رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطلات حملة التطعيم ضد شلل الأطفال: «تحملنا الطقس السيئ.. ومسبناش بيت»

حملة التطعيم ضد شلل
حملة التطعيم ضد شلل الأطفال

ملحمة حقيقية سطرها أعضاء الفرق الطبية المشاركة فى الحملة القومية للتطعيم ضد شلل الأطفال، بخروجهم إلى العمل الميدانى لأداء مهمتهم على أكمل وجه، رغم الظروف الجوية السيئة التى تعرضت لها البلاد فى هذه الفترة.

وقال مشاركون بالفرق الطبية التابعة للحملة إن الطقس السيئ لم يمنعهم من النزول إلى الشوارع والتنقل من بيت إلى آخر للتأكد من حصول الأطفال المستهدفين على التطعيم، وبالتالى حماية مستقبل مصر من ذلك المرض.

نجلاء مصطفى: لم نترك طفلًا.. وفخورون بحماية مستقبل مصر

قالت نجلاء مصطفى على موسى، الممرضة بإحدى الفرق الطبية المشاركة فى حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، إن كل الوحدات الصحية استعدت لهذه الحملة فور الإعلان عنها، ووضعت خطة مُسبقة للتوعية بأهميتها، سواء شفهيًا أو من خلال نشر الملصقات المختلفة التى تبين أهميتها، بالإضافة إلى الإعلان عنها عبر مكبرات الصوت فى المساجد.

وأضافت «نجلاء»: «استغللنا أيام التطعيمات المعتادة لتوعية الجمهور بأهمية الحملة وموعدها وأهدافها، حتى نتأكد من وصول المعلومة إلى أسر الأطفال المستهدفين، وسيطرت روح الفريق على جميع المشاركين فى الحملة، لتحقيق هدف واحد هو عدم إهمال أى طفل ممن يُستهدف تطعيمه، أو تركه دون تطعيم».

وواصلت: «مفيش بيت بنسيبه»، موضحة أن «أعضاء الفرق الطبية كانوا يمرون على كل منزل للتأكد من تطعيم الأطفال المستهدفين، مع تسجيل أسماء وعناوين المتخلفين عن التطعيم، والعودة إليهم مجددًا، وحتى فى حال وجود طفل مستهدف فى بيت غريب يتم تطعيمه».

وأعربت عن فخرها بالمشاركة فى هذه الحملة، مشيرة إلى أنها تحملت مع زميلاتها وزملائها كل الصعوبات، وعلى رأسها الطقس السيئ خلال فترة التطعيم، من أجل تحقيق الهدف العظيم المتمثل فى حماية مستقبل مصر من ذلك المرض.

حسنات عوض: المهمة شاقة لكن أجرها وثوابها عند الله

«يهون أى مجهود أو تعب أمام حماية أطفالنا من مرض يسلب قدرتهم على الحركة».. بهذه العبارة بدأت حسنات عوض إبراهيم، الممرضة بإحدى الفرق الطبية المشاركة فى الحملة، حديثها لـ«الدستور».

وقالت «حسنات»: «المهمة شاقة جدًا، لكنى أشبه الجهد المبذول فيها بإعداد الولائم والعزومات فى شهر رمضان الكريم، التى يبذل الإنسان فيها جهده لنيل الأجر والثواب، كما أننى أعتبر هؤلاء الأطفال المستهدفين أبنائى، وعلىَّ حمايتهم من المرض».

وأضافت: «شاركت أكثر من مرة فى تلك الحملات»، لافتة إلى أنه «عادة ما يتكون فريق التطعيم الواحد من شخصين، كاتب يسجل البيانات وممرضة، وفى حال الانتهاء من تطعيم أطفال أحد المنازل، يتم وضع إشارة على المنزل يُشير إلى اتجاه سير الفريق بعد ذلك، خاصة أن كل فريق يحمل مسبقًا خريطة موضحًا فيها خط سيره».

وكشفت عن أن جميع أعضاء الفرق الطبية يلتزمون بارتداء الزى الرسمى، مع اتخاذ كل الاحتياطات الاحترازية ضد فيروس «كورونا»، وعلى رأسها ارتداء الكمامات واستخدام المُطهرات، مع الحرص على حماية التطعيمات من التعرض لأشعة الشمس حتى لا تفسد.

مديرة وحدة صحية:  نمر أكثر من مرة للتأكد من تطعيم الجميع

رأت الدكتورة نادية دانيال بخيت، مديرة إدارة الوحدة الصحية فى القناطر، أن أعضاء الفرق الطبية يقدمون تضحيات جليلة دون أن يلقوا التقدير المناسب، مشيرة إلى أنها تتولى مهمة المرور على المناطق المستهدفة بعد تطعيم الأطفال، للتأكد من تطعيم جميع الأطفال المستهدفين.

وكشفت عن أن كثيرًا من الممرضات المشاركات فى الحملة تصل أعمارهن إلى ٥٩ عامًا، وتتبقى لهن أشهر فقط للتقاعد والخروج على المعاش، وعلى الرغم من ذلك يحرصن على المشاركة وتنفيذ عملهن دون توانٍ، رغم الطقس البارد والسير فى الطرق غير المُمهدة ببعض الأماكن الريفية التى تحولها مياه الأمطار إلى برك من الوحل. 

