رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكاثوليكية» تحي ذكرى رحيل القديس اسكندر بطريرك الإسكندرية

القديس اسكندر بطريرك
القديس اسكندر بطريرك الإسكندرية

تحي الكنيسة الكاثوليكية اليوم، ذكري رحيل القديس اسكندر بطريرك الإسكندرية، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد القديس إسكندر عام 250م بمدينة الإسكندرية من ابوين مسيحيين ونشأ في خدمة الكنيسة، وتثقّف بالعلوم والفضائل، فرقاه تيونا أسقفه الى الدرجة الكهنوتية. وقد قاسى في سبيل رسالته اضطهاداً وعذاباً في أيام الملكَين ديوكلتيانوس ومكسيميانوس.

وتابع: وفي سنة 312م انتخب خلفاً للبطريرك اكيلاس، وكان أريوس الكاهن يبث بدعته الخبيثة في الشعب والبطريرك اسكندر يبذل له النصح دون جدوى عندئذ عقد البطريرك مجمعاً في الاسكندرية وحرمه برسالة عامة واخرجه مع بعض مشايعيه من الاسكندرية.  وتابع: فمضى الى فلسطين وخدع بعض الاساقفة ببدعته واستمالهم اليه فكتب القديس اسكندر الى البابا سيلفسترس الاول فاتفق البابا مع الملك قسطنطين الكبير على عقد المجمع النقاوى الاول سنة 325م. وفيه حرموا أريوس وبدعته واتباعه.

مضيفا: وكان البطريرك اسكندر القديس في ذلك المجمع من أشد المدافعين عن العقيدة الكاثوليكية، بأن الابن مساو للآب بالجوهر، مفنداً بالحجج الراهنة ضلال أريوس الذي نفي بأمر الملك. ولما عاد الى كرسيه لم يلبث سوى بضعة أشهر، فرقد في الرب سنة 326.

نشأة الكنيسة الكاثوليكية 

والكنيسة القبطية الكاثوليكية كنيسة كاثوليكية شرقية مستقلة وارتبطت بشركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما بفرعها الشرقي، أي أنه مسموح للأقباط الكاثوليك بالاحتفاظ بعاداتهم وطقوسهم الكنسية القبطية.

وفي القرن السابع عشر وصلت الإرساليات الكاثوليكية الغربية إلى مصر وكان في طليعتها إرسالية الآباء الفرنسيسكان ، وتم لاحقا تأسيس إرسالية للآباء الكبوشيين في القاهرة عام 1630 م، ثم في عام 1675 م بدأ الآباء اليسوعيون نشاطهم الإرسالي بين مسيحيي البلاد. استقر بعض من هؤلاء المرسلين في الصعيد المصري ولاقوا هناك قبولا كثيرا بين جماعات من الأقباط هناك للدخول في الكثلكة، فقرر بابا الفاتيكان عام 1687 م تأسيس ولاية رسولية لهؤلاء الكاثوليك الجدد ووضعها تحت إشراف الآباء الفرنسيسكان، ومن ضمن هؤلاء الأقباط أًرسل عدد من الشبان إلى روما للدراسة بغية إعدادهم لاستلام المهام الكهنوتية لجماعتهم الناشئة.

وهكذا كانت أعداد الكاثوليك في مصر في تزايد، وفي عام 1741 م اعتنق الكثلكة أسقف أورشليم القبطي الأرثوذكسي الأنبا أثناسيوس، فكلفه بابا الفاتيكان البابا بندكت الرابع عشر برعاية جماعة الأقباط الكاثوليك برتبة نائب رسولي لم يكن عدد تلك الجماعة يربو على ألفي شخص، لاحقا عاد الأنبا أثناسيوس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولكن هذا لم يوقف من استمرار ونمو الأقباط الكاثوليك، حيث خلفه في إدارة شؤونهم صالح مراغي في الفترة ما بين 1744 م و1748 م، ومن ثم استلم الإدارة ثلاثة رؤساء للإرساليات الفرنسيسكانية، ثم استلمها أيضا أسقف جرجا الأنبا أنطونيوس فليفل الذي كان قبطى أرثوذكسي عام 1758م ومن بعده انتقلت لروكسي قدسي عام 1781 م، وبهذا الشكل توالى على رعاية وإدارة شؤون الأقباط الكاثوليك النواب الرسوليون حتى عام 1824 م عندما تمكن الفاتيكان من الحصول على سماح السلطات العثمانية – التي كانت تحكم مصر حينها – بتنصيب بطريرك للأقباط الكاثوليك، ولكن تلك الموافقة كانت حبر على ورق حتى حين، وفي عام 1829 م سمح الأتراك للأقباط الكاثوليك ببناء كنائسهم الخاصة.