رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما هي السندات الخضراء التي طرحتها مصر كأول دولة بالشرق الاوسط؟

 السندات الخضراء
السندات الخضراء

"البيئة أولًا" لم يصبح مجرد شعار بل واقع يتم تطبيقه للحفاظ عليها بشتى الطرق كتوجه عالمي يضع البيئة ضمن خططه الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، وهو ما دفع مصر لتواكب سير العالم وكان منها طرح السندات الخضراء التي تمثل المعيار الأساسي للبيئة والاستثمار.

وهو ما أكده الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، خلال كلمته في جلسة "من جلاسكو لشرم الشيخ سبل مواجهة التغيرات المناخية"، بمنتدى شباب العالم، قائلًا إن مصر أول دولة في الشرق الأوسط، التي تعتمد طرح السندات الخضراء أو سندات الكربون وهي خطوة في غاية الأهمية.

وبالفعل بعد هذا التوجه الذي أعلنه العالم بضرورة الحفاظ على البيئة من خلال تقليل المخاطر المرتبطة بالاقتصاد لبت مصر النداء على الفور  كأول دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تُصدر السندات الخضراء السيادية الحكومية بالأسواق العالمية، بقيمة 750 مليون دولار لأجل 5 سنوات، في حين بلغ إجمالي قيمة طلبات الشراء على طرح السندات الخضراء السيادية الحكومية نحو أكثر من 3.7 مليار دولار، مما ساهم في خفض سعر العائد ليصل إلى 5.25% بدلًا من 5.75%.

ومن خلال طرح هذه السندات الخضراء، تهدف مصر إلى توفير التمويل غير التقليدي للمشروعات الصديقة للبيئة، وخفض تكلفة التمويل على الأوراق الحكومية، وتشجيع الاستثمارات النظيفة بالمنطقة.

المعيار الأساسي للسندات الخضراء البيئة

يرى الدكتور خالد رحومة، الخبير الاقتصادي، أن السندات الخضراء يكون الاستثمار فيها والمعيار الأساسي والأول للبيئة وتجذب المستثمرين في هذا النطاق، من خلال مراعاة الاشتراطات والمعايير البيئية في نشاطهم الإنتاجي.

وأوضح رحومة، في تصريحات لـ"الدستور"، أن الهدف من السندات الخضراء أن يكون مردودها الايجابي طويل الأمد على البيئة من خلال تمويل مشروعات لا يوجد لها آثار سلبية على البيئة.

وتابع: مثل مشروعات تحلية مياه البحار ومشروعات معالجة مياه الصرف الصحي فكل هذه المشروعات لها عائد قومي ولها دور في المحافظة على البيئة واستغلال مواردها.

تعريف السندات الخضراء

يُعرف البنك الدولي السندات الخضراء على أنها صكوك استدانة تصدر للحصول على تمويل يختص بالمشاريع المستدامة المتعلقة بالبيئة والمناخ، وذلك تشجيعا على الحفاظ على البيئة، مثل مشاريع الطاقة النظيفة، والحفاظ على المناخ، والإدارة المستدامة للنفايات، وغيرها، كما تختلف السندات الخضراء عن غيرها في أنها تخلق التزاما بإنفاق التمويل الناتج عنها في مشاريع خضراء.

وفي يوليو من عام 2007 أصدر بنك الاستثمار الأوروبي السندات الخضراء، لأول مرة، بهدف تمويل المشروعات المرتبطة بشكل وثيق بأهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف السابع: طاقة نظيفة بأسعار معقولة، والهدف الثالث عشر: العمل المناخي.

ثم زادت معدلات الاستثمار في هذا النوع من السندات بشكل كبير مؤخرًا، حيث تم إصدار سندات خضرات بقيمة 255 مليار دولار أمريكي 2019، بزيادة بلغت 51%؜ عن عام 2018.

استغلال السندات الخضراء في المشروعات الخدمية

وقال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن السندات الخضراء الهدف منها تمويل المشروعات الخدمية ويكون أساسها الحفاظ على البيئة والمناخ، وهو التوجه الذي تسعى لتطبيقه ضمن خطتها للتنمية المستدامة.

وأوضح النحاس، في تصريحات ل"الدستور"، أن الهدف من من طرح هذه السندات الخضراء هو مساعدة الدول التي تضررت مناخيًا وبيئيًا من الدول الصناعية خاصة في التحدي القائم في الوقت على المحافظة على المناخ الذي يتوجه له العالم أجمع.

أضاف أن هذه التمويلات الخضراء تخدم المشاريع ذات النوع الخدمي؛ على سبيل المثال مشروعات الكهرباء بدلًا من أن تكون بالغاز أو الجاز يتم توليدها بالرياح، لذلك تصبح نوع من الخدمة تقدمها الدولة.