رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس الأورومتوسطي: الإسلام دين موافق للفطرة البشرية الطبيعية

منير القادري
منير القادري

قال د. منير القادري، رئيس المركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام، الاثنين، إن الدين الإسلامى دين مُوافقٍ للفطرة البشرية الطبيعية، يُراعي حاجاتِ الروحِ ومَطالبَ الجسد، ويُوازن بين العمل للدنيا والعمل للآخرة، وأنه يُهذِّب غرائزَ الإنسان ونوازعَه، ولا يكْبِتها أو يلغيها، وأنه يوطنها على حب الخير والتحلي بمكارم الاخلاق، مستدلا بمجموعة من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية منها قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لربِّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ".

في السياق، أورد القادري أقوالا لمجموعة من المفكرين والمختصين، منها مقولة الكاتبة الألمانية والباحثة في قضايا السلام النفسي لويس هيلر "كما تكون أنت بالداخل تكون بالخارج.. وكما تكون أنت في الأرض تكون في السماء.

 جاء ذلك خلال مشاركته فى فعاليات ليلة الوصال الصوفية رقم 78التى تنظمها مشيخة الطريقة البودشيشية بالشراكة مع مؤسسة الملتقى".

وأوضح أن من أهم المقاييس الأساسية لتقويم أي مجتمع، هو تشخيص حالة العلاقات الداخلية فيه، معتبرا أن سلامتها علامة على صحة المجتمع وإمكانية نهوضه، وأن خلاف ذلك دلالة سوء وتخلف.

أضاف رئيس المركز الأورومتوسطي أن تحقُّق السلم الاجتماعي عامل أساسي لتوفير الأمن والاستقرار في المجتمع، وأنه إذا ما فُقدت حالةُ السلم والوئام الداخليين أو ضعفت، فإن النتيجة الطبيعية لذلك هي تدهور الأمن وزعزعة الاستقرار، وتابع أنه في ظل هذا الوضع لا تستحيل فقط التنمية والتقدم، بل يصعب الحفاظ على القدر الموجود والقائم من المكتسبات، فيتداعى بناء المجتمع، وينهار كيان الوطن، وتضيع مصالح الدين والأمة، مذكرا بقول ابن خلدون: "القلوب اذا تداعت إلى اهواء الباطل والميل إلى الدنيا، حصل وفشى الخلاف، وإذا انصرفت إلى الحق ورفضت الدنيا والباطل وأقبلت على الله، اتحدت وجهتها، فذهب التنافس وقل الخلاف،  وحسن التعاون والتعاضد، واتسع نطاق الكلمة لذلك وعظمت الدولة".

ولفت إلى أن المجتمعات المعاصرة في حاجة الى القيم الأخلاقية التي تعيد إليها توازنها الروحي، وتحقق لها استقرارها النفسي، وأن هذه القيم الأخلاقية يحملها التصوف مقام الإحسان، من خلال حضارة روحية أخلاقية إحسانية، ستعيد للانسانية توازنها بين مطالب الجسد المادية من حقوق وواجبات، وبين مطالبه الفكرية والعقلية من حب للعلم والإطلاع والاكتشاف ومطالبه الروحية من عبادة لله وتزكية للأخلاق، موردا مقولة لصالح بن طاهر مشوش في كتابه علم العمران الخلدوني.

أكد أهمية البناء الروحي و النفسي للإنسان في سد الفجوة بين الواقع الفعلي المعاش والغاية المنشودة في عمران الأرض، وأن ذلك لا يتأتى إلا من خلال تربية الأفراد على القيم الأخلاقية، تربية كفيلة بوقايتهم من الأزمات الحضارية التي تعاني منها الإنسانية وقادرة على تحقيق الأمن الروحي الذي يمكّن من تبديد وتلاشي الصراع الحضاري المفتعل وكَفيلة بتصحيح الاختلالات وتحقيق التوازن النفسي والتكامل العقلي والقلبي والتوافق المادي والروحي وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة المنشودة.

واختتم مداخلته بالتأكيد على أن الاستثمار في العامل البشري والرأسمال اللامادي الوطني وما يمثله ذلك من مقومات لإنجاح الرهان التنموي وتطوير قدرات الأفراد والجماعات، برهان ودليل على ما يصبو إليه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من تحقيق الرخاء الاقتصادي لشعبه الوفي، والتأسيس لنهضة شاملة تعم بخيرها القطر كله.