رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من خلال تشويه سمعتها وترهيبها..

«فويس أوف امريكا»: الحكومة الإثيوبية تقمع الإعلام لفضحه جرائمها فى تيجراى

اثيوبيا
اثيوبيا

أدانت إذاعة صوت أمريكا "فويس أوف أمريكا" محاولات الحكومة الإثيوبية قمع الإعلام وتقويض حرية الصحافة التي تغطي الصراع في تيجراي من خلال تشويه سمعتها وترهيبها، مشيرا إلى أن السلطات تسعى لاستغلال حالة الطوارئ المفروضة حديثا لاعتقال الصحفيين ونشطاء الجماعات الحقوقية التي تنتقد ممارسات الحكومة في النزاع القائم في البلاد منذ اكثر من عام.

وأوضحت، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن الحكومة الإثيوبية عمدت خلال الفترة الأخيرة إلى  فرض الرقابة على وسائل الإعلام  وسائل الإعلام المحلية والتضييق على وسائل الإعلام الدولية وإلغاء تراخيص عملها في البلاد بسبب تغطيتها للصراع في تيجراي، ومؤخرا حذرت أربع شبكات إعلامية هى هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" و"سى إن إن" الأمريكية ووكالة "رويترز" للأنباء ووكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، من سحب تراخيصها بسبب تغطيتها للحرب الأهلية التى تتسع دائرتها هناك. 

وأضافت: "التحذير هو أحدث مثال ، كما يقول المراقبون ، على الجهود الإثيوبية لتشويه سمعة أو ترهيب كل من يقوم بتغطية الصراع، حيث اتهمت الحكومة مرارًا وسائل الإعلام الأجنبية بالتعاطف مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أو دعمها في تغطيتها للحرب". 

ممارسات قمعية واعتقالات تعسفية 

وتابعت إنه بجانب هذه التضييقات والممارسات القمعية ضد المؤسسات الإعلامية والتهديدات بالغلق ووقف التراخيص، شنت الحكومة الإثيوبية، بالتوازي، حملات اعتقالات تعسفية ضد الصحفيين والإعلاميين لاسباب مرتبطة بالتغطية الإعلامية للممارسات الحكومية والصراع في تيجراي.

وأشارت إلى أن تلك الحملات جاءت بهدف قمع وإسكات كل الأصوات التي تدين ممارسات النظام في الإقليم الذي مزقه الحرب ضمن سياسة متعمدة تهدف إلى تثبيط المعلومات المستقلة عن الحرب، وطمس التقارير التي لا تتناسب مع روايتها.

ولفتت إلى أنه منذ منذ اندلاع الحرب في نوفمبر 2020، تم اعتقال أكثر من عشرة صحفيين محليين فيما تم طرد صحفي أجنبي واحد على الأقل، وفي أكتوبر أمرت الحكومة محطة إذاعية وتلفزيونية محلية أهادو (Ahadu RTV)  بوقف مشاركة وإذاعة  التقارير الإخبارية الأجنبية كما تم اعتقال اثنين من مراسلي المحطة بتهمة نشر معلومات كاذبة، هذا فضلا عن طرد المراسلين أو المبعوثين الأجانب على خلفية تغطيتهم الحرب في تيجراي. 

ونقل التقرير عن يولاندا لوبيز، منصب مدير المركز الإخباري لـفويس أوف امريكا، في بيان في ذلك الوقت، قولها إن "الأمر يقيد التدفق الحر للمعلومات إلى مواطني إثيوبيا ويقوض حرية الصحافة".

جرائم تحدث في الظلام

من جهتها، قالت فيليسيا أنطونيو، الناشطة في حملة #KeepItOn بمنظمة Access Now لـ"فويس أوف امريكا": " إن الفظائع في إثيوبيا تحدث في الظلام لأنه لا يمكن لأحد توثيقها".

وأضافت "الصحفيون والمدافعون عن حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني يعتمدون على الإنترنت والمنصات الرقمية لرصد وتوثيق النزاعات وتوفير الموارد أثناء الأزمات الصحية والإنسانية".

وتابعت "هذا يجعل الأمر صعبًا بشكل متزايد ، إن لم يكن مستحيلًا ، إذا كنت سأقول ، على الصحفيين والنشطاء تأكيد روايات هذه الانتهاكات التي تأتي من المناطق المتضررة في إثيوبيا".

فيما نقلت "فويس أوف امريكا عن موثوكي مومو ، ممثل لجنة حماية الصحفيين في جنوب أفريقيا، قوله "يجب أن أقول إن ما يحدث هنا ليس مفاجئًا تمامًا ، بالنظر إلى تجربة العام الماضي"، مشيرا إلى أن الاعتقالات الأخيرة للصحفيين عكست اتجاهاً شوهد منذ بدء القتال في إثيوبيا من قبل النظام المركزي في أديس أبابا تجاه الجماعات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية المستقلة. 

ونوهت إلى أن لجنة حماية الصحفيين انتقدت مؤخرا حالة الطوارئ المفروضة حديثا في البلاد،  واعتبرتها إنها قد تسمح لحكومة إثيوبيا بـ"إسكات الصحافة والجدل العام حول الحرب، بالنظر إلى الاعتقالات والانتهاكات التي شهدناها خلال العام الماضي ، مع الأخذ في الاعتبار أن الدولة قد أظهرت نفسها على أنها حريصة تمامًا على السيطرة على رواية هذه الحرب ومستعدة تمامًا لاتخاذ خطوات متطرفة للسيطرة تلك الرواية ".