رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: أكثر من خمسين امرأة حكمن الأقطار الإسلامية على مر التاريخ

د.على جمعة
د.على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن النساء حكمن بعض الأقطار الإسلامية في أزمنة مختلفة، وإن كانت لم تلقب امرأة في الإسلام بلقب «الخليفة»، ولكنها لقبت بألقاب دون ذلك منها: السلطانة، والملكة، والحرة، وخاتون.

وتابع "جمعة"، في منشور له عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: يذكر التاريخ الإسلامي أن هناك أكثر من خمسين امرأة حكمن الأقطار الإسلامية على مر التاريخ بداية من ست الملك إحدى ملكات الفاطميين بمصر، والتي حكمت في بداية القرن الخامس الهجري؛ مرورًا بالملكة "أسماء" والملكة "أروى" اللتين حكمتا صنعاء في نهاية القرن الخامس الهجري، و "زينب النفزاوية" في الأندلس، والسلطانة "رضية" التي تولت الحكم بدلهي في منتصف القرن السابع الهجري، و"شجر الدر" التي تولت حكم مصر في القرن السابع كذلك، و"عائشة الحر" في الأندلس، و"ست العرب"، و"ست العجم"، و"ست الوزراء"، و"الشريفة الفاطمية"، و"الغالية الوهابية"، والخاتون "ختلع تاركان"، والخاتون "بادشاه"، و"غزالة الشبيبة"، وغيرهن كثيرات.

نساء قاضيات 

وأضاف: لم تسجل المصادر التاريخية لنا إلا حالة واحدة تولت فيه القضاء امرأة، وهي "ثمل" قهرمانة شغب أم المقتدر، وكانت من ربات النفوذ والسلطان في الدولة العباسية أيام المقتدر، فكانت الساعد الأيمن لأم المقتدر، تلي شئون الدولة وسياستها، وبلغ من اعتماد أم المقتدر على ثمل أن أمرتها تجلس بالرصافة سنة 306 هـ للمظالم.

نساء محاربات

وأشار إلى أن أول من استشهد في سبيل الله كان امرأة هي السيدة "سمية" زوج ياسر، وكانت "أسماء بنت أبي بكر" رضي الله عنها أولى الفدائيات التي أمنت وصول الطعام إلى النبي ﷺ وصحابه أبي بكر الصديق رضى الله عنه، كما أنها تلقت الأذى من أبي جهل في سبيل كتمان خبرهما.

وأوضح أن الدين الإسلامي طلب من المرأة الدفاع عن وطنها، وأرضها، وشعبها، كما طلب ذلك من الرجل، وأقر النبي ﷺ مشاركة النساء في الجهاد والغزوات، بل غزت المرأة مع رسول الله ﷺ كـ "أم سليم بن ملحان"، و"أم حرام بنت ملحان"، و"أم الحارث الأنصارية"، و"الربيع بنت معوذ عفراء"، و"أم سنان الأسلمية"، و"أم سليط"، و"ليلى الغفارية"، و"كعيبة بنت سعيد الأسلمية"، و"حمنة بنت جحش"، و"رفيدة الأنصارية"، و"أم زياد الأشجعية".

نساء عالمات 

وأضاف: ترجم الحافظ بن حجر في كتابه «الإصابة في تمييز الصحابة»، لثلاث وأربعين وخمسمائة وألف امرأة، منهن الفقيهات والمحدثات والأديبات. وذكر كل من الإمام النووي في كتابه «تهذيب الأسماء واللغات»، والخطيب البغدادي في كتابه «تاريخ بغداد»، والسخاوي في كتابه «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع»، وعمر رضا كحالة في «معجم أعلام النساء»، وغيرهم ممن صنف كتب الطبقات والتراجم، تراجم مستفيضة لنساء عالمات في الحديث والفقه والتفسير وأديبات وشاعرات، وكان حرص النساء على طلب العلم الشرعي والاهتمام به منذ عهد النبي ﷺ ، فقد روى أبوسعيد الخدري، وأبوهريرة رضي الله عنهما أن النساء قلن لرسول الله ﷺ: «اجعل لنا يومًا  كما جعلته للرجال. قال: فجاء إلى النساء فوعظهن وعلمهن »[البخاري].