رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحد أسرى «جلبوع» يكشف تفاصيل جديدة حول هروبه من السجن

الأسير زكريا الزبيدى
الأسير زكريا الزبيدى

كشف الأسير زكريا الزبيدي، أحد أسرى سجن جلبوع، تفاصيل جديدة حول عملية فراره مع الأسرى: محمود ومحمد العارضة وأيهم كممجي ومناضل انفيعات ويعقوب قادري، من سجن جلبوع العام الماضي، عبر نفق تم حفره في مرحاض الغرفة التي كانوا يقبعون فيها.

وقال الزبيدي: "كنت أقبع في قسم 4 بسجن الجلبوع، عندما توجه لي قبل حوالي أسبوعين من العملية الأسير أيهم كممجي، قائلا لي "في طلعة"، فقلت له بأنني شاعر بذلك؛ لأنني أسمع بالليل أصوات، وكنت استغرب أقول في سري "أيعقل أن أحد الأسرى يخطط للهرب"، وسألني أيهم عن استعدادي لذلك فقلت له " أنا اللي بطلع".

وتابع الزبيدي خلال حديثه مع محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين حنان الخطيب، التي تمكنت من زيارته بعزل سجن ريمونيم :طوال الوقت وأنا أفكر بالخروج ومكاني ليس بالسجن، فكيف لي أن لا أوافق عندما تأتي القصة لدي؟".

ولفت الزبيدى إلى أنه قبل أسبوع من العملية، طلب الانتقال لغرفة الأسرى الآخرين، لكي يطلع على الموضوع، وعندما دخل ورأى الحمام، سألهم عن التكتيكات والخطة المرسومة وكيف سيسيرون بالنفق لأنه لم يجرب الدخول للنفق بالمرة من قبل، فأخبروه بأن السير سيكون يد للأمام ويد للخلف والمشي بطريقة الحلزون ولكن يوجد مقطعين يجب النوم على الظهر والسير زحفا.

وتابع الزبيدي: "سألت مناضل نفيعات لماذا تريد أن تكون معنا ولم يتبقى على إطلاق سراحك أقل من شهرين؟.. فقال لي مفاخرا "أنا اللي حفرت وتعبت ولازم أكون شريك معكم"، وعندها أطلقت عليه لقب البايجر".

وأوضح الزبيدي، أنه في يوم العملية جاء أحد السجانين ومعه شخص، وبدأ بفحص فتحة المجاري فرأى ترابا مبللا، فثارت الشكوك بداخل الأسرى، لافتا إلى أنه على الفور وقف بينهم، وبدأ بمناداة الأسرى لجلسة لخلق حال إرباك، وعندها أطبقوا الفوهة وذهبوا للتفتيش والفحص بالغرفة المجاورة غرفة رقم 4، عندها أخبر باقي الأسرى أن الوضع لا يحتمل، وأن عليهم الخروج في نفس الليلة من النفق.

وتابع الزبيدي "بالبداية دخل النفق الأسير مناضل نفيعات وتلاه محمد العارضة وبعدها يعقوب قادري وأنا وبعدي أيهم كممجي وأخرنا كان محمود العارضة، مستدركا: داخل النفق علقت وشعرت أن جسمي لا يتحرك حوالي ربع ساعة، وكانت المنطقة مظلمة فأحسست بأنني بمنطقة البرزخ بين الأرض والسماء، وعندها طلب مني أيهم ومحمود مواصلة المسير، وأخبرت يعقوب الذي كان أمامي بأنني عالق فظن يعقوب أن الحقيبة تعرقل مسيري فقام بسحبها مني فقلت له أن جسمي عالق بالنفق وأنا لا أستطيع التحرك، حيث إنهم متعودون على النفق والسير به لأنهم جربوه من قبل أما أنا فهذه أول مرة أسير به ولم اعتاد عليه وبعد محاولات عديدة تركت نفسي وواصلت المسير".

