دار الثقافة الجديدة تصدر «اكتمال الدائرة دراسة في ثلاثية صنع الله إبراهيم»

صدر حديثا عن دار الثقافة الجديدة لللنشر والتوزيع، كتاب نقدي جديد بعنوان "اكتمال الدائرة .. دراسة في ثلاثية صنع الله إبراهيم" (67، برلين 69، 1970)، من تأليف الباحث صدوق نور الدين، والذي يشير في مقدمته للدراسة إلي أن الغاية الأساس من هذا التأليف، الوقوف على تجربة الروائي صنع الله إبراهيم.

 وقد نالت التجربة حظوة نقدية عربية موسعة على أكثر من مستوى، من منطلق كونها مثلت نقلة في الكتابة والإبداع الروائيين، النقلة التي رسمت صورة مغايرة للصيغة الروائية، حيث روهن على التداخل بين الذاتي الواقعي، في تجريب وحرية إبداعية تتأسس على إنتاج المعنى المغاير، المعنى الذي يضمر التاريخي، السياسي والذاتي دون التركيز على موضوعة أو توجه مادام الهدف قول الحقيقة: حقيقة الواقع وحقيقة الأدب.

ويذهب مؤلف كتاب "اكتمال الدائرة"، صدوق نور الدين، إلى أن  الناقد محمود أمين العالم، كان قد أصدر دراسته الموسومة "ثلاثية الرفض والهزيمة"، حيث ركز بالتحليل والتطبيق على ثلاث روايات " تلك الرائحة" (1966)، "نجمة أغسطس" (1974)، و"اللجنة" (1982). إذ اللافت أن الاختيار وليد الرغبة في الوقوف على البداية الروائية كما الامتداد، بهدف تشكيل تصور شبه عام عن جزء من التجربة وليس الكل.

- ثلاثية الرفض والهزيمة من أوائل التجارب الدراسية التي أولت الأهمية لتجربة صنع الله إبراهيم

ويلفت "صدوق" إلي إن كتاب "ثلاثية الرفض والهزيمة"، يولي واسع الاهتمام للجانب الفني والجمالي المغيب - إذا جاز - في مداخلة ندوة "فاس" المعنونة بـ "التاريخ والدلالة في ثلاث روايات مصرية"، ومشيرا إلى أن "العالم" قال "..لم أكن استهدف القيام بدراسة نقدية تفصيلية لهذه الروايات الثلاث، بقدر ما كان يعنيني إبراز طبيعة العلاقة الجدلية بين الواقع والمتخيل، بين التاريخ والفن، وخاصة أن هذه الروايات تكاد تصدر في إطار - بل تعبر بالفن عن - واقع واحد تقريبا، أو مرحلة تاريخية متقاربة في تناقضاتها وإشكالاتها، وتكاد تتشابه، رغم الاختلاف، أو تختلف، رغم التشابه، مناهجها الفنية التعبيرية، ومضامينها وقيمها الدلالية."

ويمكن اعتبار كتاب "ثلاثية الرفض والهزيمة"، من أوائل التجارب الدراسية التي أولت الأهمية لتجربة "صنع الله إبراهيم" الروائية، دون الغفل عما جاء به الناقد السوري "بطرس الحلاق" بخصوص رواية "نجمة أغسطس"، إلى ما أورده لاحقا كل من "محمد برادة"، "أحمد اليابوري"، "فيصل دراج" و"جابر عصفور" في مؤلفه "الكتابة بالمقاومة"، حيث رصد بالمتابعة والدرس والتحليل مجمل المواقف المعبر عنها غداة صدور رواية "تلك الرائحة" وما جسدته من إبدال روائي مغاير ضدا على المتداول من أشكال في التعبير تقليدية.

ويشدد "صدوق" على أن ما أسعى إلى ترسيخه في هذا الكتاب، الوقوف على تجربة "صنع الله إبراهيم" مجددا، من منطلق توسعة الاهتمام، خاصة وأن التجارب الروائية التي جيء على إصدارها مما أعده ثلاثية تستحق الدرس والتحليل، بل تقتضي إعادة النظر في تشكل توسعة للبدايات الأولى التي حالت ظروف دون نشرها وتداولها في الآن ذاته. وأقصد بالضبط الروايات التالية: "67"، "برلين 69" و" 1970".

والملاحظ أنها تحمل أرقاما كعناوين، وهو الاختيار ذاته الذي نزع إليه الروائي الراحل "جميل عطية إبراهيم" في "1952"، "أوراق 1954" و"1981" وعالميا يحق ذكر "1984" لـ "جورج أورويل" 1934" لـ "ألبرتو مورافيا".