رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مُستقبل الوقود.. القصة الكاملة لاستخدام الأمونيا الخضراء في مصر

الأمونيا الخضراء
الأمونيا الخضراء

مسئولة عن 1.5 من التلوث العالمي، و تدخل بشكل مباشر في العديد من الصناعات على رأسها صناعة الأسمنت، تلك هي الأمونيا التقليدية التي يتجه العالم إلى استبدالها حاليًا بالأمونيا الخضراء في سبيل الإنقاذ من الملوثات التي غاصت بالعالم، وعلى رأسها الملوثات الكربونية والميثان الناجمة عن الوقود الأحفورى، والغازات المتصاعدة من بعض الزراعات.

ومصر واحدة من الدول التي تبنت إدخال "الأمونيا الخضراء" إلى الصناعات كبديًلا عن الوقود الأحفوري لاسيما أن إنتاجها كله يكون عبر الطاقة الجديدة والمتجددة، سواء طاقة الشمس، أو الرياح أو مساقط المياه كبديل عن انتاجها من الغاز الطبيعى.

حيث وافق رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي على عرض قدمته شركة تيسين كروب الألمانية لإنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء في مصر وتصدير الهيدروجين الأخضر إلى برلين.

كما شهدت مصر توقيع اتفاقية إنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات تتراوح بين 50 – 100 ميجاوات، "وهو المادة الوسيطة لإنتاج الأمونيا الخضراء"، وذلك بين كل من صندوق مصر السيادي، وشركة "سكاتك النرويجية" للطاقة المتجددة، وشركة " فيرتيجلوب" المملوكة لشركتي "أوراسكوم الهولندية "OCI N.، و"أدنوك" الإماراتية.

وبموجب الاتفاقية، ستتولى شركة "سكاتك" النرويجية إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات تتراوح بين 50 – 100 ميجاوات، حيث سيتم توريدها لـ"الشركة المصرية للصناعات الأساسية EBIC" المملوكة لشركة "فيرتيجلوب"، الرائدة في مجال إنتاج الأمونيا، والتي ستقوم باستخدام الهيدروجين الأخضر كمادة وسيطة تكميلية لإنتاج أكثر من 45 طنا متريا من الأمونيا الخضراء سنويًا بموجب عقد شراء طويل الأجل.

والأمونيا عبارة عن غاز ذو رائحة قوية، يستخدم على نطاق واسع في صناعة الأسمدة الزراعية، كما يستخدم في صناعة المستحضرات الطبية والنسيج والصناعات المعدنية والمنظفات المنزلية والمبيدات.

 

من الناحية العلمية تنتج الأمونيا الخضراء عن طريق تفاعل الهيدروجين والنيتروجين معًا عند درجات حرارة مرتفعة وضغط عال في العملية التي تُعرف باسم" بهابربوش". 

وفوق ذلك تُستخدم الأمونيا الخضراء في المجمعات الصناعية للتكرير وتوليد الكهرباء وإنتاج الصلب، وكذا في عدد الدول التي تتميز بكونها مصدرًا غنيًا لطاقة الشمس والرياح.
وحسب الخبراء فيمكن أن يوفر إنتاج الأمونيا الخضراء الوصول إلى مايُسمى “الحياد الكربوني” بحلول عام 2050، من خلال إنتاج وقود خالٍ من الكربون فيُمكن حرق الأمونيا بدلًا من الوقود الأحفوري في التوربينات الغازية، على سبيل المثال، أو استخدامها في خلية وقود لإنتاج الكهرباء، أو في مركبة كهربائية بعد تكسير الهيدروجين مرة أخرى منها.
ومن المرجح أن تكون صناعة الشحن البحرية من أوائل المتبنّين لها، لتحلّ محلّ استخدام زيت الوقود في المحركات البحرية.

وفي هذا الصدد قالت وكالة الطاقة الدولية، إن الأمونيا يجب أن تُشكّل 45% من الطلب على الطاقة في قطاع الشحن البحري، مؤكدة أن الأمونيا والهيدروجين سيكونان الوقود البحري الأساس، إذا وصل العالم للحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي. 

كما ذكرت أنه مع التحول إلى الكهرباء المتجددة لإنتاج الأمونيا، يمكن تجنّب أكثر من 40 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا في أوروبا وحدها. 

بينما أكد تقرير الجمعية الملكية أن المزارعين بحاجة إلى استخدام الأمونيا بعناية أكبر،  وفي الوقت نفسه أشار إلى أن الاستخدام على نطاق واسع للأمونيا في الزراعة أنتج شبكة عالمية من الموانئ.