رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون».. عودة للسينما الإسلامية (خاص)

جانب من الحوار
جانب من الحوار

«عَلَى أنْقابِ المَدِينَةِ مَلائِكَةٌ، لا يَدْخُلُها الطَّاعُونُ، ولا الدَّجَّالُ»، بهذا الحديث الشريف بدأ المهندس فريد الميمني، منتج فيلم «والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون»، الحديث عن حبه لمدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال الميمني إن أهل المدينة أول من ناصروا النبي، صلى الله عليه وسلم، ونشروا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، فالمدينة المنورة كانت عاصمة الإسلام الأولى.

وأضاف الميمني، لـ"الدستور"، خلال حديثه عن الفيلم الوثاقي «والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون»، أنه من واجبنا إبراز دور أهل المدينة للعالم العربي والإسلامي، وإظهار فضائل المدينة، وما يتصل بصاحب المدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

وأوضح الميمني أن هذا الفيلم أساسه حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين قال: «تُفْتَحُ اليَمَنُ، فَيَأْتي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بأَهْلِهِمْ ومَن أطَاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لهمْ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ، وتُفْتَحُ الشَّأْمُ، فَيَأْتي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بأَهْلِيهِمْ ومَن أطَاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لهمْ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ، وتُفْتَحُ العِرَاقُ، فَيَأْتي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بأَهْلِيهِمْ ومَن أطَاعَهُمْ، والمَدِينَةُ خَيْرٌ لهمْ لو كَانُوا يَعْلَمُونَ».

كما أوضح أن الفيلم يكشف عن بعض الأسرار والفتوحات والفضائل التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم، في هذه البقعة المباركة من العالم، قائلا: «حتى إن بعض العلماء قلوا ما ذكر عن فضائل المدينة لم يذكر لمكة»، والفضائل والأماكن وما ورد فيها يجيب علينا أبرزها في العالم أجمع، وجود قبر سيدنا رسول الله رحمة العالمين في المدينة يشع النور والمحبة والسلام إلى أن تقوم الساعة.

وكشف منتج الفيلم عن أن العمل سيتم ترجمته إلى خمس لغات بجانب اللغة العربية، وهى:  الفرنسية والإنجليزية والأوردية والمالوية والسواحلية، ويمكن ترجمته للغات أخرى للوصول لأكبر عدد من غير المسلمين.

ولفت الميمني إلى أن فكرة الفيلم جاءت من كثرة السؤال عن معالم المدينة المنورة، وأن العديد من الناس لا يعوفون ماذا يفعلون خلال زيارتهم لمدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسمع أحدهم بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حينما أحاطت قريش بالمدينة في غزوة الخندق، وسأل أحدهم عن مسجد الفتح الذي دعا فيه الرسول الكريم وكان الدعاء مستجابا، مستشهدا بقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "وعَنْ ‏جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ،‏ أَنَّ النَّبِيَّ، ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ‏ ‏دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلاثًا، يَوْمَ ‏الإثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، قَالَ ‏جَابِرٌ: ‏فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ إِلا ‏تَوَخَّيْتُ ‏‏تِلْكَ السَّاعَةَ ‏‏فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الإِجَابَةَ".

وعن اختيار المشاركين في الفيلم الوثائقي، أوضح أن كل من شارك في العمل لم يتقاضوا أي ماديات، وإنما كان عملهم حبا لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، مضيفا: إن الفيلم شارك فيه علماء من المدينة المنورة، منهم الشيخ عمر بن حسن فلاته، المحدث في المسجد النبوي الشريف ورئيس معهد الأئمة والخطباء سابقا، والدكتور محمد أنور البكري، والدكتور حمزة حافظ، رئيس قسم الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية سابقا، وعالم الحديث والسنة النبوية الدكتور خليل بن إبراهيم ملا خاطر، وغيرهم من أبناء المدينة المنور.

وأضاف الميمني أنه بعد كتابة النص من العالم المصري الدكتور مصطفى البدوي، من علماء المدينة المنورة، وتمت مراجعته بمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، هو وقفية للأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود، أمير المدينة المنورة سابقا، ويرعى المركز الآن الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة.

وتابع: "ثم تمت مراجعته من قبل الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، وقام بمراجعة النصوص، فالعمل لا يصلح أن يكون به خطأ أو ملاحظة، وجاء دور التعليق الصوتي، وهو للدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، والدكتور محمد أحمد الصبيحي، المذيع السعودي ورئيس هيئات الإذاعة في العالم العربي، وتم تسجيل تسجيلين منفصلين لكل منهما".

وأوضح أنه تم عرض الفيلم في دار الأوبرا المصرية وفي حفل خاص بنقابة الأشراف، ولقى إعجاب وإشادات بالغة من كافة الحضور، مشيرا إلى أن هذا العمل سيكون أول فيلم وثائقي يدخل في دور السينما السعودية والعربية، وسيكون عودة للسينما الإسلامية، وبعد ترجمته سيكون متواجدا خلال السينمات العالمية، لأنه سيخاطب غير المسلمين.

ولفت إلى أن العوائد المادية للفيلم تستخدم في الأعمال القادمة، حيث إننا في حاجة إلى السينما الإسلامية التي تبرز محاسن الإسلام.

وأزاح الميمني الستار عن مشروعه القادم وهو فيلم تحت عنوان «شمائل وأخلاقيات النبي صلى الله عليه وسلم»، ولفت إلى أنه لن يكون فيلما وثائقيا بل سيكون فيلما تمثيليا، يروى كيف كان يعيش رسول الله، ويروى الفيلم قصة حياته من ولادته حتى وفاته.

وبيّن أن الفيلم يحكي عن الأخلاقيات التي يفتقدها العالم الإسلامي في الوقت الحالي، مؤكدا سعيه في مخاطبة العالم وتوصيل رسالة بأن هذا هو رسول الله، وهو طريقكم إلى الجنة، لافتا إلى أن الدين معاملة، وتطبيق الإسلام في نواحي الحياة هو هدفنا.