واستدرك الأسير: "وصل يعقوب فوهة النفق منهك القوى وتعب، أما أنا فرفعت يدي وقام مناضل نفيعات بانتشالي وإخراجي من فوهة النفق، وخرجنا جميعا".

وأوضح الزبيدى أنه عندما قطعوا الشارع كادت سيارة أن تدهس أيهم، وعندها أيقنوا بأنه سيتم الإبلاغ عنهم، متابعا: "قلت لهم سنقطع أرض القطن بسرعة لأنهم سيبلغون عنا ويجب أن نجري، ونحن نجري رأينا طيارة هيليكوبتر وسيارات شرطة فتأكدنا أنه تم الإبلاغ عنا، بعد حوالي كيلو متر من المسير تعب يعقوب ولم يعد يقوى على الجري؛ فتوقف وقال لنا أتركوني وأذهبوا، المهم أن تنجوا أنتم فرفضنا جميعا، وقلت له اتكئ علي وانا سأسندك، فاستند علي وواصلنا المسير، حيث كنا نمشي بأرض زراعية ومحفورة، إلى أن وصلنا إلى قرية الناعورة".

وتابع الزبيدي "اغتسلنا بالجامع واستبدلنا ملابسنا وبعدها عندما لم تأت السيارة لنقلنا خاب أملنا وقررنا الانفصال لأزواج، وكان نصيبي مع محمد العارضة، واصلنا أنا ومحمد المسير بطريق لا نعرفها وكان همنا الخروج من البلدة، مشينا حوالي 7 ساعات وعندما جاء النهار أحسست بجسم يرتطم بالأرض فقال لي محمد أنها أبقار".

ولفت الزبيدى إلى أنه اختبأ مع العارضة داخل شجرة بالقرب من مستعمرة بمنطقة صناعية.

وأوضح الزبيدي أنه قبل إعادة اعتقالهم بيوم واحد، اختبأ مع محمد العارضة بمبنى قيد الإنشاء وقد دخلت أجهزة الأمن الإسرائيلية للتفتيش عليهما ولم تجدهما، مشيرا إلى أنهما كانا مختبئين بالطابق الثاني للمبنى، موضحا أنه كان كل يوم يتسلق شجرة للاستطلاع، حيث تفاجأ من حجم التحركات والتفتيش عليهما.

وتابع الزبيدى "إغلاق الأماكن لم يكن طبيعي وبحجم التحركات والوسائل التي استعملها جهاز الأمن الإسرائيلي لم أتوقع أن نصمد بالخارج 6 أيام دون القبض علينا، علما أنهم وصلوا بمقربتنا عدة مرات ولم يعثروا علينا".

وأضاف الزبيدي أن كان معهم أجهزة راديو وقد علموا من خلالها أنه تم القبض على محمود ويعقوب ولكنهم لم يخافوا، متابعا "ذهبنا لاستكشاف ما حولنا فرأينا أرضا بها خروب فأكلنا منه وبالصدفة مروا شخصين نزل أحدهم وأعطانا قنينة ماء، وبعد أن ذهبوا حاولنا الركض لأننا شعرنا بأنهم سيبلغون عنا، اختبأنا لمدة حوالي ساعتين تحت شجرة وكانت سيارات الشرطة تمر من جانبنا وتذهب، بعدها رآنا شخص كان برفقة طفلة صغيرة فتحدث معه محمد، وأنا جلست وسلمت على الطفلة ولكن للأسف بعد دقائق رأينا طائرات الهليكوبتر وقوات كبيرة من جيش الاحتلال، فدخلنا تحت سيارة كبيرة، وكان محمد يضع على رأسه حجر كحماية وبعد مرور حوالي 3-4 ساعات تعب محمد من الحجر، مما اضطره للتخلص منه وعندما رماه رأه أحد الجنود وتم القبض علينا، وإعادة اعتقالنا بالقرب من قرية أم الغنم في منطقة الجليل الأسفل بتاريخ 11 سبتمبر من العام الماضي".