رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرماد النووي.. ماذا تخفي الولايات المتحدة؟


.. دخلت الحرب الروسية الأوكرانية يومها الثامن، بعد يوم "حرج "، كان من المتوقع فشل ما سمي بمباحثات السلام  والتي فشلت للمرة الثانية، لأن بوتين وضع حد سلاح الردع النووي، فاصلا بين وفد بلاده، ووفد أوكرانيا.

في ذات الوقت، مؤشرات انفلات الدب الروسي، من مسارات السيرك القانونية، مسألة أقلقت العالم بما في ذلك دول المنطقة والشرق الأوسط، برغم تضارب المواقف والأحلاف، والطبع مخاوف استخدام السلاح النووي. 
.. انها الحرب، روبوت ملقم بخرائط عمليات عسكرية، ونظرات جيو سياسية، بدأ يحلل رقميا، تلك المسارح التي سيطالها الرماد النووي. 
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، دخل حالة رئيسه بوتين، ينحاز إلى الدمار والموت وشهوة السيطرة على العالم، عبر. مواصلة هجومه اللفظي ، متهما  الولايات المتحدة والساسة الغربيين بالتركيز على "الحرب النووية" بعد أن وضع بوتين قواته الإستراتيجية في حالة تأهب قصوى.
*.. لماذا لا؟. 
.. واي لا في كون المجرم والجلاد، هو ذات الذي غزا، وبدأ في لعبة بوكر على الطريقة الكوبية. 
في ظلال من رعي النووي، وتحديات للحرب الاقتصادية والعقوبات استولت القوات الروسية على مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود والتي يبلغ عدد سكانها 290 ألف نسمة ، بعد حصار استمر ثلاثة أيام، ومنع بوتين عنهم  الغذاء والدواء.

تتقدم القوات الروسية في أماكن أخرى على الجبهة الجنوبية وتحاصر مدينة ماريوبول الساحلية شرق خيرسون ، التي تفتقر إلى الماء أو الكهرباء في أعماق الشتاء.

.. الوضع في اليوم الثامن اكثر قسوه، هدوء للتصريحات  السياسية  الاوروبية، المخاوف تطال الدول العربية والإسلامية مع وجود نذر الحرب السرية، شبح الغلاء وشح الموارد. 
المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية" ليون بانيتا" يرى  ان أمر الرئيس الروسي بوتين، وضع قوات الردع النووي الروسي   ومختلف الأسلحة النووية، واعتبرها بوضع  أعلى حالة تأهب.
بانيتا،يرى، وهذا المهم، أن بوتين "يحاول بشكل واضح إرسال إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائنا في الناتو. لكني أعتقد أنه من المهم جدًا أن يفهم بوتين مدى قوتنا عندما يتعلق الأمر بالردع النووي. لدينا ثلاثة عوائق نووية مدروسة يمكنها الاستجابة لأي تهديد".

.. و المدهش، ان بانيتا، رغم تقاعده، ما زال يؤمن بإستراتيجيات الجيش الأميركي، والاستخبارات التي تدعم البنتاغون، فقال:"أعتقد أنه من المهم أن يفهم أنه إذا حاول القيام بأي شيء يتضمن استخدام سلاح نووي فإنه لن ينهي عهد بوتين فحسب وإنما نظامه أيضًا". 
*.. قد يحدث، لما لا؟ 
اذا ما حللنا تصريحات الرئيس  الأمريكي جو بايدن، التي قال فيها، إنه لا يعتقد أن لدى المواطن الأمريكي أي سبب للقلق بشأن الحرب النووية وسط توترات مع روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
ورد بايدن  بـ”لا” على سؤال بشأن ما إذا كان هناك أي سبب يدعو للقلق بشأن نشوب حرب نووية بين أمريكا وروسيا،  بعد الإدلاء بتصريحات في حدث بالبيت الأبيض بمناسبة “شهر تاريخ السود”.
.. تنبيهات ورؤية أمنية، تركت تكهنات الحرب النووية، لذلك الصراع الخفي بين دول حلف الناتو. الإدارة الأميركية، فمن الممكن أن تكون الضربة الاستباقية، غربية، يتخذ قرارها حلف الناتو، بحيث يدخل الحرب فعليا، التدخل مرشح في أعقاب  الاسبوع الثاني من الغزو الروسي لأوكرانيا،٠٠لهذا، ينبعث السؤال الوةودي:
ماذا تخفي الولايات المتحدة؟.

.. على أرض الواقع، غربيا، هناك من ينتظر(٠٠٠٠)،لينما نجد ان الإدارة الأميركية قللت  من أهمية التهديدات النووية ووصفوتها بأنها عبارة عن تسجيل مواقف، وأشار البيت الأبيض إلى أنه “لن ينغمس في الخطاب”. 
.. منطقيا، وفي الفلسفة الديكارتية، مجرد الشك، هو حقيقة، لهذا، فالأمر، أعقد من مجرد حالة تأهب، وبالتالي، تخفي الولايات المتحدة احتمالات التغيير في مسار الحرب، بينما حلف الناتو يندس في اللعبة المصرية، ليس من أجل أوكرانيا، بقدر من أنه يحمي الحلف ومكانته، لهذا يندهش قادة الناتو َن هدوء بايدن، وما يتردد من إدارته الأمنية :
” لا يمكن كسب الحرب النووية، ويجب عدم خوضها أبداً”.


