رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اجتماع الـ150 دقيقة.. ماذا فعل أبومازن فى منزل وزير الجيش الإسرائيلى؟

أبو مازن وجانتس
أبو مازن وجانتس

ضجة كبرى أثارتها زيارة محمود عباس «أبومازن» رئيس السلطة الفلسطينية، إلى منزل وزير الجيش الإسرائيلي بيني جانتس، مساء أمس، الثلاثاء، في مستوطنة « روش هاعين» وسط إسرائيل.

واستقبل وزير الجيش الإسرائيلي، في منزله، رئيس السلطة الفلسطينية، في اجتماع استمر لنحو ساعتين ونصف، ناقشا خلالها العديد من القضايا الأمنية والمدنية المشتركة بينهما، حسبما أعلن مكتب «جانتس» في بيان رسمي.

عباس في منزل بيني جانتس

خلال اللقاء، أبلغ جانتس، أبومازن، أنه ينوي مواصلة تعزيز إجراءات بناء الثقة مع الجانب الفلسطيني، وأن هناك اهتماما مشتركا في تعزيز التنسيق الأمني، ​​والحفاظ على الاستقرار الأمني ​​ومنع الإرهاب والعنف.

وقال عباس إلى جانتس إنه – طالما بقي في السلطة – لن يسمح باستخدام العنف والإرهاب، أو استخدام الأسلحة النارية ضد الإسرائيليين، حسبما أذاعت هيئة البث الإسرائيلية «كان».

رئيس السلطة الفلطسينية

من جانبه، أعرب جانتس عن شكره لأبومازن على نشاط قوات الأمن الفلسطينية في إنقاذ مستوطنين إسرائيليين دخلا رام الله عن طريق الخطأ خلال الشهر الجاري، فيما أبلغ أبومازن «بيني» بضرورة تقليل الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين في الضفة الغربية.

كواليس من منزل وزير الجيش الإسرائيلي

وحول كواليس لقاء وزير الجيش ورئيس السلطة، كشفت «كان» إن نفتالى بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، عارض نية جانتس للقاء عباس، ما جعله يعرب عن استيائه الشديد من استضافة أبومازن في منزل بيني.

وأضاف جال بيرجر مراسل «كان»، أن رئيس السلطة الفلسطينية حمل معه هدية إلى جانتس، تمثلت في قطعة من المجوهرات، فيما منحه وزير الجيش الإسرائيلي زجاجة زيت كهدية هو الأخر، وخلال الاجتماع، دخل «نير» - نجل بيني- وعرفه الأخير عباس عليه، قائلا: "هذا نجلي، وكان يخدم في الجيش الإسرائيلي"، ليجيبه أبومازن: "أتمنى أن يخرج السلام من هذا المنزل".

وبعد أقل من 24 ساعة على ذلك اللقاء، وقع وزير الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، الأربعاء، سلسة تسهيلات جديدة للجانب الفلسطيني  شملت تحديث بيانات 6 آلاف فلسطيني في سجل السكان –في إطار عملية لم الشمل- داخل الضفة الغربية، و3500 تصريح في قطاع غزة المحاصر.

سلسلة تسهيلات إسرائيلية

وتضمنت التسهيلات الإسرائيلية تحويل أموال الضرائب بقيمة 100 مليون شيكل إلى السلطة الفلسطينية، ورفع عدد فلسطينيي الضفة الغربية، الذين يعملون داخل إسرائيل، إلى 20 ألف عامل، وإصدار علامة معيارية إسرائيلية للمصانع الفلسطينية في الضفة الغربية، والموافقة على 6 مخططات هيكلية فلسطينية.

وزير الجيش الإسرائيلي

وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلي أيضًا عن أن إجراءات جانتس «لبناء الثقة مع الفلسطينيين» شملت منح 600 تصريح «VIP» لكبار رجال الأعمال الفلسطينيين، بالإضافة إلى 500 تصريح لدخول فلسطينيين بمركباتهم الخاصة من المعابر، وعشرات تصاريح «VIP» لمسؤولين في السلطة الفلسطينية.

وأثار لقاء جانتس وعباس ردود فعل متباينة، ما بين الغضب أو مؤيدة للنتائج المنشودة من هذا الاجتماع، خاصةً أنه لأول مرة منذ 10 سنوات يتوجه أبو مازن إلى إسرائيل.

تباين ردود الفعل الإسرئيلية

في هذا السياق، أعلن حزب الليكود الإسرائيلي رفضه الامل لذلك اللقاء، قائلا إن حكومة بينيت «إسرائيلية فلسطينية» وأعادت عباس والفلسطينيين إلى جدول الأعمال، بل أنها تقدم تنازلات خطيرة على حساب أمن إسرائيل.

وأضاف زئيف إلكين وزير البناء والإسكان الإسرائيلي، أنه لا يمنح ذلك الاجتماع أي أهمية،  مؤكدًا انه لن يدعو أي -شخص يدفع رواتب لمن يقتلون الإسرائيليين- إلى زيارة منزلي.

أما المرحبون بذلك اللقاء كان في مقدمتهم الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، الذي رحب باجتماع جانتس وعباس، خلال مؤتمر لصحيفة «كالكالست» الاقتصادية الإسرائيلي.

إسرائيل مهتم بـ«حوار الجوار»

وقال الرئيس الإسرائيلي: "أنا أؤمن بالحوار، واعتقد أن الاجتماع كان مهمًا، والتعاون الأمني هو جزء من الحرب على العمليات ضد الإسرائيليين، ونحتاج إلى إيجاد مسارات للحوار مع الجوار".

وكذلك، أكد أيمن عودة عضو الكنيست رئيس القائمة العربية المشتركة أن الاجتماع الذي يجب عقده هو بين أبومازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وأن يكون من أجل الترويج لحل سياسي حقيقي ينهي احتلال إسرائيل، ويقضي بإقامة دولة فلسطينية، وتحقيق مصلحة مشتركة للفلسطينيين والإسرائيليين.

وعلى الصعيد الفلسطيني، أشارت حركة حماس الفلسطينية إلى أن ما تفعله السلطة الفلسطينية من شأنه أن يعمق الانقسام الفلسطيني، موضحًا رفضها الشديد للاجتماع الذي عقده عباس مع جانتس في منزل الأخير.