابن من أبناء الأقصر، ويقيم فيها، وهو رمز من رموز جيل الثمانينيات الشعري بمصر، وناشط ثقافي ذو فاعلية كبيرة، فضلًا عن منصبه الإداري الرفيع كمدير لبيت الشعر في الأقصر.. 
قبل أن أقرأ ما كتبه صديقنا العزيز لم أكن على علم بغياب معرض للكتاب بالأقصر، يقام بصورة دورية سنوية، وهذا تقصير مني بلا شك، حتى لو كنت بعيد الإقامة عن الجنوب المصري العزيز الذي أنتمي إليه انتماء لصيقًا بالأقصر الغالية.. ولكن، للأمانة، فإن غياب المعلومة المؤسفة عني، وإن كنت أعده تقصيرًا ما، لا يصمني بأي عيب؛ فالبديهي أن يقام مثل هذا المعرض كل عام هناك، ومن المستحيلات تخيل أنه لا يقام.. من المستحيلات فعلًا؛ فكيف لا يقام معرض سنوي للكتاب في عاصمة مصر الفرعونية؟ ولماذا لا يقام؟ وماذا لو أن سائحًا من السياح المهتمين بالقراءة سأل عن مثله؟ 
الهيئة العامة للكتاب هي المسئولة عن إقامة معارض الكتب في المحافظات، ولا يكون الأمر نافذًا طبعا إلا بتنسيق مع المحافظة المراد إقامة معرض للكتاب فيها؛ لذا كان سؤال صديقنا منطقيًا تمامًا: هل الهيئة هي المتراخية أم المحافظة هي المعرضة عن الفكرة؟ 
لو كانت الهيئة.. فهذا أمر يقودنا إلى الذهول؛ فهي تقيم معارض للكتب في كل المدن تقريبًا؛ أفعند الأقصر، وهي المدينة الساحرة الجاذبة التي لا تعدلها مدينة في الوطن، عجزت همتها عن الوفاء بمثل هذا المعرض الضروري؟
ولو كانت المحافظة.. فما الأسباب التي منعتها من الترحيب بمعرض للكتاب على أرض طيبة الأصيلة (عاصمة البلاد في الزمن القديم)؟ ومن أين تكتسب الأقصر خصوصية على خصوصيتها ما دامت محافظة بلا معرض لائق للكتاب؟
الخبر ليس بسيطًا بالمرة، أعني خلو الأقصر من مثل هذا المعرض السنوي للكتاب، ومن العار أن نسكت بعد درايتنا به، بل الواجب أن نملأ الدنيا كلامًا وصياحًا حتى يتجسد المعرض على الأرض، وسط احتفال ثقافي صاخب وتغطية إعلامية مميزة، أو نتبين الحقيقة التي نجهلها، والتي لا تسمح بوجود معرض للكتاب بالمدينة العريقة، والشرط حينئذ أن نتقبلها ونوافق عليها!
أوجه الخطاب، مباشرة، إلى السيدين رئيس الهيئة العامة للكتاب ومحافظ الأقصر، وأطلب منهما تفسيرًا للواقع المؤسف، في دائرة ما أحكيه، كما أوجه خطابي إلى مبدعي الأقصر ومثقفيها، وإلى أناسها الودعاء النبهاء في العموم، أن يجعلوا القضية قضيتهم، وأن يسعوا، بسرعة وجدية ولياقة، إلى نوال حقهم في العلم والمعرفة، من خلال معرض سنوي للكتاب بمدينتهم الخالدة.