في ذات الوقت، ومع دخول الاسبوع الثاني، يتفقد بوتين وبايدن ما في ةعبتيهما من أدوات الإبادة البشرية، موسكو  تقول ان احتمال حدوث صدام مع الناتو، وهذا متوقع، بل يزيد المخاوف  من حرب  نووية. 
*.. والنتيجة؟.. انها تشوهات الحرب! 
وزارة الخارجية الروسية صعدت من اهتمامها الاعلامي، وقالت ان هناك تهديد بحدوث صدام  عسكري مباشر بين روسيا وحلف الناتو ، وذلك في اشارة الى نشوب حرب عالمية ثالثة مدمرة، كان بايدن أشار منذ أسابيع إلى أنه يسمع قرقعتها. .
ما يرشح من تحليلات عسكرية دولية، ان حلف الناتو يحشد قواته في دول شرق أوروبا، خاصة في بولندا، فيما تقوم دوله بمد اوكرنيا بأسلحة دفاعية متطورة لمواجهة الجيش الروسي الذي يجتاج البلاد .
الدخ ل في العمق الأوكراني، والاسبوع الثاني من الحرب، يعزز النوع نحو نهايات مأساوية، ذلك إن أسلحة نووية ستستخدم ودمارا واسعا سيحل إذا نشبت حرب عالمية ثالثة.

.. هل يحرك بوتين الترسانة النووي الروسية، خصوصا، ان التسريبات الأمنية، تلفت إلى تُواصِل روسيا حاليا سحب صواريخها المتنقلة من طراز "توبول" (Topol) بمعدل 9 إلى 18 صاروخا كل عام، لتحل محلها الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من النوع "يارس" أو "RS-24″، اختُبر يارس لأول مرة عام 2007، واعتُمد من قِبَل قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية عام 2010، وبدأ إنتاجه خلال العام نفسه. تتضمَّن الترسانة الآن ما يزيد على 147 صاروخا من هذا النوع، منها 135 يمكن أن تُطلق منصة متحركة (عربة لها 16 عجلة) و12 فقط تحتاج إلى منصات إطلاق ثابتة.

 
.. في ذات الاتجاة، تذكي البروغندا الإعلامية، ان الردع النووي الروسي، يعتمد على وجود  قاذفة القنابل الإستراتيجية فوق الصوتية ذات الأجنحة متعددة الأوضاع "توبوليف تي يو-160" هي الأخرى أحد مكونات الترسانة النووية الروسية التي طُوِّرت مؤخرا. على الرغم من أن هناك العديد من الطائرات المدنية والعسكرية الأكبر حجما، فإن هذه الطائرة تُعَدُّ الأكبر من حيث قوة الدفع، والأثقل من ناحية وزن الإقلاع بين الطائرات المقاتلة. يمكن لكل طائرة من هذا الطراز حمل ما يصل إلى 40 طنا من الذخائر، بما في ذلك 12 صاروخ كروز نووي تُطلَق من الجو. وعموما، يمكن أن تحمل القاذفات من هذا النوع أكثر من 800 سلاح.
كانت هذه الطائرة آخر قاذفة إستراتيجية صُمِّمت من طرف الاتحاد السوفيتي،، والمعلومات بحسب وكالة تاس الروسية، التي  أن هناك برنامجين مُحدَّثين متميزين لتطوير الطائرة توبوليف يُنفَّذان في وقت واحد: برنامج أولي يتضمَّن "تحديثا عميقا" لهيكل الطائرة الحالي لدمج محرك من الجيل التالي، بالإضافة إلى إلكترونيات طيران جديدة ورادار حديث يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبرنامج آخر يتضمَّن دمج أنظمة مماثلة في هياكل جديدة تماما للطائرة.
بين الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو وروسيا الاتحادية، شبكة معقدة من نذر الحرب، هناك خطوات مواسعة، عند كل جهة  تعمل في تطوير السلاح النووي (التكتيكي)، وهو اصطلاح يُشير إلى الأسلحة النووية التي صُمِّمت لاستخدامها في ميدان المعركة مع وجود قوات صديقة بالقُرب، وربما على أراضٍ صديقة متنازع عليها، ومسرح الحرب العالمية التكتيكي، ممتد عبر القارات.

الباحث الامني في استراتيجيات الأزمات " إيفان نورمان"، قال لشبكة هيل الأميركية واسعة الاطلاع: شهد الصراع الحالي أيضًا استخدام الولايات المتحدة تكتيكًا رائعًا وجديدًا للاتصالات ، "فضح زيف" الأكاذيب الروسية وفضحها قبل أن يتمكن بوتين فعليًا من نطقها علنًا.
.. أيضا، يحاول نورمان، استباق اي تحرك من الناتو ويرى:أثبتت هذه الممارسة المتكررة المتمثلة في الإفراج عن معلومات استخبارية سرية لاستباق روسيا في الفترة التي سبقت الغزو أنها طريقة ذكية لإعاقة الديكتاتور، لقد قوضت مصداقية العديد من الذرائع التي أشارت المعلومات الاستخبارية إلى أن بوتين مستعد لتوظيفها كطريقة لتبرير تصرفات قواته. 
.. كل ذلك جعل خط النار والدم يتمدد على هوا أوروبا، التي تريد  الحرب، وفق بداية أخرى، فهل تعلم ذلك روسيا وتسحب جيشها معلنة انتها عمليتها العسكرية. 
.. ما زال هناك المزيد من النهايات التكتيكية،.. والخبر اليقين في واشنطن.