رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إكسبو دبى 2020.. الجناح المصرى «4-5»

ما زلت فى معرض إكسبو دبى ٢٠٢٠، وهذا اليوم أنقل لكم صورة للجناح المصرى الذى يشهد إقبالًا كبيرًا من الزائرين، يجعله من أهم أجنحة الدول المشاركة البالغ عددها ١٩٢ دولة.

يتميز الجناح المصرى بالسلاسة فى العرض والبساطة فى التصميم الداخلى، ويتكون من ٣ طوابق، فى الطابق الأرضى توجد شاشة عرض عملاقة تصحبنا خلالها المرشدة "عايدة" فى جولة عن الحضارة المصرية القديمة، وينتقل العرض للحديث عن قناة السويس من خلال توضيح أهميتها بالصور كمجرى مائى عالمى، ومساهمتها فى تدفق التجارة الدولية.. العرض مبهر، فخم، لكن لى ملاحظة على استخدام اسم "عايدة" لأنه يرتبط فى الأذهان ببطلة أوبرا عايدة وهى أسيرة حبشية "إثيوبية" وقع فى غرامها قائد الجيش المصرى، فهى ليست مصرية، والعلاقات الحالية مع إثيوبيا وتعنتها فى موضوع سد النهضة يجعل ضرورة الانتباه لما نختار من أسماء، حتى إن بدت مشهورة، وكان الأولى تسميتها باسم مصرى قديم "هاميس، ميريت،..". 

فى مواجهة الشاشة العملاقة، التى تمتد بعرض الحائط الأيمن للمتحف، قاعة عرض تشبه الكهف، وعلى شاشة قُطرية تعرض أهم مظاهر الطبيعة المصرية المتنوعة، النهر والوادى والدلتا.. الخضرة النضرة، الصحراء وجبالها وكثبانها ورمالها الزاهية، البحار وشواطئها وشعبها المرجانية، جولة غنية فاتنة.

كما يوجد ركن يستعرض بشاشات ذكية تطور وإنجازات الدولة المصرية منذ الحضارة المصرية القديمة وصولًا إلى العصر الحديث، وفى منتصف القاعة يوجد تابوت أثرى للكاهن بسماتيك، تم اكتشافه حديثًا فى منطقة سقارة. 

وفى الجهة الأمامية مساحة لعرض اثنين من المقاعد الأثرية التى عثر عليها فى مقبرة الملك توت عنخ آمون، الذى يزين مجسم لقناعه الذهبى إحدى فتارين العرض.

من الطابق الأرضى الذى يمتزج فيه الماضى مع الحاضر والمستقبل نصعد للطابق الأول الذى يمثل امتدادًا لهذا المزيج الفريد فتستقبلنا شاشة عرض كبيرة تستعرض الثقافة المصرية، متمثلة فى تاريخ الطباعة والصحافة ولقطات من أرشيف الصحف المصرية منذ بداياتها، ولقطات من أهم الأفلام المصرية فى استعراض لتاريخ السينما المصرية، ومن السينما إلى المسرح، الغناء، الفرق الموسيقية، وصولًا إلى المقاهى والمطاعم المصرية، فى عرض جذاب بتصوير عالى الجودة ومونتاج شديد الاحترافية. 

تتعدد شاشات العرض التى تتحدث عن مصر الحاضر والمستقبل، ومن بينها شاشة أعتبرها شاشة الإنجاز والإلهام، حيث تعرض صورًا ومعلومات عن أهم الشخصيات المصرية المعاصرة ذات الإنجازات العالمية فى مجالات الأدب، العلوم، الاقتصاد، الرياضة مثل: نجيب محفوظ، د. أحمد زويل، سميرة موسى، اللاعب محمد صلاح، وتتعد شاشات العرض، كلها تعرض المنجزات الحديثة والإصلاحات فى مجالات التعليم والصحة، وفى ركن خاص يوجد جسم القمح المصرى رمز لمصر الزراعية التى كانت عند فجر التاريخ سلة غلال العالم، ولوحة جدارية تجسد المصرى القديم وهو يحصد القمح. 

أما المفاجأة التى تحتاج قلبًا شجاعًا فهى التى تصطف أمامها الطوابير فى انتظار دخول قاعة آلة الزمن ثلاثية الأبعاد، التى تصحبنا فى جولة من الماضى والحضارة المصرية القديمة إلى الحاضر ومنه إلى المستقبل والتخطيط الحديث للمدن الجديدة المقرر إنشاؤها فى العلمين والعاصمة الإدارية الجديدة. جولة تخطف الأنفاس مع الصعود المفاجئ والهبوط المباغت والدوران عند الملفات، والسرعة الكبيرة لمركبات المستقبل. جولة أكثر من رائعة، تجعل كل زائر للمعرض يخرج لاهثًا منبهرًا وتجعل كل مصرى يشعر بالفخر والزهو من ماضى وحاضر ومستقبل بلاده. 

ويضم الجناح بزارًا به هدايا تذكارية مصرية وفرعونية صنعت فى مصر، لتباع فى الجناح، وهذا الجزء لا يلقى الاهتمام اللائق به، فالمعروضات بسيطة ولا تعبر عن الثراء والتنوع المصرى الذى ضمه الجناح، كما أن موقعه فى ممر الخروج دون وجود مقاعد للراحة بعد هذه الجولة العظيمة تجعل الزائر لا ينتبه له. 

الطابق الثانى فى الجناح به قاعة ندوات، حيث تتم مناقشة فرص الاستثمار فى مصر، وتقديم نماذج مشرفة للمشروعات الرائدة، والمبادرات الفعالة مثل مبادرة "اتكلم عربى"، وغيرها من الفعاليات. 

ويشمل الطابق الثانى مطعمًا، ووجود المطعم فى هذا الطابق لا أظنه اختيارًا صائبًا، لأن كثيرًا من الزوار لا يلتفتون له، ويكتفون بالجولة فى الطابقين السابقين، كما أن زوار المعارض يحتاجون المطاعم التى تقدم وجبات سريعة: ساندوتشات، فطائر، وهذا يتحقق بتواجد المطعم فى ركن خارج الجناح، وكان يمكن عمل مزايدة بين المطاعم المصرية الشهيرة للحصول على حق الانتفاع بهذه المساحة، ولتكن المطاعم التى تقدم المأكولات الشعبية المصرية، مثل الفول، الطعمية، وحتى الكباب والكفتة، الكبدة والسجق الإسكندرانى وكانت ستجد إقبالًا من الزوار بعد جولة ثرية، وستكون رائحة الطعام المصرى الشهى جاذبة لمزيد من الزوار للجناح المصرى. 

هذه الملاحظات لا تقلل من روعة وسحر الجناح المصرى، ولا من جهد القائمين عليه، وفى مقدمتهم سفيرنا المفوض: أشرف حمدى، ومعه كتيبة فدائيين من الشباب والشابات يعملون بتفانٍ ومحبة كبيرة لرفع اسم مصر عاليًا. 

وللحديث بقية.