رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائية البولندية أولغا توكارتشوك: أُعيد كتابة التاريخ من منظور النساء

الروائية البولندية
الروائية البولندية أولغا توكارتشوك

على خلفية صدور الترجمة الإنجليزية لرواية “كتب يعقوب” للروائية البولندية أولغا توكارتشوك أخيرًا، والتي تعد أول رواية تظهر لها باللغة الإنجليزية منذ فوزها بجائزة نوبل للآداب لعام 2015. أجرى موقع "NPR" الأمريكي حوارًا مع الروائية ومترجمة روايتها جينيفر كروفت حول العمل الذي أعتبره المُحاوِر “عمل هائل، ملحمة، أسطورة، تاريخ، وأحيانًا هجاء، ودائمًا هو عمل عظيم”. 

تسرد الرواية قصة يعقوب فرانك، الزعيم الديني في القرن الثامن عشر، أو الزنديق أو الدجال، أو كل ما سبق، الذي استقطب أتباعه وهدد السلطات في حركة اجتاحت قرى بولندا وأوكرانيا وجاليسيا إمبراطورية هابسبورج.  

شخصية يعقوب فرانك

بيّنت توكارتشوك أنها اكتشفت عالم يعقوب فرانك عن طريق الصدفة، فذات مرة، اكتشفت في مكان ما بالمكتبة الصغيرة كتابًا لتلاميذ يعقوب فرانك يطلق عليه “كتاب الرب” باللغة البولندية،  فانبهرت بهذه القصة وبشخصيته في البداية، وظنت أنها ستكتب مقالاً صغيرًا فقط عن قصته لكن بعد ذلك أدركت أن شكلًا أدبيًا واحدًا فقط يمكنه حقًا التعامل مع هذا الموضوع، وقد كانت الرواية.

وردًا على سؤال المحاوِر: “ما الذي جذب الحشود إلى يعقوب فرانك؟” أوضحت المُترجمة أنه يُعد حالة مثيرة للاهتمام نظرًا لتعارُض ردود الأفعال إزاءه، فبعض الناس يعتبرونه المتحدث السحري الأكثر وضوحًا الذي يمكن لأي شخص أن يتخيله، بينما يرى آخرون أنه أُمي تماما، ولا يمكنه قول أي شيء منطقي. إذن فهو شخص كاريزمي بشكل لا يصدق وهو أيضًا مثل اللغز ما يزيد من جاذبيته. 

شخوص الرواية

تحدثت الروائية الحائزة على جائزة نوبل عن أحد شخصيات روايتها “ينتي” التي تبتلع تميمة على فراش الموت تُمكنها من الحياة مجددًا وكأن الكلمات تغذيها بطريقة ما، فأشارت إلى أن هذه الشخصية بالنسبة إليها كانت، في البداية، شخصية فنية تهدف من خلالها إلى  التعامل مع ثراء القصة، لذلك ابتكرتها لمساعدتها في سرد ​​القصة،  وهي مميزة جدا، فهي تعرف كل شيء، ويمكن أن تكون في كل موضع وفي كل موقف. وأحيانًا هي صوت مستقل، لذلك كان دورها هو الاستماع إليها. 

منظور نسوي

وبسؤال المُحاور لها حول الأهمية التي توليها لوجود شخصيات نسائية تم تجاهلها في فترات مثل عصر التنوير في أعمالها، قالت توكارتشوك: “في الواقع، قمت بنوع من إعادة الإشارة إلى قصة كاملة للعثور على وجهات النظر الجديدة حول هذه القصة من وجهة النظر الأنثوية، يمكنك دائمًا رؤية الأشياء غير الموجودة في المحفوظات والوثائق والتاريخ الذي كتبه الرجال بالطبع. لذلك أعمل بجد لاكتشاف مثل هذه الشخصيات”. 

وعلّقت الكاتبة عن سؤال حول سبب عدم إعجاب بعض الناس بالرواية حينما نُشرت في بولندا إلى حد تعرُضها للتهديد، قائلة إن هذا يرجع إلى اعتياد الناس على وجهة النظر المحافظة للغاية حول التاريخ البولندي، والتي يمكن أن نقول إنها أبوية للغاية. لذا فقد نسي البعض في بولندا الوضع في القرن الثامن عشر والسابع عشر عندما كانت بولندا مملكة ضخمة وكبيرة؛ ضعيفة جدًا ولكنها واسعة  وتضم العديد من اللغات والأعراق، ومن ثم فأولئك الذين لم يعجبهم الكتاب على الأرجح لا يفضلون هذه الرؤية متعددة الثقافات لبولندا.