رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وكيل وزارة الإسكان العراقية: اتفقنا مع مصر على مشروعات المجمعات السكنية ضمن إعادة الإعمار باستثمارات ٤٥٠ مليون دولار

 المهندس جابر الحسانى،
المهندس جابر الحسانى، وكيل وزارة الإسكان العراقية،

كشف المهندس جابر الحسانى، وكيل وزارة الإسكان العراقية، عن تطور العلاقات السياسية بين القاهرة وبغداد فى السنوات القليلة الماضية نتيجة لجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى ورغبته فى توطيد العلاقات بين البلدين لما لهما من ثقل فى المنطقة العربية.

وقال «الحسانى»، فى حواره لـ«الدستور»، إن العراق يسعى للاستفادة من التجارب والخبرات المصرية فى خطة إعادة البناء، مشيرًا إلى توقيع العديد من الاتفاقيات مع مصر لتأهيل وتطوير البنية التحتية بما يسهم فى عودة العراق إلى مكانته بعد سنوات طويلة من الحروب والدمار.

■ بداية.. حدثنا عن الاتفاقيات بين وزارتى الإسكان المصرية والعراقية؟

- هناك محوران فى الاتفاق بين البلدين، الأول مع وزارة الإسكان المصرية ويتضمن إقامة عدد من المجمعات السكنية وما يتعلق بها من خدمات متنوعة وتم وضع حد أدنى للمشاريع، ١٤ مشروعًا باستثمارات ٤٥٠ مليون دولار، وتتولى وزارة الإسكان العراقية تجهيز هذه المشاريع للبدء بها وإذا انتهينا من هذه المشاريع سيتعاون الجانبان فى مشاريع أخرى لها فائدة كبيرة، ونعتزم توقيع عقود خلال شهر مع ٣ شركات تتولى وزارة الإسكان المصرية ترشيحها وستكون شركة المقاولون العرب إحداها، إضافة لشركتين من القطاع الخاص.

أما المحور الثانى الذى اتفقنا على العمل عليه فكان مع وزارة النقل المصرية وتتولى تنفيذ مشروعين فى العراق وإذا نجحنا فى تنفيذهما وفقًا للمواعيد والشروط المتفق عليها سنتعاون فى مشروعات أخرى أكثر.

■ وماذا عن أجواء التفاوض بين مصر والعراق حاليًا؟ 

- المفاوضات كانت إيجابية للغاية، فالبلدان تربطهما علاقات طيبة ممتدة ومتوافقة، وندرك دعم مصر لإعادة إعمار العراق وأهميته فى عودة استقراره، لذا هناك توافق على قبول هذه المشاريع الجديدة والعمل بها لتصبح بداية لمشروعات أخرى أكبر خلال الفترة المقبلة.

العراق بحاجة للكثير من المشروعات فى كل القطاعات كالسكن والطرق والصرف الصحى والمستشفيات والمياه والمدارس بعد أن تعرضت هذه القطاعات للانهيار إثر التغيرات السياسية المتلاحقة على مدار ما يقرب من ٢٠ عامًا.

■ كيف ترى دور الرئيس السيسى فى دعم العلاقات بين الدولتين؟ 

- العلاقات المصرية العراقية قديمة منذ قدم التاريخ وفى ظل حكم القيادة السياسية المصرية الحالية وتوجهات الحكومة العراقية الداعمتين لتعزيز القوة العربية أخذت العلاقة بين البلدين شكلًا تصاعديًا ومسارًا جديدًا من التعاون مبنى على أسس صحيحة وقوية.

أرى أن العراق ومصر يشكلان ثقلًا كبيرًا فى الساحة العربية والإقليمية، وبالتالى يجب أن يكون مسارهما واحدًا وتطوير العلاقات بينهما بشكل دائم ومستمر.

وأُثمّن دور الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تحقيق التقارب والشراكة بين البلدين فى السنوات الأخيرة بقيادته الحكيمة وبصيرته الحادة والثاقبة التى أسهمت فى تقريب وجهات النظر ما يصب فى صالح البلدين وأيضًا المنطقة العربية ككل.

