رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما تفسير التصريحات المتضاربة لروسيا والغرب حول الحرب في أوكرانيا؟

قوات أوكرانية
قوات أوكرانية

المشهد المُضطرب في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا لايزال بعيداً عن الحل، وما يزيد الغموض هو التضارب بين التصريحات الرسمية للمسؤولين في الغرب وروسيا من جهة، وبين ما يجرى حقاً على الأرض من جهة أخرى.

المسؤولون في أوكرانيا والولايات المتحدة والناتو يؤكدون أن الحرب باتت مؤكدة، وتكررت تلك التصريحات خلال الأيام الأخيرة، فيما ينفي المسؤولون الروسيون نية الكرملين في الحرب أو الدخول في مواجهة عسكرية مع أوكرانيا.

كيف يمكن تفسير هذا التضارب؟.. وهل الإنكار الروسي جزء من مناورة جديدة للكرملين؟

 تصريحات متضاربة

قال الرئيس الأمريكى جو بايدن أمس السبت أنه إذا استمرت روسيا فى مخططاتها فستسفرعن تداعيات خطيرة، وأكد “بايدن” أن أى غزو روسى لأوكرانيا سيؤدى إلى حرب كارثية، مؤكدًا أن روسيا عازمة على غزو أوكرانيا خلال الأيام القليلة القادمة، مشيراً إلى أنه على روسيا الاختيار بين الدبلوماسية والتداعيات الكارثية التي ستسفر عن تحركاتها العسكرية.

بينما قال المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديميترى بيسكوف، "إن بلاده لم تكن البادئة بأي هجوم على مدى التاريخ، ولا تريد حتى أن تنطق بكلمة حرب"، وأضاف “بيسكوف” في مقابلة تلفزيونية اليوم الأحد:"نذكّر بأن روسيا لم تهاجم أبدا أي أحد على مدار تاريخها، وروسيا، التي نجت من العديد من الحروب، هي آخر دولة في أوروبا تريد حتى أن تنطق بكلمة حرب، وعلى الغرب التفكير المنطقي، ما هو الهدف من قيام روسيا بمهاجمة أحد ما؟".

وتابع: "عندما يتصاعد التوتر في (دونباس) إلى حدود قصوى، فإن أي شرارة أو استفزاز بسيط يمكن أن يؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها"، مشيرا إلى أن الغرب لم يحث كييف قط على ضبط النفس. 

مناورات روسية 

بالرغم من الإنكار الرسمي لروسيا عن نيتها في الحرب، إلا أن موسكو أعلنت اليوم الأحد تمديد التدريبات العسكرية التي تجريها بالقرب من الحدود الشمالية لأوكرانيا، وسط مخاوف متزايدة من أن يومين من القصف المستمر على طول خط التماس بين الجنود والمتمردين المدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا قد يؤدي إلى غزو.

كانت التدريبات التي كان من المقرر أن تنتهي يوم الأحد، قد انضمت إليها مجموعة كبيرة من القوات الروسية إلى بيلاروسيا المجاورة، المتاخمة لأوكرانيا في الشمال، الأمر الذي أثار مخاوف لدى الغرب من إمكانية استخدامها لاجتياح العاصمة الأوكرانية كييف.

التحركات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية تم وصفها في إدارة بايدن والحكومة الأوكرانية أنها استعداداً للحرب، في حين كانت الرواية الروسية أنها "مجرد مناورات وتدريبات"، في ظل النفي الرسمي الروسي للحرب.

ذريعة للحرب

الأحداث الجارية في الأراضي شرق أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا تشكل مركز الأزمة الجارية، وقد تكون هي السبب الرئيسي لاندلاع الحرب، إذ يدور الحديث عن تهيئة الأجواء لإيجاد ذريعة للغزو الروسي.

التفسير هو أن المتمردين في شرق أوكرانيا المواليين لروسيا قد يقومون بأي استفزازات للقوات الأوكرانية على الحدود، مما قد يدفع الأوكرانيين إلى إطلاق النار، ثم في حينه يتم اتهام الجيش الأوكراني بقصف المدنيين، وسيدفع الروس للتدخل للدفاع عنهم.

وضع كهذا من شأنه أن يتسبب في اندلاع الحرب، وسيمنح روسيا الذريعة لمواصلة القصف، وشن هجوم واسع النطاق، ليس فقط في دونباس ولكن في أماكن متفرقة أخرى في أوكرانيا، وهو ما يفسر بدقة تصريحات بايدن بأن الحرب قريبة، ويفسر أيضاً الإنكار الروسي للحرب.