رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مينا ناجى: ترجمتى لكتاب «ضد الابتزاز» تأتى من ضرورة وجوده بالعربيّة

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدرت حديثا عن دار المرايا للثقافة والفنون، النسخة العربية لكتاب “ضد الابتزاز المزدوج.. اللاجئون والإرهاب ومشاكل أخرى”، من تأليف لمفكر الناقد السلوفيني سلافوي جيجك، ومن ترجمة الكاتب مينا ناجي، ويضم الكتاب مقالات فكريّة - سياسيّة للفيلسوف سلافوي جيجك عن أزمة اللاجئين والإرهاب.

و"مينا ناجي"، كاتب ومترجم مصري، من مواليد عام 1987. يعمل بمجال الصحافة الثقافيّة والترجمة.

نشر مينا 6 كتب أدبيّة تتنوَّع بين الرواية والشِعر والسرد والقصّة أحدثها كتابه السردي "33: عن الفَقد والرُهاب" الصادر عام 2021 عن دار المرايا للثقافة والفنون، وروايته الثانية "مَدينةُ الشَمْس" عام 2020 عن دار العين للنشر.

كما صدر لمينا ناجي أعمال: "سِحرٌ حقيقيٌ" ديوان شعري عن دار العين للنشر 2011 "الجندبُ يَلهو حُرًا في شوارع القاهرة" مجموعة قصصية 2013 عن دار كلمة للنشر ــ "أسبُوع الآلام" شعر نشر إلكتروني  رواية "بلا أجْنحَة" 2016 عن دار روافد للنشر ــ رواية"مَدينةُ الشَمْس" 2020 عن دار العين للنشر.

ــ من هو سلافوي جيجك
سلافوي جيجك  (21 مارس 1949)، هو فيلسوف وناقد ثقافي سلوفيني، عمل أستاذًا زائرًا في جامعات شيكاغو، كولومبيا، برينستون، نيويورك، مينيسوتا، كاليفورنيا، ميشيجان وغيرها من الجامعات، ويشغل حاليًا منصب المدير الدولي لمعهد بيركبك للعلوم الإنسانية في كلية بيركبيك - جامعة لندن، ورئيس لجمعية التحليل النفسي النظرية في ليوبليانا، وكتب حول العديد من المواضيع كالرأسمالية، الأيديولوجية، الأصولية، العنصرية، التسامح، التعددية الثقافية، حقوق الإنسان، البيئة، العولمة، حرب العراق، الثورة، الطوباوية، الشمولية، ما بعد الحداثة، ثقافة البوب والأوبرا والسينما، واللاهوت السياسي، والدين.

ــ "ضد الابتزاز المزدوج" كتاب يعيد سؤال الديمقراطية

"في أوروبا الغربيّة اليوم، يبدو أن رد فعل كلٍّ من السُلطات والرأي العام على تدفق اللاجئين من إفريقيا والشرق الأوسط يحتوي على خليط مماثل من ردود الأفعال اليائسة. هنالك ــ بشكل يختفي تدريجيًا ــ الإنكار: "الأمر ليس بهذه الخطورة، دعنا فقط نتجاهله." هنالك الغضب: "اللاجئون يشكلون تهديدًا لطريقة حياتنا – وبجانب ذلك، يختبئ الإسلاميون المُتطرفون بينهم. لا بد من إيقافهم بأي ثمن!".  

هنالك المساومة: "حسنًا، دعنا نؤسِّس لهم حِصَص دعم وندعِّم معسكرات اللاجئين في بلادهم". هنالك الاكتئاب: ‘لقد خسرنا، أوروبا تتحول إلى أوروبستان! ’ ما ينقص تمامًا هذه الردود، مع ذلك، هو آخر مراحل كوبلر-روس: القبول، الذي، في هذه الحالة، يعني خطة مُتسقة بعرض أوروبا تؤسس لكيفيَّة التعامل مع مسألة اللاجئين."

