المرأة العربية تشارك فى صناعة الأمل
مصر ستظل هى الشقيقة الكبرى التى تحتضن مبادرات الأشقاء العرب التى تبنى المستقبل الأفضل للجميع.. وأكدت هذا مجددًا منذ أيام قليلة وهى تقف شامخة فى ظل حضارتها وعراقتها وتقدمها للأمام لتسهم فى صناعة التقدم والتنمية والرخاء بالوطن العربى، ولقد أتيح لى أن ألمس عن قرب خطوات للأمام للمرأة العربية من خلال وجودى فى مؤتمر «صناع الأمل.. شركاء الوطن العربى» الذى تشرفت بدعوتى فيه لإلقاء كلمه تعبر عن رؤيتى عن صناعة الأمل ودعم الشراكة بين الدول العربية فى مجالات محورية، ويأتى على رأسها التنمية والاستثمار والسياحة.
وهذا المؤتمر يستمد أهميته فى رأيى من أمرين:
أولهما: هو أنه أقيم من خلال مبادرة أطلقتها المرأه العربية، وأكدت إرادتها بفاعلية فى العمل تجاه تنمية الشراكة بين الأشقاء العرب، ووجودها كشريك جنبًا إلى جنب مع الرجل، فهذا المؤتمر الذى عقد على مدى ٣ أيام بالقاهرة يقام تحت الرئاسة الشرفية الكريمة لسمو الأميرة دينا بنت عبدالعزيز آل سعود، مما يعكس نهوض المرأة فى المملكة العربية السعودية واستكمال خطوات تقدمها فى مختلف المجالات بالسعودية الشقيقة، وهذا الأمر أسعدنى بشكل خاص، لأنه يعكس خطوات ثابتة على طريق تقدم المرأة السعودية، وهو موضوع سبق لى الكتابة فيه فى صحيفة الدستور، وطالبت بإعطائها مزيدًا من الحقوق لإثبات جدارتها وكفاءتها، مما يمثل قفزة حضارية للمملكة العربية السعودية، ونأمل فى المزيد من الحقوق فى الفترة المقبلة. وقامت سمو الأميرة دينا بافتتاح فعاليات المؤتمر من خلال كلمة افتتاحية عبر الأون لاين، حيث رحبت بالحضور وأعربت من خلالها عن أهمية التعاون فى خلق فرص لفتح آفاق جديدة لسبل التعاون المشترك والنهوض بالمشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة ودفع المشاريع الصغيرة للتقدم والازدهار، مع إتاحة الفرصة للشباب، لإبراز دورهم وقدراتهم فى مجال الاستثمارات، وكانت الأميرة دينا تتابع يوميًا وتشارك فى فعاليات المؤتمر، كما شاركت فى الجلسة الختامية عبر الأون لاين.
ثانيهما: إن الدورة الأولى تعكس تقديرًا كبيرًا للدور المصرى الرائد فى مختلف المجالات، وتعكس الثقة فى القيادة المصرية التى تدعم المرأة والتى وفرت مناخًا متميزًا من الأمان والاستقرار مما دعا القائمين على المؤتمر لإعلان انطلاق الدورة الأولى من القاهرة.
وترأست المؤتمر باقتدار سيدة الأعمال السعودية القديرة السيدة أمل العامرى، كما حضرت وشاركت فى المؤتمر نيابة عن سمو الأميرة دينا بنت عبدالعزيز آل سعود، د. عبير محمود، كما شاركت فيه رائدات أعمال من مختلف الدول العربية، منها المملكة العربية السعودية، ومن الكويت كان من السيدات المشاركات من رائدات الأعمال اللاتى التقيت بهن ووجدت لديهن حماسًا لتحقيق تعاون فى مجال الأعمال بين دول الوطن العربى نجاة الخشاش وهدى المطيرى، كما شاركت رائدات أعمال من اليمن وليبيا، كما حضر رواد أعمال من الدول العربية فى مختلف المجالات وشخصيات عامة ومسئولون وسفراء ورؤساء بعض جمعيات المجتمع المدنى من الدول العربية، كما شاركت من الغرفة التجارية المصرية السيدة سلوى لطفى والسيدة جيهان، ودينامو المؤتمر كانت د. نسرين النجار التى تذلل كل العقبات بمهارة، ود. صفاء عودة التى جاءت من الكويت وحرصت على المشاركة باقتدار، وإبداء الشكر لكل المشاركين والمنظمين الذين كانوا خلف الكواليس.
وعلى مدار الأيام الثلاثة ألقيت كلمات تعكس الأمل والرغبة فى إزالة كل المعوقات التى تعترض الشراكة بين الدول العربية فى التنمية والاستثمار والسياحة والرغبة فى اتخاذ خطوات تؤدى إلى إقامة سوق عربية مشتركة، وفتح جسور التجارة بين الدول العربية بعضها وبعض.
وفى خلال المؤتمر تمت أيضًا الدعوة لعقد ورش تدريب لاستخدامات التكنولوجيا الحديثة وعرض مناطق ومدن ومشروعات صالحة لإقامة مشاريع استثمارية فى بعض الدول العربية، كما تفاعل المشاركون على مدى الأيام الثلاثة فى مناقشات مثمرة لفتح أبواب التعاون المشترك بين الأشقاء العرب، وفى ختام المؤتمر أعلنت الرئيسة الشرفية أن الدورة الثانية ستكون فى مدينة جدة.
وأتمنى أن يستمر الحماس الذى رأيته من إدارة المؤتمر لاستكمال الخطوات الفعلية نحو تحقيق شراكة وتعاون فعلى بين رواد الأعمال فى الوطن العربى، وتذليل العقبات التى تعترض إقامة السوق العربية المشتركة من أجل فتح فرص عمل وآفاق أرحب للتعاون العربى، وتحقيق التنمية والازدهار والحياة الأفضل للشعوب العربية.
