رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متحف فريد يستحق المشاهدة

لم أكن قد شاهدته من قبل إذ كانت مشاهدته مفاجأة لى مبهرة ومدهشة.. بدأ الموضوع معى بأن تلقيت مكالمة هاتفية من المجلس القومى للمرأة، الذى ترأسه القديرة د. مايا مرسى، فرع القاهرة وترأسه د. مها مروان، وذلك من عضو المجلس القومى للمرأة فرع القاهرة إيمان النشرتى بدعوتى للمشاركة فى احتفال المجلس فرع القاهرة باليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة، وذلك بتقديم كلمة بهذه المناسبة وتقديم رؤية نقدية للعمل الدرامى «زى القمر» ومناقشة جزءين منه، هما «أم العيال» الذى تقوم ببطولته الفنانة الجميلة رانيا فريد شوقى، والجزء الثانى هو «عقبال عوضك»، وتقوم ببطولته الفنانة خفيفة الدم مى كساب، وقامت بإنتاج المسلسل المنتجة مها سليم، أما الإخراج فقامت به شيرين عادل.. وأما المكان الذى ستقام فيه الفعالية فهو متحف القوات الجوية بمصر الجديدة.. والحقيقة أننى سعدت بأننى سأشارك فى فعالية تناقش موضوعًا على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لى شخصيًا وبالنسبة للمجتمع المصرى.. وكنت قد كتبت فيه العديد من المقالات على مدى سنوات، كان آخرها مقال لى بالدستور منذ بضعة أيام حول هذه القضية المهمة، وكان بعنوان ١٦ يومًا لا تكفى للقضاء على العنف.. وتناولت فيه رأيى بمنتهى الصراحة حول أنواع العنف وأخطاره وكيفية القضاء عليه وضرورة ذلك لحماية المرأة والبنت منه.. وهى قضية أرى أنها أساسية وعاجلة للمرأة المصرية والبنت المصرية، وهى قضية فى حاجة إلى جهود كبيرة وتعاون العديد من الجهات؛ من أجل ليس فقط التصدى لها وإنما للقضاء عليها تمامًا.. وحماية النساء والبنات من تبعاتها، وأخطارها والمشاكل الصحية والنفسية والجسدية التى تحدث لهن بسببها.

وفى الموعد المحدد توجهت إلى متحف القوات الجوية وبعد المرور على الإجراءات الأمنية وجدت بوابة ضخمة، وإذا بى أمام حدائق وارفة وشاسعة ومناظر خلابة لتنوع أنواع متعددة من الورود والزهور التى تصلح لتصويرها ضمن مشاهد فى فيلم سينمائى مصرى.. وما إن دخلنا بالسيارة حتى رأيت طائرات على الساحة الأرضية من على بعد بأشكال وأحجام مختلفة.. وبجوار كل طائرة توثيق لسنة وسبب استخدامها.. وعندما وصلنا إلى الصالة المخصصة لاستقبالنا كان فى استقبالنا اللواء مجدى دويدار، مدير متحف القوات الجوية، وكان الضيوف قد وصلوا إلى القاعة المخصصة للانتظار وهم المشاركون فى الندوة الثقافية، وهم الفنانة الجميلة- التى أكدت نضجها وتميزها رانيا فريد شوقى فى «أم العيال»- والفنانة خفيفة الدم مى كساب، والمنتجة المتميزة مها سليم، والمخرجة الشابة، والمتمكنة شيرين عادل، واللواء سمير عفيفى، وهو مقاتل متقاعد فى حرب أكتوبر، وبعض عضوات المجلس القومى للمرأة فرع القاهرة، ومنهن منسقة الندوة الثقافية إيمان النشرتى، والسيدة زينب تاكى، عضو المجلس فرع القاهرة، وبعض ممثلات العمل الأهلى، ومنهن السيدة حنان السلاب، والسيدة ماجدة الصباحى. 

بدأ برنامج الاحتفال بجولة رائعة لمشاهدة معرض مفتوح وكبير وعلى مساحة شاسعة يوثق لتاريخ الطائرات المقاتلة التى شاركت فى الحروب التى دافعت فيها مصر عن أرضها وشعبها، وذلك منذ بداية الأربعينيات حتى وقتنا الحاضر، فكانت توجد طائرات مقاتلة هليكوبتر وطائرات كبيرة ميج وطائرة رافال ضخمة.. كما رأيت طائرات مقاتلة مصرية الصنع ورأيت أيضًا تعدد مصادر استيراد الطائرات المقاتلة. 

