رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بـ 100 راجل».. «أمل» تكافح للإنفاق على زوجها الكفيف من صناعة الطوب بقنا

الست أمل
الست أمل

قبل 22 عامًا قادتها الصدفة للعمل بمهنة ربما لا تتناسب مع أنوثتها، إذ قررت تحدي الظروف فلا يوجد في قاموسها وحياتها كلمة مستحيل، إذ قررت السيدة الأربعينية أمل، المقيمة بقرية عزبة دنقل شرق نيل مدينة نجع حمادي شمالي محافظة قنا، العمل في مهنة تصنيع الطوب البلدي، ورعي الأغنام، تلك المهن التي غلبت عليها النظرة الذكورية.

السيدة أمل طلعت البرعى، تبلغ من العمر 39 عامًا، تزوجت من أحمد السيد إسماعيل بعدما تقدم لخطبتها، لكن الأمور لم تكن على ما يرام، فبعد عامين من الزواج، فقد الزوج بصره، لكنها لم تتركه وقررت أن تستمر معه وترافقه في الحياة وتكدح من أجل زوجها وأسرتها.

سيدة شرق النيل، بدأت قصة كفاحها بعد مرض الزوج وفقده لبصره، فقررت أن تخرج لسوق العمل، رافضًة أن تترك الزوج وحيدًا، رغم من كونها لم تنجب في ذلك الوقت، فبدأت رحلة الكفاح بتصنيع الطوب البلدي، ورعي الأغنام، من أجل تحمل نفقات وأعباء الحياة الصعبة.

الست أمل، كرست حياتها لتأدية رسالتها مع زوجها في الحياة، لتقوم بدور الأب والأم، فأنجبت 3 أبناء - فتاتين وذكر - تتراوح أعمارهن حاليًا ما بين 15 عامًا و20 عامًا، ورغم مشقة الحياة لكنها لم تخرجهم من التعليم، فحصلت الفتاة الكبرى على دبلوم والإثنين الأخرين يدرسن حاليًا في المرحلة الثانوية.

«صناعة الطوب البلدي جت معايا صدفة كانت تحدي وقبلت أخوضه»، بهذة العبارة بدأت الأسطي أمل، سرد كواليس عملها في مهنة الرجال، خلال حديثها لـ«الدستور»، إذ قالت:«بدأت أول مرة في شغلى من سنين طويلة عشان أصرف على البيت هعمل إيه لكن كلام الناس اللى كان بيخليني أدخل في حالة نفسية سيئة».

وتضيف أجدع ست في مصر، أنها تخرج منذ الرابعة فجرًا وتعود لمنزلها في الخامسة عصرًا يوميًا، حيث تترك أبنتها الوسطى في المنزل لترعى احتياجات الزوج، وتخرج بحثًا عن الرزق الحلال، قائلًة:"بطلع أدور على لقمة عيشي ورزق عيالي ومش عاوزة غير رضا ربنا".
 

وأشارت «الست أمل» إلى أن زوجها يقف في ظهرها ويساندها، رغم أحاديث المواطنين، التي ترفض عملها في تلك المهن، والخروج من منزلها يوميًا، قائلًة: «برجع من شغلى مش قادرة أوقف على رجليا مبنسمعش كلام لحد».

فيما أكد الزوج خلال حديثه، أن العديد من المواطنين ينتقدون عمل زوجته قائلًا: «أي حد بيجي يقولي ليك مراتك بتشتغل كدة بقوله مش معانا ومش لاقيين، لو مش عاوزها تشتغل ساعدنا فبياخد بعضه ويمشي».