رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«محدودة وغير شاملة».. باحث بـ«المصري للدراسات» يكشف أبعاد العملية العسكرية الروسية

محمد منصور
محمد منصور

قال محمد منصور، الباحث في المركز المصري للبحوث والدراسات، إن انطلاق العملية العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا لم يكن مفاجئا، بالنظر إلى التطورات التي طرأت خلال الأيام الأخيرة، بداية من الاعتراف الروسي باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وصولاً إلى طلب كلا الجمهوريتين من موسكو التدخل لحمايتهما من الاعتداءات الأوكرانية.
 كما أشار الباحث في المركز المصري للبحوث والدراسات في تصريحات لـ"الدستور"، أنه عسكرياً، وعلى الرغم من أن حملة القصف الصاروخي الروسي على ‎أوكرانيا، والتي بدأت فجر اليوم، شملت السواد الأعظم من المقاطعات الأوكرانية، إلا أن التركيز البري يبدو منصبا على الجانب الشرقي، مع تحركات للمظليين على السواحل الأوكراني في بحر أزوف.

 -العملية الروسية محدودة
 

و تابع «منصور»،:« بالتالي يمكن القول من حيث المبدأ، أن العملية الروسية - حتى الآن - هي محدودة وتركز على السيطرة على ما تبقى من إقليم الدونباس أربع مناطق في لوغانسك وخمسة في دونيتسك"، وتأمين منطقة "خاركيف" المحاذية للحدود الروسية الأوكرانية، بجانب تعزيز حظوظ سيناريو "الاتصال البري" بين القرم وجنوب دونيتسك، وكذا السيطرة نارياً على ما تبقى من الساحل الأوكراني المطل على بحر أزوف والبحر الأسود».
 

- الجانب الأوكراني تلقى ضربة شديدة ومركزة طالت قواعده الجوية والبحرية


كما أكد ان الجانب الأوكراني تلقى ضربة شديدة ومركزة طالت قواعده الجوية الرئيسية وقواعده البحرية في الجنوب، بجانب مخازن الذخيرة ومراكز القيادة والسيطرة الخاصة بالدفاع الجوي، موضحاً أـن المعركة الميدانية تبدو حالياً مركزة شمال جمهورية لوجانسك، بجانب محيط منطقة خاركيف المحاذية للحدود بين روسيا وأوكرانيا.

ونوه "منصور"، أنه إلى ان تنجلي ملامح التحرك الميداني الروسي البري، يمكن القول إن إقليم الدونباس هو الهدف المرحلي الأساسي لموسكو، وهذا بدا واضحاً منذ اعتراف روسيا باستقلال جمهوريات الإقليم، حيث اعتبرت موسكو حدود جمهوريتي لوهانسك ودونيستك هي الحدود الإدارية الأصلية لكلا المنطقتين، وليست الحدود الحالية المرسومة عبر خط وقف إطلاق النار بين القوات الانفصالية والجيش الأوكراني عام 2015، بحسب الباحث في المركز المصري للدراسات.

- ردود أفعال تدور في فلك العقوبات


كما توقع أن  احتمالات توسع هذا التحرك أكثر تبدو غير قليلة، بالنظر إلى حديث أوكرانيا عن تحركات روسية داخل الأراضي الأوكرانية انطلاقاً من بيلاروسيا، مردفاً:« لكن هنا يجب العودة بالذاكرة إلى النزاع حول أوسيستيا الجنوبية وأبخازيا عام 2008، بين روسيا وجورجيا، حيث تضمن التدخل العسكري الروسي حينها أحتلالاً لمناطق داخل العمق الجورجي، انسحبت منها موسكو لاحقاً».

ولفت إلى أن ردود الفعل الدولية والإقليمية على هذا الحدث مازالت تدور في فلك "العقوبات"، دون رد فعل عسكري مباشر او غير مباشر، عملاً بما تعهدت به واشنطن وحلف الناتو سابقاً، حول عدم وجود نوايا للتدخل العسكري ضد روسيا في أوكرانيا، قائلا«لكن ستبقى الحالة الأوكرانية الحالية بمثابة عامل ضغط على حلف الناتو، الذي سيجد نفسه في حالة ضعف مماثلة لما كان الحال عليها خلال أزمة 2008 في جورجيا، وخلال ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، كما ستجد الولايات المتحدة نفسها أمام احتمالية قوية لقيام الصين بوثبة عسكرية مماثلة في تايوان، ستتسبب في حال حدوثها، في أضرار استراتيجية وجيوسياسية بالغة على الولايات المتحدة في المدى القصير والمتوسط».