رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد هجوم «غويران».. الأزهر يحذر من استغلال «داعش» للأطفال

أرشيفية
أرشيفية

أثار هجوم عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي على سجن "غويران" شمال شرق سوريا قبل أيام قليلة، مخاوف دولية حيال الأطفال المحتجزين به، فقد ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" أن الأطفال المحتجزين في السجن الواقع شمال شرق سوريا، يعيشون في ظروف مزرية للغاية وما كان ينبغي أن يكونوا هناك من البداية.

وجاء في بيان "اليونيسيف" بعد زيارة قام بها فريق تابع لها إلى السجن، أن الأطفال المحتجزين به لا تتجاوز أعمار بعضهم 12 سنة، وأنهم يعيشون في ظروف قاسية منذ سنوات.

يُذكر أن زيارة فريق "اليونيسيف" للسجن كانت بعد يومين من مقتل زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، في غارة أمريكية على مخبأه في شمال غرب سوريا. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد حمل "القرشي" مسؤولية الهجوم على سجن "غويران" في سوريا، والذي يحتجز فيه ما يزيد عن 3000 سجين، بينهم نحو  600 طفل.

وفي نفس السياق، دعا فيكتور نيلوند، ممثل اليونيسف في سوريا، الجميع إلى إيجاد حلول طويلة الأمد على وجه السرعة بما يخدم مصلحة هؤلاء الأطفال، لافتًا إلى ضرورة التعامل مع هؤلاء الأطفال كضحايا للصراع وليس كجزء من الجماعات المسلحة.

وأكد "نيلوند" أن اليونيسف تعمل على توفير السلامة والرعاية لهؤلاء الأطفال، لكنها في الوقت نفسه ترى ضرورة الإفراج الفوري عن الأطفال في جميع مراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا وتسليمهم إلى وكالات حماية الطفل، تمهيدًا لإعادة الأطفال الأجانب إلى وطنهم.

ورغم مرور أكثر من 4 أعوام على إعلان القضاء على "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا، إلا أن الآثار المدمرة ماديًا ومعنويًا للفترة التي سيطر فيها التنظيم على مقاليد الأمور لا تزال مستمرة، ومن بين تلك الآثار هؤلاء الأطفال سواء الذين تم إنجابهم وقت سيطرة التنظيم الإرهابي أو انضموا إلى صفوفهم بعد استمالة عقولهم عبر الإنترنت أو من جاؤوا مع ذويهم دون حول منهم ولا قوة. ومع سعي "داعش" إلى إعادة شعاراتهم القديمة للواجهة مجددًا والتي من بينها ما أطلق عليهم "أشبال الخلافة" يتبين للجميع خطورة تواجد هؤلاء الأطفال في مراكز احتجاز غير مهيأة لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي اكتسبوها تحت راية التنظيم الإرهابي وتقويم سلوكهم بما يسمح بإعادة دمجهم في المجتمع وإبعادهم عن دائرة العنف والصراع.

ومن هنا تبرز أهمية دعوة "اليونيسيف" مؤخرًا خاصة بعد الهجوم على سجن "غويران" وورود تقارير دولية تفيد بوجود مساعي حثيثة لـ"داعش" لتهريب عناصره من السجون لإعادة تنظيم صفوفه والعودة مجددًا، ويظهر هذا جليًا في الحملات الإلكترونية التي أطلقها بالآونة الأخيرة ومن بينها حملة "هدم الجدران" التي كان من نتائجها الهجوم على السجن الواقع بشمال شرق سوريا.