ولد بعد موته.. الشاعر «مهاب ناجى» سلم مسودة ديوانه ومات

صدر مؤخرًا عن دار المحروسة للنشر والتوزيع ديوان "مدينة لاتليق بموتي" للشاعر والمترجم الراحل مهاب ناجي، الذي توفي في 12 سبتمبر 2020، بعد أن أرسل مسودة ديوانه لدار النشر، ويشارك الدار بالديوان ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53 والتي انتهت قبل أيام.

وضمت الدار للديوان نبذه عن مؤلفه قالت فيها: "رغم موت الشاعر فإني أشهد الآن ولادته، إن مهاب ناجي يحيا من جديد بشعره، ويعود من خلال هذا الكتاب كي يعيش بيننا. مهاب ناجي، رغم عبوره السريع، ورغم غيابه في حياته عن النشر والإعلام، هو أحد شعراء الحداثة الذين يمتلكون صوتًا شعريًا مميزاً. فلنقدم له كل التقدير الذي لم ينله في حياته، ولنضف اسمه إلى أسماء الشعراء الذين عاصروه.. وتلك "المدينة التي لا تليق بموته" فلتكن الآن مدينة تليق بعودته إلى الحياة".

هل عرف الشاعر موته فأرخ له؟

الديوان الذي صدر في 145 صفحة من القطع المتوسط يدور حول الموت، ويقول مهاب ناجي في إحدى قصائده..

أنا خفيف مثل ورقة

لذلك أستحق الموت 

ألف مرة

أستحق أن تدوسني الأقدام

ويبهت حبر الذكريات

من فوق وجهي

فلا أعود أحمل تلك السنوات

ولا أملك هذه الذاكرة

هكذا كان الموت بطلا من أبطال الديوان، وحوله تحوم كل الرؤى، وهنا يأتي الموت كمخلص أو كطوق نجاة وليس هو الموت في صورته الذهنية المرسومة في كل عقل.

ويقول في قصيدة أخرى

أنا شبه ميت

لم أعد أشتهي

حتى أنتِ

لم أعد أشتاق إليك

لم أعد أطالع السماء الواسعة

لا يخدعني لون الأمل الكاذب

ولا تغير نسيم الصبح وقت تبدل المواسم

كل تلك الحماقات المتجددة

كل شىء أصبح بلا قيمة

موت الوالد

لم يتطرق ناجي لمناقشة سبل موته القريب قبل أن يدخل في حالة تناقش الموت بمعناه الشمولي.

وفاة مهاب ناجي

توفي الشاعر قبل أن يرى ديوانه وهو يخرج للنور، وحين قال عنه الشاعر اللبناني وديع سعادة، إنه ولد لم يكن مخطئًا، فالشعر ولادة والشاعر مولود، والذي رحل كان رحيله قبل ولادته، ويوم صدور ديوانه ولد من جديد، وكان ناجي حتما يعلم أن الموت قادم فراح يجهز له الروح، راح يجهزها على مهل.