وكانت تقوم بالشرح شابات على درجة كبيرة من الكفاءة والانضباط، مما أسعدنى أنا شخصيًا؛ لأننى وجدت شابات تمتلئ نبرات أصواتهن بالانتماء والزهو بتاريخ بلدنا وبقدرات رجال القوات الجوية الذين شاركوا فى الدفاع عن أرضنا المصرية الغالية.. كما رأيت الطائرات التى شاركت فى انتصارات حرب أكتوبر ٧٣ المجيدة.

إن هذه الجولة هى جولة فريدة فى مشاهدها التى تملأ رئتيك بالشعور بالفخر برجال الجيش المصرى البواسل وبما قدمته القوات الجوية فى الدفاع عن أرضنا وشعبنا.. ثم انتقلنا بعد ذلك بعد التقاط الصور التذكارية إلى القاعة الكبرى للندوات والتى توجد على جدرانها صور لجميع قادة القوات الجوية المصرية حتى الوقت الراهن.. وبدأت فعاليات الاحتفال بمشاهدة فيلم تسجيلى عن بطولات رجال القوات الجوية البواسل.. ثم بدأ الاحتفال بكلمة للواء مجدى دويدار، مدير المتحف المصرى، الذى أكد أهمية دور الأم باعتباره أساسيًا فى تنشئة الأبناء. ثم قدمت المتحدثين إعلامية شابة من أصحاب الهمم، وتحدث كل من الفنانة رانيا فريد شوقى عن دورها كبطلة فى العمل الدرامى «أم العيال»، والفنانة مى كساب عن دورها كبطلة فى «عقبال عوضك». والمنتجة مها سليم، التى كانت حريصة على أن تباشر العمل اليومى ليخرج فى أفضل صورة، والمخرجة شيرين عادل التى تحدثت عن جهدها فى إخراج العمل بصورة متميزة، وتحدث أيضًا اللواء المقاتل المتقاعد حاليًا سمير عفيفى عن أهمية دور الأم فى الأسرة، وألقت أيضًا د. ميادة عمر، نائبة المجلس لفرع القاهرة، كلمة حول جهود المجلس للتصدى للعنف ضد المرأة.. كما تحدثت أنا أيضًا فى كلمة أكدت فيها على تعدد أشكال العنف وأخطاره على المرأة والبنت وأهمية دور الإعلام والمدارس والجامعات والمجتمع المدنى فى التوعية من أجل التصدى للعنف ضد المرأة، وأهمية دور الأم والأب أيضًا فى تنشئة الأبناء على المساواة بينهم، وعدم تمييز الابن على البنت، وأكدت على ضرورة تعاون كل الجهات المعنية.. وأننا نعيش فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى الداعم الأول للمرأة المصرية، والذى خصص عامًا لها وهو دائمًا ما يطالب باحترامها.. وأننى أتمنى أن نأخذ المزيد من الخطوات من حيث تفعيل القوانين وتغليظها مع بدء الجمهورية الجديدة.. لأننا ما زلنا نرى أشكالًا عديدة للعنف ضد المرأة تمارس فى بلدنا، ومنها التحرش وختان الإناث والعنف المنزلى وزواج القاصرات والزواج القسرى، والحرمان من التعليم، والتمييز بين البنت والولد فى التربية.. وتشرفت بعد ذلك بأن قام اللواء مجدى دويدار، مدير المتحف، بتكريمى أنا وأسرة المسلسل، كما قام بتكريمى عن دورى كنصيرة للمرأة المجلس القومى للمرأة فرع القاهرة، حيث قدم لى درعًا أنيقة أنا وأسرة العمل الدرامى من خلال ممثلة المجلس ومنظمة الندوة إيمان النشرتى... واستمتعنا فى الختام بفقرة فنية لكورال أطفال وزارة الثقافة.. وهكذا اختتمت هذه الزيارة الرائعة التى ستظل دائمًا فى ذاكرتى؛ لأنها لواحد من المواقع الفريدة، الذى يستحق المشاهدة من كل المصريين، خاصة النشء والشباب.. فهو يظهر كفاءة وقدرات أبطال الجيش المصرى من القوات الجوية.. وفى تقديرى أن هذا المتحف الفريد من نوعه من الضرورى أن تخصص له فى المدارس والجامعات زيارات ورحلات؛ لأنه يستحق المشاهدة.. من جانب النشء والشباب.. ولأنه يطلق من خلال زيارته روح الانتماء والفخر بالجيش المصرى، ويظهر القدرات القتالية لرجاله الذين هم خير أجناد الأرض.. ومن الضرورى أن يسلط الإعلام الضوء عليه؛ لأنه يتضمن جزءًا آمنًا من تاريخ أبطال الجيش المصرى فى الدفاع عن أرضها وشعبها، وهو تاريخ يعتبر مصدرًا أساسيًا لاعتزازنا بمصريتنا دائمًا وإلى الأبد.