رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«واشنطن بوست»: حان الوقت لأمريكا وحلفائها لإعادة تجديد سياستها بعد الغزو الروسي

الهجوم الروسي ضد
الهجوم الروسي ضد أوكرانيا

قالت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington post) الأمريكية، السبت، إنه يجب على الولايات المتحدة إعادة النظر في تركيزها على الصين في ضوء التحدي الجيوسياسي المتجدد من روسيا.

وفي تعليق للصحيفة الأمريكية على الهجوم الروسي ضد أوكرانيا، ذكرت إنه على الرغم من خطورة العدوان الروسي ضد أوروبا، فقد واجهت الولايات المتحدة خطرًا مباشرًا أسوأ في الحرب الأهلية وأزمات أخرى عصفت بها في السابق، مشيرة إلى أن موارد الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الديمقراطية هائلة.

ونوهت بأن أهمية هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا تكمن في محاولته، وليس في نتيجته النهائية، الأمر الذي يتطلب ضرورة تكيف الولايات المتحدة وحلفاؤها مع التحديات الجديدة.

وأضافت "واشنطن بوست"، أنه من المؤكد أن الاستجابة الفورية تضمنت إظهار بعض الأدوات المألوفة ضد روسيا مثل العقوبات الاقتصادية  والتي وسعها الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة ، لتشمل تجميد الأصول الذي يستهدف بوتين ووزير خارجيته، سيرجي لافروف، كما اتخذت بريطانيا خطوات مماثلة، وكذلك الولايات المتحدة. 

 

لكن المثير للإعجاب أيضًا وله قيمة رمزية وفق الصحيفة، يتمثل في طرد روسيا من هيئة حقوق الإنسان متعددة الجنسيات، ومجلس أوروبا، ونقل نهائيات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم 2022 من موسكو إلى باريس حتى فرض حظر على المشاركات الروسية في مسابقة الأغنية الأوروبية.

 

ونوهت الصحيفة بأن "الردع" وهو أكثر المفاهيم الأمنية اختبارًا في الوقت الحالي  عبر عنه قرار الرئيس جو بايدن بتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في أراضي حلف الناتو، بما في ذلك إرسال طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر هجومية ومشاة إلى دول البلطيق، ووحدة مدرعة قوامها 7000 فرد، كما قام الناتو نفسه لأول مرة بتنشيط قوة استجابة سريعة قوامها 40 ألف جندي، مستمدة بشكل كبير من أعضاء الحلف غير الأمريكيين.

 

إلا أن "واشنطن بوست"، أكدت أن الأوضاع الجديدة تتطلب بعض الأفكار الجديدة، فمثلا يجب على الولايات المتحدة إعادة النظر في تركيزها على الصين في ضوء التحدي الجيوسياسي المتجدد من روسيا  وتعاون موسكو المتزايد مع بكين، كذلك يجب مطابقة موارد الميزانية العسكرية مع مجموعة التهديدات. 

 

وأضافت: "يجب توسع الناتو ليشمل السويد وفنلندا على جدول الأعمال" حيث يمكن للعقوبات المفروضة اليوم على روسيا أن تؤدي إلى عوائق طويلة الأجل في تدفقات التجارة العالمية التي أصبحت أقل مرونة بسبب الحمائية والوباء، ما يتطلب تشكيل سلاسل التوريد الأمريكية من خلال المعايير الجيوسياسية.

 

وقالت "واشنطن بوست"، إنه لا توجد سلعة أكثر أهمية من الناحية الجيوسياسية من الطاقة، بما في ذلك النفط والغاز، التي تمتلكها الولايات المتحدة بوفرة، إلى جانب الموارد النووية والخضراء منخفضة الكربون، يمكن أن تعزز أمن أمريكا وحلفائها، حيث تشتري أوروبا 38 % من غازها الطبيعي من روسيا، مما يعني أن الشركات والمستهلكين في أوروبا مولوا التعزيزات العسكرية لبوتين وهذا يجب أن ينتهي.

 

واختتمت تقريرها: أيضا لا يوجد بلد يجب أن يعيد التفكير أكثر من ألمانيا، حيث يجب أن تنظر لقواتها العسكرية المفرغة من جوهرها، والتي هي نتيجة لبعض متجذر تاريخيًا ولكنه غير مستدام من الناحية الاستراتيجية للاستثمار في الدفاع، فبعد ساعات فقط من هجوم روسيا على أوكرانيا، أعرب القائد العسكري الأعلى في ألمانيا جنرال ألفونس ميس، عن أسفه لأن جيشه كان "خالي الوفاض إلى حد ما" ومن المحتمل أن يكون غير قادر على "الوفاء بواجبنا الدستوري والتزاماتنا في التحالف بنجاح".