رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ «الإدريسية»: السيدة زينب كانت تمتلك شجاعة وفصاحة ليس لها مثيل

محمد الأمين فركاش
محمد الأمين فركاش

قال الدكتور محمد الأمين فركاش، شيخ الطريقة الإدريسية، أمين وزارة الأوقاف الليبية السابق، إن السيدة زينب رضي الله عنها كانت صاحبة فضل عظيم على الأمة الإسلامية كلها، وشعب مصر يحتفل كل عام بذكرى مولدها والذي سيتم الاحتفال به هذا العام الثلاثاء المقبل، وهذا يدل على المحبة العظيمة لآل بيت النبي (ص)، وبعد مولدها يوم عيد.

أضاف فركاش، عبر صفحته الرسمية قائلاً: "من يتعمق في شخصية السيدة زينب، يقف حائرًا أمام عظمة وبطولة وفصاحة وبلاغة هذه السيدة العظيمة (رضي الله عنها) فعندما قرأت قصتها في رحلة السبي فمن يقرأ التاريخ يجد أن هذه السيدة الصغيرة تحملت اعباء تعجز أي امرأة عن تحملها بدءا من واقعة كربلاء الى سبيها إلي الكوفة وإلى الشام ومن ثم الى المدينة لمواصلة ثورة أخيها الحسين إلى أن تم اخراجها من المدينة لتحريضها الناس على حكم يزيد وتمكنت هذه السيدة العظيمة من المحافظة على رباطة جأشها وهي تنظر الى جسد اخيها المقطع بالسيوف وبقية اخوانها وأولادها وأقاربها في ارض المعركة لأنها كانت تمتلك اليقين بأن الانسان لم يأت الى الدنيا ليبقى فيها او يخلد.

أوضح: حملت أهالي الكوفة مسؤولية  نقض العهد وقتل آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقالت ببلاغة وفصاحة : «يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر! أتبكون؟! فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنة، انما مَثَلكم كمَثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً»، وانتهت بقولها: «ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون وتنتحبون، اي والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، ويلكم يا أهل الكوفة، أتدرون أي كبدٍ لرسول الله فريتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟ وأي دمٍ له سفكتم، وأي حرمة له انتهكتم؟ ولقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء».

تابع "عندما دخلت على ابن زياد في قصر الامارة وعامة الناس حوله، والرأس أمامه قالت له: «الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم  وطهرنا من الرجس تطهيرا وانما يفتضح الفاسق ويكذّب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله».

فقال ابن زياد: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك ؟، قالت: ما رأيتُ الا جميلا، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم يا ابن زياد، فتحاج وتخاصم، فقال ابن زياد بغضب: لقد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك، فبكت وقالت: لعمري لقد قتلتَ كهلي وأبرت أهلي وقطعت فرعي  واجتثثت أصلي .

وأشار "فركاش" وفي الشام وقفت امام يزيد بكل جرأة وشجاعةرغم معاناتها من الانهاك والمرض وقالت خطبتها المشهورة وهي من أبلغ الخطب وأفصحها رغم أنها في ذلة الأسر دامية القلب باكية الطرف وقد أحاط بها أعداؤها من كل جهة: فكد كيدك واسع سعيك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا، فقد أفحمت يزيد ومن حواه مجلسه بذلك الأسلوب العالي من البلاغة وأبهتت العارفين منهم بما أخذت به مجامع قلوبهم من الفصاحة.


وأكد فركاش بلاغة زينب وشجاعتها الأدبية ليستا من الأمور غير الظاهرة لكل ّ من يقرأ التاريخ الاسلامي ويتعمق به لم لا وأبوها علي بن أبي طالب رضى الله عنه  الذي ملأت خطبه واشعاره العالم  وأمها فاطمة الزهراء وجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعم انّ من كانت كذلك فحرية بأن تكون بهذه الشجاعة الادبية و الفصاحة والبلاغة سلام الله عليها والصلاة والسلام علي جدها .