رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جاري يعلق فشله على الحسد فما حكم الشرع؟.. وعضو بـ«فتوى الأزهر» يرد

الحسد
الحسد

ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وأستاذ الفقه بجامعة الأزهر، من سائل يقول: لى جار يعلق جميع إخفاقاته في الحياة على الحسد، فهل هذا صحيح من الناحية الشرعية؟.

من جانبه، رد لاشين قائًلا: "فإن نعم الله على العباد كثيرة ظاهرة وباطنة وفي نفس الوقت موزعة بين العباد بالتساوي ما حرم الله عبدا من نعمه أبدا فالكل مغمور في نعم الله وإن اختلفت نوعية النعم من شخص لآخر هذا صحة وهذا مال، وهذا ولد، وهذا ذكاء٠

وأضاف أن هذه النعم توجب على صاحبها شكر المنعم عز وجل حتي لا يحرمها وحتى يضمن الزيادة منها قال تعالى :(لئن شكرتم لأزيدنكم )، وهذا الشكر يوجب على صاحب النعمة تسخيرها فيما خلقت له وبذل الفضل منها لمن حرمها، كما أن هذه النعم توجب على الغير عند رؤيتها على صاحبها أن يقول: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله )٠

وأكد أن الحسد حقيقة واقعة في دنيا الناس ولا يستطيع كائنا من كان إنكاره أو الإفلات من آثاره، حيث قال الله عز وجل: (أم يحسدون الناس على ماأتاهم الله من فضله )، وقال عز من قائل: (ومن شر حاسد إذا حسد)، وقد جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا العين فإن العين حق وإنها لتدخل الجمل القدر، والرجل القبر)، فالأدلة السابقة تدل دلالة واقعة على وجود الحسد بين الناس.

وقال لاشين: “ورغم عدم إنكار هذه الحقيقة الصادمة وأنها واقعة وموجودة ويكتوي الناس بنارها ويتجرعون مرارة نتائجها، لكن لا ينبغي نسبة النتائج إليها ما هي إلا سبب والمسبب الحقيقي لهذه النتائج الله عز وجل إذ لا يحدث شيء في ملكه إلا بإرادته هذا أمر، والأمر الآخر قد يكون الإنسان مبتلى بالكسل والتهاون والتقصير، وعدم اللامبالاة فيحدث له نتيجة لما جبل عليه من كسل أمور لا تحمد عقباها ولكي يبرر كسله وتفريطه وتقصيره يعلق ما حصل له على شماعة الحسد والحسد من هذه النتائج براء”.