وأضافت: «تمت الاستعانة ببعض طالبات مدارس التمريض للمشاركة فى الحملة وتغطية جميع المناطق المستهدفة، إضافة إلى مساعدة الممرضات والممرضين من كبار السن المشاركين فى الحملة، وإعفائهم من عناء صعود السلالم إلى الأدوار العليا لتطعيم الأطفال».

وذكرت موقفًا للاستدلال على التضحيات التى يبذلها أعضاء الفرق الطبية المشاركة فى الحملة القومية، بطلته ممرضة مسنة تعافت قريبًا من الإصابة بفيروس «كورونا» لكنها أصرت على المشاركة ومعاونة زميلاتها، مع أخذ جميع الاحتياطات اللازمة، من أجل تأدية رسالتها السامية. 

وأشارت إلى وجود ١٩٧ فريقًا طبيًا فى القناطر أدوا مهمتهم فى تطعيم جميع الأطفال، والمرور على جميع المناطق المستهدفة أكثر من مرة لضمان تطعيم الجميع.

سميرة إبراهيم: شاركت رغم معاناتى من «السكرى»

أعربت سميرة إبراهيم، إحدى المشاركات فى الحملة القومية للتطعيم ضد شلل الأطفال فى منطقة حدائق المعادى بالقاهرة، عن سعادتها الشديدة بالمشاركة فى الحملة، مشيرة إلى أنها أصرت على المشاركة بها رغم حالتها الصحية ومعاناتها من مرض «السكرى».

وقالت «سميرة»: «أحرص على المشاركة فى حملة شلل الأطفال تحديدًا، بل أنتظرها، لأنى أتذكر شقيقتى الراحلة التى ظلت تعانى من هذا المرض طيلة ٤٠ عامًا، حتى رحلت عن الدنيا، وأعرف قدر المعاناة التى يعانيها المصابون به نفسيًا وصحيًا بعدما يسلبهم المرض القدرة على الحركة». 

وأضافت: «نواجه صعوبات كثيرة، من بينها صعوبة صعود السلالم فى العمارات العالية للمرور على كل شقة والسؤال عن الأطفال الموجودين بها، كما أننا قد نضطر للمرور على نفس المنزل أكثر من مرة، حال عدم تواجد الأطفال أو معاناتهم من نزلات البرد التى تحول دون تطعيمهم على الفور، بالإضافة إلى أن البعض يشك فينا ويطلب بطاقات التعريف الخاصة بنا، لأنه لا يعرفنا، وهو أمر نتغلب عليه عبر التعامل بالحكمة وهدوء الأعصاب».

مشرفة طب وقائى: نبدأ عملنا من الثامنة صباحًا.. ونجذب الأطفال بـ«الشوكولاتة»

تتولى الدكتورة منار الوصيف، مشرفة الطب الوقائى فى مركز دكرنس بالدقهلية، مسئولية التفتيش على أداء الفرق الطبية المكلفة بتلقيح المواطنين فى المركز، وآخرها المشاركون فى حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال. 

قالت د. «منار» إن يومها يبدأ بالتأكد من تجمع الفرق فى مختلف الوحدات الطبية، وانطلاقها إلى المناطق المخصصة للعمل، فى الثامنة صباحًا، ثم متابعة عملها حتى الخامسة مساءً. 

وأضافت: «رغم ظروف الطقس السيئة التى تمر بها البلاد، وانخفاض درجات الحرارة، لم يتوان أى عضو من أعضاء الفرق الطبية المشاركين فى الحملة، من ممرضين وممرضات ومُسجلى بيانات، فى أداء دورهم على أكمل وجه». 

واعتبرت أن هؤلاء الممرضين والممرضات ومدخلى البيانات «هم الأبطال الحقيقيون الذين يجوبون القرى والنجوع، فى طقس سيئ وشوارع غارقة فى الوحل نتيجة تراكمات مياه الأمطار، لكنهم يؤدون مهمتهم بكفاءة عالية، إيمانًا منهم بأهمية الرسالة التى يضطلعون بها». 

وعن الصعوبات التى تواجه أعضاء الفرق الطبية فى حملات تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، أو توزيع لقاحات «كورونا» هذا العام، قالت: «عدم استجابة بعض الأهالى للحملة، ورفضهم فتح الأبواب، بسبب ظروف الطقس الصعبة، خاصة فى فترات الصباح الباكر، إضافة إلى عدم ثقة البعض فى أعضاء الحملة». 

وأضافت: «على الجانب الآخر هناك أيضًا الكثير من الأهالى المتعاونين مع الحملة وأعضائها، يرحبون بهم ويسهلون مهمتهم، خاصة مع بذل أفراد الحملات قصارى جهدهم لجذب المواطنين والأطفال وتطعيمهم، من خلال توزيع هدايا عليهم، عبارة عن قطع شوكولاتة وحلوى».

واختتمت بالإشارة إلى‏ أن جهود الفرق الطبية تكللت بتحقيق مركز دكرنس نسبًا عالية لتطعيم الأطفال المستهدفين ضمن الحملة، وذلك بتطعيم ما يزيد على ٥٧ ألف طفل بنسبة ٩٧٪ من إجمالى المستهدف.