رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوم الأخوة الإنسانية!!


احتفل العالم، الجمعة الماضي ٤ فبراير، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، تخليدا لخطوة دولة الإمارات التاريخية باحتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
ويعد هذا هو ثاني احتفال بهذا اليوم، منذ إقراره أمميا في أجندة الأيام العالمية، بعد أن تم الاحتفال به للمرة الأولى العام الماضي.
ويأتي الاحتفال بتلك المناسبة بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2020 قراراً بالإجماع بإعلان يوم 4 فبراير أنه "اليوم الدولي للأخوة الإنسانية"، بعد مبادرة قدمتها دولة الإمارات بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر.
ويأتي القرار تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي في الرابع من فبراير ٢٠١٩، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وتعد وثيقة الأخوة الإنسانية التى صدرت من أبوظبى بتوقيع من قداسة البابا فرنسيس بابا السلام، ومن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بمثابة دستور عالمى يرسم للبشرية صورة التعايش الأخوى بسلام واحترام بين الأفراد والشعوب والجماعات والأمم، وهذه الوثيقة التاريخية، دعوة لكل الدول والقيادات فى العالم لنبذ الصراعات والعمل بقيم الحرية والمحبة والسلام، وبهذه التعاليم الموجودة فى الوثيقة، يتجنب العالم شرور الحروب ومآسيها ويعمل على مساعدة الفقراء وإزالة الهوة بينهم وبين الأغنياء، وبذلك يضمن العالم استمرار التقدم والازدهار فى أمن وأمان.
إن وثيقـة الأخوة الإنسانية، خطوة مفصلية فى مسيرة الحوار الدينى الإسلامى المسيحى وهى بمثابة نقطة انطلاق جديدة تاريخية، ستذكرها الأجيال القادمة من أجل السلام العالمى والعيش المشترك. وهذه الوثيقة تنبع من أن الإيمان يدفع أن نرى فى الآخر أخًا. إنها وثيقة تاريخية تؤكد على أخوة جميع البشر لبعضهم البعض دون تفرقة لا على أساس دين أو جنس أو عرق، وتهتم بالإنسان سواء كان رجلًا أو امرأة أو كان طفلًا أو مسنًا وهى تدين كل أعمال العنف والإرهاب. وهى تؤكد على حرية الاعتقاد والضمير الشخصى وحرية بناء دور العبادة. وهى أيضًا وثيقة تصالح بين الغرب والشرق. إن الوثيقة تمثل طوق النجاة للعالم أجمع، وميثاقًا عالميًّا للتسامح والتعايش والسلام، ولوقف ما يشهده العالم من حروب وصراعات وانحدار ثقافى وأخلاقى، والسعى فى نشر قيم السلام والعدل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك. وهذه الوثيقة تحتاج لنشر مضمونها وتعميق مبادئها فى نفوس الأطفال والكبار وعلى مؤسسات المجتمع المدنى أن تهتم بنشر المبادئ السامية التى تتضمنها هذه الوثيقة، لأنها دعوة للحب والسلام فى كل بقاع العالم.
ولا بد من إشاعة أجواء ومناخات هذه الوثيقة على أوسع نطاق ممكن، لأنها إعلان مشترك عن نوايا صالحة وصادقة، من أجل دعوة كل من يحملون فى قلوبهم إيمانًا بالله وإيمانًا بالأخوة الإنسانية، أن يتوحدوا ويعملوا معًا من أجل أن تصبح هذه الوثيقة دليلًا للأجيال القادمة، يأخذهم إلى ثقافة الاحترام المتبادل، فى جو من إدراك النعمة الإلهية الكبرى التى جعلت من البشر جميعًا إخوة لبعضهم البعض.
وأرجو أن يضع السيد وزير التربية والتعليم هذه الوثيقة ضمن مناهج التعليم في المرحلة الابتدائية ليتعمق مضمونها في ضمير الصغار منذ نعومة أظفارهم ليشبوا على قيم قبول المغاير ولنضمن مستقبلا ظهور أجيال أكثر تسامحا وأقل تعصبا !!