يُبرز المفكر السلوفيني سلافوي جيجك دوره الفلسفيَّ والاجتماعيَّ والسياسيَّ بروح الرفاقيَّة والتضامن والمساواة، من خلال مقالات هذا الكتاب عن أزمة اللاجئين في أوروبا، كما يُعلي من ضرورة التفكير، العمليِّ والنظريِّ، من خلال إعادة طرحه لسؤال الديمقراطية والحريات الاجتماعية وحقوق الإنسان والمشكلات الاقتصادية، والعنصرية والأقليات.

ــ شجاعة "سلافوي جيجك" الكبيرة في قول ما ينبغي قوله
وكشف الكاتب المترجم مينا ناجي لــ"الدستور" طبيعة كتاب "ضد الابتزاز المزدوج"، مشيرا إلى أن "ما يلفِت في تلك المجموعة من المقالات هو شجاعة "جيجك" الكبيرة في قول ما ينبغي قوله رغم ما يجلبه من مشاعر السخط والغضب عليه، سواء من اليسار الأوروبي والأمريكي الليبرالي لكسره المستمر لمحظورات يترنم بها جَوقة ذات مصالح أو مُنصاعة (وهو ما حدث فعلاً بالسنوات الأخيرة الماضيّة من تضييقات عليه في الكتابة بالصحف البارزة وإلقاء المحاضرات في الجامعات الكُبرى التي يسيطر عليها هذا التيار)، أو من يمين شعبوي مُتطرِّف صعد مرّة أخرى على الساحة بشكل عنيف نتيجة لتوجُّه الفريق الأول، باعتباره شيوعي مخبول آخر".

وتابع "مينا" موضحا: يتحدى "جيجك" كلا التيارين، بصفته واحدًا من صف اليسارين المخضرمين النقديين المعاصرين؛ جنبًا إلى جنب مع الفرنسي آلان باديو والإنجليزي تيري إيجلتون والأمريكي فريدريك جيمسون، إلخ.. على اختلافاتهم، في نقدهم الحاد لما بعد الحداثة، التي تحولت إلى دوجما شعبيّة مهيمنة يحمل لواءها يسار أجوف، ينبطح للابتزاز الهُوياتي، وينظر أسفل قدمه أثناء بحثه بالمُلقاط في قضايا فرعيّة على وسيلة للخروج من الورطة التي تشمل الجميع، متغاضيًا ومتجنبًا ما هو جذري وحاسم، ليقدم، نتيجة ذلك، دعمًا إيديولوجيًا وسياسيًا إلى الإسلام السياسي، وبالتالي الإرهاب العالمي والحروب الأهليّة وانهيار الدول بالمنطقة. أو نقدهم العنيف لإيديولوجيا اليمين التسطيحيّة والمُختزِلة وتبنيها للتدخلات الاستعماريّة الجديدة، بسبب المطامع الاقتصاديّة والسياسيّة، عن طريق حروب الوكالة والحروب المباشرة والدعم الفج للطغيان الإسرائيلي، بجانب تبنيها للعنصريّة والتمييز الجنسي ومعاداة الأجانب واللاجئين وتعزيز التفاوت الطبقي وتهميش الأغلبيّة.

ويشدد "مينا" على: رغم هذا، فتأثير جيجك صار أكبر وأوسع على أجيال جديدة من المفكرين والشباب من مختلف أنحاء العالم، لدرجة عمل مجموعات ساخرة وتداول نكات و"كوميكس" على لاكان وهيجل وماركس بفضله، بما تتضمنه أحاديثه وكتاباته من تكرار ومُبالغة واستعراض، بل حيرة وتناقض.

وترجمتي لهذا الكتاب الشجاع له تأتي من ضرورة وجوده بالعربيّة، ففيه يتناول فيلسوف مُعاصر مُهم ومؤثر ظواهر كبرى حدثت العقد الأخير في منطقتنا وتخصنا بالأساس، من وجهة نظر يساريّة مُتزِنة وعميقة ترى مشاكلنا وأزماتنا في سياق عالمي أوسع هو الرأسماليّة العالميّة الحاليّة.
 

مينا ناجى
مينا ناجى