رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وقعت يا حرامى».. قصة ليلة قضاها عمر الشريف فى قسم الشرطة

عمر الشريف
عمر الشريف

روى النجم عمر الشريف، لمجلة الموعد، موقفًا طريفًا حدث له اثناء تصوير أحد الأفلام، يقول: "كان أحد أدواري على الشاشة يقتضي أن أرتدي ملابس أحد الحمالين في ميناء الإسكندرية، وفي الميناء تدور قصة حب، وتثور بيني وبين منافس لي معارك حامية لأننا نحب فتاة واحدة، ونتشاجر فتتمزق ملابسنا، وبعد ذلك نعود لعملنا فنحمل الأمتعة ونأخذ تمامًا شكل ثياب الحمالين".

وأكمل الشريف:" كنت أذهب إلى الميناء كل صباح بسيارتي، وأنصرف إلى عملي حتى تميل الشمس للغروب فأعود بها وأنا في نفس الثياب - ثياب الحمالين- لأن الميناء ليس فيه أماكن لتبديل الملابس، وحدث ذات يوم أن قلت لفاتن إنني سأعود إليها مبكرًا لنذهب إلى مكان شاعري جميل، واتصلت بها تليفونيًا قبل أن أغادر الميناء لأخبرها بالاستعداد لأنني في الطريق إليها، وبينما أسير بالسيارة في أحد أحياء الإسكندرية - حي اللبان- اعترض سبيلي عسكري المرور ونظر إلى ملابسي على طريقة من يضع يده على سر خطير، ثم قال:" ضبطتك يا حرامي، هو أنت اللي بتسرق العربيات ومدوخ البوليس عليك".

وواصل عمر الشريف:" قلت لعسكري المرور في دهشة: حرامي إيه يا عم، دي عربيتي"، فقاطعني:" وكمان بتقول عربيتك يا لص، يا خارج على القانون، يا شيخ المنصر"، فقلت:" والله يا شاويش دي عربيتي"، وظل الشاويش يقول:" حايلني وقول يا شاويش، أنت يعني مش عارف العسكري من الشاويش"، وهنا قلت له:" أنا عمر الشريف يا شاويش"، لكن العسكري ضحك وهو يقول:" أيوة كل بعقلي حلاوة فهمني إن الشيالين كمان يبقوا ممثلين".

وقال: "لم تكن رخصتي معي لأنني تركتها في جيب سترتي في الفندق، وهنا حسم العسكري أمره وهو يقول: أنت حرامي، على القسم من فضلك متضيعش وقت الحكومة".

ويواصل: "كان جمهور من الناس قد التف حولنا ولمحت الشر في أعين بعضهم ولم أجد بدًا من الذهاب للقسم وهناك أستطيع الاتصال بفاتن في الفندق لتحضر لي الرخصة وأثبت للعسكري أنني لست اللص الذي يبحث عنه، ووصلنا قسم البوليس وطلبت أن أقابل الضابط فقال لي العسكري: "شوف يا بجح كمان عاوز تقابل الضابط، مش خايف يعني؟"، فقلت له:" طيب اديني التليفون اتكلم أجيب لك الرخصة"، ولكن العسكري قال:"أنت تقعد هنا زي أي حاجة محطوطة لحد ما يرجع حضرة الضابط".

وتابع عمر الشريف:" كان يجلس على مقعد أمامنا شاويش على ذراعيه أشرطة حمراء وكان يكتب ولا يرفع رأسه عن الورق إلا لينظر لي نظرة احتقار ثم يقول وهو لا ينقطع عن الكتابة: والله وقعت يا حرامي".

وتابع:"أدركني الغيظ ولم يكن في استطاعتي فعل شىء، ورحت أنتظر عودة الضابط لأنه سيعرفني حتمًا ويصحح الأوضاع، وظللت واقفًا فقد كنت مخيرًا بين أن أقف أو أن أجلس على الأرض وكان كل عسكري يدخل ينظر إلي شذرًا وهو يقول:" ده إحنا هنعشيك الليلة".

يكمل الشريف: "عرفت من أحاديثهم العابرة أن الضابط خرج ليعاين حادث وقع وأنه قد لا يعود على الإطلاق وإنما يجىء في العاشرة ليلًا ضابط آخر ليتولى نوبة الليل، ونظرت للساعة فوجدتها السابعة وفتحت فمي لأتكلم فلم أجد من يعيرني انتباهًا، ورحت أتصور ماذا ستفعل فاتن حين تنتظر عودتي فلا أعود، ستتصل بالمخرج وبزملائي فتعلم أنني خرجت فتبحث عني في المستشفيات وأقسام البوليس، وكثرت الأفكار برأسي واقترحت على العسكري أن يذهب بي إلى المحافظة لكنه قال: القانون ميسمحش يا فندم لازم تستنى الضابط".

يواصل: "وفي العاشرة تمامًا جاء الضابط ونظر لوجهي وقبل أن أتحدث قال: عمر الشريف يا أهلًا وسهلًا"، وصعق العسكري والشاويش، وشرحت للضابط كل شىء، فعتب على العساكر أنهم لم يمكنوني من الاتصال التليفوني لأثبت لهم شخصيتي، وقدم لي اعتذاره لما حدث وكان ما فعلته أن اتصلت بفاتن لأقول لها أنني حي أرزق.