رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تُحيى ذكرى القديس سيفيرينو

ذكري القديس سيفيرينو
ذكري القديس سيفيرينو رئيس الرهبان

تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم، ذكري القديس سيفيرينو رئيس الرهبان.

روى الأب وليم عبدالمسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: إن القديس سيفيرينو كان من أسرة نبيلة، وقد اهتم به أبواه منذ نعومة أظفاره وعلماه العلوم الدنيوية ودرباه في سبل الآداب لكى يجعلاه من أصحاب الوظائف والمراتب العليا في العالم. أما الله الذي قد أختاره لكمال أشرف فحرك قلبه أن يترك الأرض لأجل السماء. فانفرد في دير مار موريس في فاليه. 

وتابع: وهناك أخذ يمارس الصوم والصلاة والمحبة وسائر الفضائل حتى أضحى في زمن قليل كاملاً في جميعها فاقيم رئيساً على الرهبان برضى جميعهم. لقد طارت شهرة حياته المقدسة بعيدًا وكان كثيرون يأتون كل يوم 'للتشاور معه وطلب بركاته؛ حتى أنه وصل إلى الملك كلوفيس "أول ملك فرنسي نال سر العماد المقدس" ، الذي أصيب بحمى مستعصية، فلما سمع بقداسة سيفيرينو وبأعاجيبه أرسل رسولين لحثه على الذهاب إلى باريس لكى يزوره ويشفيه . 

وواصل: فصعب على سيفيرينو أن يترك خلوته وقلايته وانطلاقه إلى قصر الملك بالاكرام وأخيراً لبى دعوة الملك . ولما عزم على السفر أوصى أخوته الرهبان بالمحبة والتقوى قال لهم: "أنهم لا يرونه فيما بعد لأن الله أوحى له ان يموت في فرنسا". ثم ودعهم وسافر إلى باريس راى على بابها رجلاً أبرص فشفاه بتقبيله وبغسله إياه بريقه. وفي تلك الرحلة ، سمع كيف أصيب أسقف نيفكر، يولاليوس، بالشلل، مما حرمه من الكلام ، ولم يعد قادرًا على الحركة. ذهب إليه سيفرينو، وعندما وصل إلى سريره، جثا على ركبتيه، وصلى قليلًا، ثم قام، والتفت إلى الأسقف: "قم، قال، واقبل القدرة على الكلام لتعلم شعبك كلام الله". ونهض سالمًا .ثم انطلق على قصر الملك ودخل فسلم على الملك، ثم وضع حلته المقدسة  على جسد الملك وفى الحال شفي فامتلات المدينة فرحاً. 

واختتم: فكان البعض يمدحون فضيلته والبعض يتعجبون من قوة الديانة المسيحية، فبغضوا عبادة الأوثان وقلبوا أصنامهم التي كانوا يسجدون لها قبلاً وارتفع لواء الصليب في كل جهات فرنسا وأبطلت ديانة الأوثان. ثم أمر الملك بأن يعمل دورة احتفالية لله المحسن إليه، وأطلق جميع السجناء إكراماً للقديس سورينس. فغب أن سكن سيفيرينو في باريس بعض أيام أحس بدنو ساعته الأخيرة. فما أحب أن يموت في قصر الملك. فاستاذن الملك وانطلق إلى كنيسة صغيرة وهناك استعد للموت بقبوله الأسرار المقدسة ، ثم طارت نفسه إلى السماء لكى يجنى ثمار أعماله، فامتلا المكان الذى كان فيه نوراً سماوياً دلالة على عظمة مجده. ودفنه كاهنان كانا عنده في تلك الكنيسة الصغيرة .