رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أشعل حلف شمال الأطلسي غضب روسيا؟

روسيا واوكرانيا
روسيا واوكرانيا

تتصاعد فيه التوترات بين روسيا والغرب على خلفية الازمة الاوكرانية، وعلى الرغم من المخاوف الدولية إلا أن روسيا كانت خففت خلال الأيام الماضية من مسألة الغزو، معتبرة أنها حملة تضليل أميركي لا أساس لها، على الرغم من الحشود التي تزداد يوميا على الحدود الأوكرانية، التي باتت مطوقة من 3 جهات عمليا.

ولكن روسيا غاضبة من تمدد حلف شمال الأطلسي “الناتو” وخاصة فيما يتعلق بالمادة الموجودة في معاهدة الحلف والقائمة على الدفاع الجماعي والتي تم استخدامها مرة واحدة، حيث تم تفعيلها من مبادئ الحلف، وكانت يوم 12 سبتمبر من عام 2001، وذلك بعد يوم من هجمات 11 سبتمبر، وجاءت دعماً للولايات المتحدة.

حماية الدول 

وأفاد تقرير لقناة العربية، بأن المادة تضمن إمكانية استخدام موارد التحالف بأكمله لحماية أي دولة عضو فيه، ونظراً لأن الولايات المتحدة هي أكبر وأقوى عضو في الناتو، فإن أي دولة في الحلف تخضع فعليا لحمايتها.

ولذلك دعا الكرملين لأكثر من مرة على ضرورة تهدئة المخاوف الروسية من تدخلات أو توسع الحلف شرقا.
 

وتتضمن المادة 5 التي تعد أحد المبادئ التأسيسية للحلف القائمة على أساس الدفاع المتبادل عن الأعضاء، أنهم يتفقون على أن أي هجوم مسلح ضد واحد أو أكثر منهم في أوروبا أو أميركا الشمالية، يعتبر هجوما ضدهم جميعا.
 

وتتطلع المادة أنه على الناتو اتخاذ الإجراءات التي يراها ضرورية، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة، لاستعادة الأمن في أي منطقة موجود في بنود المعاهدة والحفاظ عليها.

كذلك تسمح المادة 5 من معاهدة تأسيس الحلف برد مسلح على أي تهديد، إلا أن الصياغة غامضة وواسعة في هذه النقطة، حيث تترك مجالا لأنواع أخرى من الإجراءات.

بداية الأزمة 

وبدأت الأزمة بعد إعلان التحالف اعتراضه على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وغزو منطقة "الدونباس" في شرق أوكرانيا، إلى أن بادرت مؤخرا بعض دول الناتو، على رأسهم الولايات المتحدة، إلى إرسال المساعدات العسكرية القوية جداً لكييف.

ورغم أن أوكرانيا ليست عضوا فيه، إلا أنها أصبحت فعليا تحت حماية الحلف، وصنف دعمه لها منذ عام 2014 على أنه "تدابير دفاع جماعي مُحسَّنة"، تقع ضمن اختصاص مبادئه.

ولهذا ترى روسيا اليوم أن نمو الحلف وتوسعة شرقاً يمثل تهديداً وجودياً لها، وتتهمه بمحاولة تطويقها، خصوصاً أن من بين 14 دولة متاخمة لروسيا، يوجد 5 دول أعضاء في "الناتو"، تشارك 6% من الحدود البرية لروسيا.
 

وبذلك، نشر"الناتو" لاحقا في أفغانستان، حيث كانت هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها الحلف عسكريا خارج المنطقة الأوروبية الأطلسية. 

إلا أنه شارك على مر السنين في عمليات ومهام عسكرية أخرى صنّفها إدارة أزمات.

وينفذ حاليا عمليات نشطة في كوسوفو والعراق والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى عمله مع قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي وبرنامج "الشرطة الجوية"، والذي عززه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2014.

 

تأسيس الناتو ضد الاتحاد السوفيتي

يذكر أن حلف شمال الأطلسي المعروف بـ"الناتو" كان تأسس عام 1949، ليكون حصناً ضد الاتحاد السوفيتي السابق.

وضم التحالف العسكري بداية 12 دولة فقط، قبل أن ينمو إلى 30 دولة، بينها إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفياتي، وكذلك جمهوريات التشيك والمجر وبولندا، التي كانت جزءا من "حلف وارسو" الذي أسسته موسكو رداً على "الناتو"، إلا أنه رغم انهيار الاتحاد السوفياتي وزواله، لم يتضاءل "الناتو" أبداً، بل ازداد نموّاً وتطوراً، خصوصاً مع صعود المخاوف الأمنية لأعضائه من سلوكيات روسيا، وحافظ على مكانته كأقوى تحالف عسكري في العالم.

أما في عام 2008، فأعلن حلف الناتو أن أوكرانيا وجورجيا ستصبحان عضوين بمجرد تلبيتهما معايير الحلف بشأن الحكم والشفافية، وإجراءات أخرى. إلى أن سنت أوكرانيا عام 2017، قانوناً يجعل عضويتها أولوية، لكنها لم تتقدم بهذا الطلب.

كما جرى نشر القوات الأطلسية أو المساعدة في دول مثل دول البلقان وليبيا والصومال والعراق وباكستان والولايات المتحدة بعد إعصار "كاترينا".