رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطباء يحذرون: لا وجود لمناعة القطيع بفيروس كورونا

مناعة القطيع
مناعة القطيع

مع ارتفاع الإصابات بفيروس “كورونا” ومتحوره الجديد “أوميكرون” المنتشر هذه الفترة، ومع حالة القلق والحذر التي يعيشها المجتمع جراء ذلك،  تتداول في الوقت ذاته بعض الأقاويل التي ترجح وصول مصر إلى الوضع الآمن بتحقيقها  ما يُطلق عليه “مناعة القطيع”.
وتعرف مناعة القطيع، باسم “مناعة السكان”، أي الحماية غير المباشرة من مرض معدٍ والتي تتحقق عندما يكتسب مجموعة سكانية ما المناعة من ذلك المرض إما عن طريق اللقاح أو الإصابة السابقة بالعدوى. وتدعم منظمة الصحة العالمية تحقيق "مناعة القطيع" عن طريق التطعيم وليس بالسماح للمرض بالانتشار في أوساط أي شريحة سكانية، لما قد ينتج عن ذلك من حالات إصابات ووفيات لا داعي لها.
نتحقق في "الدستور" من إمكانية وصول مصر مع انتشار فيروس "كورونا" ومتحوراته بها إلى تلك المناعة المجتمعية التي تُعد مرحلة آمنة في حال بالفعل تم الوصول لها.

لا وجود لمناعة القطيع مع "كورونا"

أوضح الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية وخبير الأمراض المعدية بجامعة شانتو الصينية، أنه لا يُمكننا الحديث عن مناعة القطيع مع فيروس “كورونا”، وهي تعني اكتساب مناعة نتيجة الإصابة مرة وذلك على مستوى عدد كبير من الأفراد، وهذا مالم يحدث مع إصابات فيروس"كورونا"، إذ أن هناك من يُصاب مرة واثنان وثلاث مرات مؤكدًا أنه اذا كان فيروس"كورونا" فيروسًا عاديًا فنحن إذن كان علينا أن نصبح في مرحلة مناعة القطيع حيث أنه بالغالب لا يوجد بيت أو أسرة إلا وقد أصيب من أفرادها بأكثر من شخص بالفيروس.
وأرجع فادي عدم انطباق مُصطلح مناعة القطيع أو المناعة المُجتمعية مع فيروس "كورونا"، وذلك لكونه فيروس مُتغير ومتحور إلى عدة متحورات كما أنه يُصيب عدة أجزاء من الجسم، فهو فيروس غامض ومجهول، ولا يُمكن التنبؤ الحقيقي بنشاطه.


وختم أستاذ مساعد الفيروسات الطبية حديثه بأن المناعة الحقيقية التي  تتصدى بوجه هذا الفيروس هي المناعة الناتجة عن تناول اللقاح،مشيرًا إلى أن المناعة المُكتسبة من تناول اللقاح تمثل أضعاف مضاعفة من المناعة التي تِكتسب نتيجة الإصابة السابقة فالأخيرة لا تتعدى نسبتها ال15٪ فقط.
كما أوصى “عطية” المواطنين بعدم الانجراف وراء بعض الشائعات التي تنال اللقاحات حتى الآن مشيرًا إلى أن جميع اللقاحات المُتداولة بمصر آمنة تمامًا فهي مُجربة مرارًا وتكرارًا بكبرى المعامل العالمية وتم التأكد من نتائجها.

اللقاح طوق النجاه الوحيد
من جانب آخر أوضحت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري البكتريا والمناعة والتغذية ورئيس قسم البكتريا مستشفى جامعة القاهرة أن هناك اتجاه بالفعل في العالم إلى اعتبار انتشار متحور "أوميكرون" هو الوصول إلى مناعة القطيع، وذلك لكون أثبت العلماء أن المُصاب بالمتحور يمكنه إصابة 12 شخصًا، وفي الوقت نفسه أكدت نهلة على أن "أوميكرون" يُعد من المُتحورات الأخف تأثيرًا بين مُتحورات كورونا الأخرى وعلى رأسها"الدلتا"، لذا فالاتجاه بمناعة القطيع يشير إلى اعتبار" أوميكرون"،  كأنه دور "إنفلونزا" عادي والتعامل معه بأدوية البرد العادية.

تابعت عبد الوهاب أنه و على الرغم من ذلك فلا يجب على الإطلاق الاستهانة بمتحور "أوميكرون"، والتعامل معه بحذر شديد واتباع كافة الإجراءات الاحترازية، وذلك لأنه هو الآخر قد يُغير من نفسه، وهذه سمة فيروس"كورونا" ومتحوراته المجهولة،  وأكدت استشاري البكتريا والمناعة أنه إلى الآن فأن طوق النجاة الوحيد هو التطعيم.
 الدراسات العالمية تؤكد عدم وجود مناعة القطيع مع كورونا ومتحوراته 

جريج بولاند، مدير مجموعة أبحاث اللقاحات في Mayo Clinic بولاية مينيسوتا، لوكالة "بلومبرغ"ردًا على السؤال عن إمكانية الوصول إلى مناعة القطيع"لا لن نصل إلى هذا مستبعد جدًا، بحكم التعريف".

وأضاف أنه حتى معدل التطعيم الذي يصل إلى 95٪ لن يحقق ذلك، وتابع: "إنه سباق بين تحور متغيرات أكثر قابلية للانتقال من أي وقت مضى والتي تطور القدرة على التهرب من المناعة، ومعدلات التحصين.
أضاف أن أقوى اللقاحات بما في ذلك القائمة على تقنية mRNA من شركات فايزر وبايونتك وموديرنا، ستجعل من السهل الوصول إلى مستويات عالية من المناعة لأنها فعالة جدًا، ولكن مع ذلك فإن العدوى الاختراقية أي حالات الإصابة بعد التطعيم  ممكنة حتى مع هذه اللقاحات، وقد تتوفر فيما بعد لقاحات أخرى.