■ ما آليات تنفيذ خطة إعادة إعمار العراق؟

- نثق فى أن الخبرات المصرية مع نظيرتها العراقية سينتج عنها إنجاز كبير وتلك الخبرات ناتجة عن تجربة عميقة فى مجال الإعمار وهذه التجربة ناتجة عن خبرات حقيقية لا تقبل الخطأ، وبالتأكيد فإن الخبرات المصرية يمكن الاستفادة منها فى إعادة إعمار العراق.

أعددنا خطة واضحة لإعادة الإعمار خلال المرحلة المقبلة تشمل العمل فى كل القطاعات، ونعمل على توفير الأموال اللازمة لتمويل هذه المشروعات وفى نفس الوقت نعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية ما يسمح بتنشيط الاقتصاد من خلال خبرات جديدة غير تقليدية ونسترشد بالتجربة المصرية لتنفيذ بعض المشروعات فى الأقاليم دون تدخل الدولة وهذا أمر جيد جدًا.

■ ما أهم التحديات التى تواجه خطة الإعمار؟

- أهم هذه المشكلات هى توفير التمويل اللازم لتنفيذ خطة الإعمار الشامل الطموحة لكل المشروعات المطلوبة فى كل القطاعات، وعلى سبيل المثال إذا تحدثنا فى تكلفة قطاع المستشفيات فنحتاج إلى ٣ مليارات دولار، وكذلك المدارس والبنية التحتية فهذه تكلفة كبيرة تحتاج إلى أكثر من ٣٠ أو ٤٠ مليار دولار للمرحلة الأولى.

التحدى الثانى الذى يواجه إعادة الإعمار هو «الروتين» بخلاف تحديات أخرى مثل الفساد وعدم وجود استقرار سياسى ما ينتج عنه عدم الاستقرار الأمنى ومن ثم عدم استقرار اقتصادى وعدم سرعة فى إنجاز المشروعات.

■ ما رأيك فى اتفاق التعاون المصرى العراقى الأردنى؟ 

- هذا الاتفاق الذى أُبرم بين الدول الثلاث له أبعاد سياسية واقتصادية وأيضًا استراتيجية كبيرة تسهم فى تحقيق الأمن والسلام فى المنطقة وتحقق مصالح المنطقة العربية بشكل كبير، خاصة أن البعض ينظر للعراق على أنه أرض للصراع الأمريكى الإيرانى وهى نظرة خاطئة، لكن المؤكد أن الجميع يبحث عن مصالحه.

■ كيف ترى دور العراق فى تقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران؟

- العراق يتمتع بخبرة سياسية كبيرة، وباعتباره دولة جوار للبلدين يمكنها لعب دور قوى فى تقريب وجهات النظر، فالسعودية دولة ذات طبيعة خاصة فى العلاقة مع العراق وهناك مصالح تجارية وسياسية بين البلدين، وأيضًا هناك تشابه كبير فى النسيج المجتمعى بخلاف اللغة، أما إيران فهى دولة جوار وتوجد مصالح مشتركة أيضًا معها.

■ ما طبيعة العلاقة بين العراق وسوريا فى الوقت الراهن؟ 

- هناك نسيج مجتمعى واحد يربط بين العراق وسوريا ولا يمكن أن تتخلى إحداهما عن الأخرى، حتى الجذور الثقافية يتشاركان فيها، واستقرار سوريا جزء لا يتجزأ من استقرار العراق، لذا نطالب بعودة سوريا إلى مقعدها العربى بجوار أشقائها ونرى أنه مطلب مشروع.

ماذا عن العمليات العسكرية ضد داعش؟ 

- العمليات العسكرية مستمرة للقضاء على الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابى فى المناطق الجبلية والصحراء، وبالتأكيد لم يتم القضاء بشكل كامل على التنظيم الإرهابى، ومن حين لآخر تنفذ عناصر الجيش والشرطة بعض العمليات لتعقب هذه الخلايا والكشف عن خططها لتعزيز الوضع الأمنى.

قد يهمك أيضا:

رابط قناة أبو ظبي يوتيوب| تردد قنوات أبو ظبي المشفرة اكسترا 2022