رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إصدار الطبعة الثانية من «ماوراء الخراب» لإبراهيم عبد المجيد

غلاف كتاب ماوراء
غلاف كتاب ماوراء الخراب

عن دار "معجم" للنشر والتوزيع صدرت الطبعة الثانية من كتاب "ماوراء الخراب" للكاتب الروائي  إبراهيم عبد المجيد ويقع في مائة وعشرون صفحة من القطع المتوسط ويستهله المؤلف بمقدمة هامة تغوص في أسباب الأزمات الإقتصادية والسياسية والتي تصب في نهر الحياتي ومن قبله المعيشي حتى الوصول لمعان عديدة من الخراب، والخراب هنا والذي يقصده المؤلف هو انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم أو الراعي والرعية، أو الأنا والآخر.

الطبعة الأولى من الكتاب صدرت في العام 2008 عن "دار الهلال" الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات نشرت في صحف ودوريات مصرية وعربية دولية على مدار خمسة عشر عاما يطرح فيها " الكاتب إبراهيم عبد المجيد العديد من الأسئلة المحورية الشائكة المرتبطة بأسئلة الدين والنهضة والهوية والآخر والتراث، وكيف كانت العلاقة معه سواء كان هذا الآخر مختلفًا معًا في الدين أو اللغة أو الهوية، مع تجذير خصوصية الآنا الطارحة للأسئلة وتحديدا في الوطن المصري والذي يرى المؤلف أن البحث في أسباب الخراب ومن كان ورائه مرتبط بعلاقتنا نحن كمصريين وعرب بمعان العلاقة مع النمط الحاكم وكذلك نمط المثقف بما له من أرضية شرعية مستمدة من علاقة ثقة وروابط حميمية ربطت بين الطرفين عبر أكثر من سبعة آلاف عام كان فيهم المواطن هو الضحية.

وكذلك الحاكم أو نوع الحكم، حيث أن كلاً من الطرفين يعمل ويتحرك ويصدر قراراته في عزلة عن المستقبل الحقيقي وهو المواطن الفرد الذي يعمل بحراك ذاتي تحركه فيه متطلباته وأطماعه الشخصية بل واهوائه وهذا هو الهم الأكبر الذي يؤدي، بل ويزيد في الغالب وعلى الدوام من الهوة . وعدم التواصل ما بين كل طرف وآخر.. يقول المؤلف في باب أولي يستعرض فيه :" سؤال الدين" أن خراب أي أمة يكون حين يبدأ فيها الناس إغفال الحقائق والبديهيات.

ويزداد هذا الخراب ويتأكد حين تكون هذه الحقائق والبديهيات واضحة متميزة إلى درجة لا تقبل النقاش، ثم يتم إغفالها أو القفز فوقها، والدخول بالمجتمع كله إلى حالة من الفوضى الفكرية يتساوى فيها العامة مع المفكرين، بحيث يبدو الأمر كأنك لا تقف على أرض، وليس خلفك تاريخ...كذلك يستعرض المؤلف كيف كان شكل التعامل في الماضي بين الراعي والرعية والمفكر المستنير ومستقبل رسائله من تلاميذه واتباعه ومريديه او حتى المختلفين معه في الفكر وكذلك المنهج او العقيدة وحتى الهوية والديانة، فلم يكن الخلاف في الماضي على صغائر الأمور بقدر ما كانت العلاقة تقوم على أسس من معان ونظريات النهوض بالأفكار بشكل عام دون صدام بين الهويات والأعراق.

ويستطرد الكاتب إبراهيم عبد المجيد ليوسع من معان ما تعرض له او تصدى له في كتابة بأن سبب الخراب في الماضي وبخصوص غالبية كافة الشعوب والحضارات، كان يأتي من التغيرات الطبيعية او الغزو الخارجي لشعب ما من قبل شعب آخر، ولكن الحاصل الآن هو أن الإنسان الحديث والمعاصر هو أو من يسهم بقوة في خراب وطنه وبلده فلم تعد الغزوات تأتينا من الخارج، ولكن من داخلنا ويسلوكنا وخطابنا وثقافتنا وغرورنا بل وجهل الغالبية منا هو ما يؤدي إلى خراب الأمم وإزالة شعوب بكاملها وخاصة وأن العالم صار مكشوفاً بعد الكثير والجنوني من تطور آليات الفتك والحرب ونسف الهويات وتغذية الفتن الدينية حتى فيما بين الطبقات الإجتماعية بل بين فرق ورؤوس الجماعة والطبقة الواحدة