رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: عودة الحوار الاستراتيجى بين مصر وأمريكا يؤكد الارتقاء بمستوى التعاون

السيسي وبايدن
السيسي وبايدن

رحب خبراء ومحللون بانعقاد الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي بعد توقف دام لست سنوات، مؤكدين أنه يعكس رغبة أكيدة لدى البلدين في زيادة آفاق التعاون وتحقيق التفاهم المشترك في القضايا المطروحة، كما أكدوا أن التغير في الموقف الأمريكي بعدما كانوا يدعو الجميع للجلوس لمائدة التفاوض تبنى الجانب الأمريكي الموقف المصري وأكد دعمهم للأمن المائي المصري؛ مما يبشر بقرب انفراجة في أزمة سد النهضة.
قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن هناك دلالة كبرى على عودة انعقاد الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي، فهذا الحوار يؤكد رغبة لدى البلدين في الارتقاء بمستوى التفاهم والتعاون فيما بينهم والقضاء على التذبذب في العلاقات بينهما فمصر دولة محورية في المنطقة ومن المهم لدى الولايات المتحدة أن يكون هناك تفاهمًا فيما بينهما لخدمة البلدين والمنطقة، كما أن انعقاد الحوار الاستراتيجي يعطي انطباع على ردود فعل الجانبين حول القضايا المختلفة كما يؤدي إلى ثبات وتسهيل العلاقات المشتركة .

وأوضح وزير الخارجية الأسبق في تصريحات لـ"الدستور"، أن  تبني الولايات المتحدة الأمريكية وجهة النظر المصرية فيما يتعلق بقضية سد النهضة ودعم الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن المائي المصري، يعكس أن مصر كانت تقدم منذ البداية وجهة نظر تقوم على أسس رصينة لها وجاهتها فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وبالتالي اقتنعت الولايات المتحدة بالموقف المصري وأكدت دعمه نتيجة لأن الموقف المصري له قدر من المصداقية، كما أنه أصبح واضحًا لكل دول العالم التعنت والمماطلة الاثيوبية في التفاوض أو التوصل لاتفاق ملزم، لافتًا إلى أن الأمم المتحدة كذلك حذرت من مغبة وقوع حرب أهلية بإثيوبيا نتيجة للصراعات على إقليم التيجراي، وهددت أمريكا سابقًا بتوقيع عقوبات بحق اإثيوبيا.

وتوقع العرابي، ألا يكون هناك مجال للجلوس على مائدة التفاوض بين مصر وإثيوبيا والسودان فأثيوبيا والسودان لديها مشاكل داخلية ضخمة، كما لم يقدم الاتحاد الافريقي أي بادرة لحل الأزمة بين البلدان الثلاثة مما يستوجب على المجتمع الدولي الحشد للتوصل لحل يجنب القارة الصراع على المياه، مؤكدًا أن الدعم الأمريكي للموقف المصري سيقود نحو حل القضية.
وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر وضعت خارطة طريق واضحة في ليبيا تم تبنيها عالميًا، كما أن الموقف المصري في وقف العنف في قطاع غزة واضحًا للجميع ووجود تعاون مصري أمريكي يدعم حل القضايا الملحة بالمنطقة.

ورأى العرابي، أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بنهج جديد وهو تقليص التواجد العسكري وزيادة نفوذها الاقتصادي لحماية مصالحها، كما أن الخارجية الأمريكية أكدت أنها عازمة على توسيع قاعدة الاستثمارات الأمريكية بمصر وهو أمر إيجابي ومهم

أكد العميد خالد عكاشة، الخبير الاستراتيجي، أن عودة الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي مرة ثانية بعد انقطاع دام لست سنوات يعكس أن العلاقات بين البلدين عادت لطبيعتها، وهو أمر إيجابي ومبشر يؤكد أن التعاون المشترك بين البلدين سيتم توسيع قاعدته  وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على منطقة الشرق الأوسط ككل، فتبني الولايات المتحدة الأمريكية نفس الموقف المصري فيما يتعلق بقضية سد النهضة يؤكد ذلك فوزير الخارجية الأمريكي أكد دعم بلاده ورئيسه للأمن المائي المصري وأنه يجب أن يكون هناك اتفاق ملزم على عكس ما كانت تدعو الولايات المتحدة سابقًا بجلوس جميع الأطراف على مائدة التفاوض، كما وعد وزير الخارجية الأمريكي ببذل كل الجهود الممكنة لتوقيع اتفاق ملزم.

وأشار عكاشة في تصريحات لـ"الدستور" إلى أن التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية سيشهد آفاقًا جديدة، بعد هذا الحوار والتفاهم المشترك بين الجانبين في كل ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.

من جانبه رحب السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التي نقل فيها دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن المائي المصري، مما يؤكد أن الأيام القادمة ستشهد تطورات ايجابية فيما يتعلق بملف سد النهضة بعد الدعم الأمريكي للموقف المصري، مشددًا على أن عودة انعقاد الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي أمر مهم يعكس رغبة الدولتين في تعزيز العلاقات الثنائية وترسيخها والاتفاق على وجهات النظر في الملفات المطروحة على الساحة، كما سينعكس ذلك على مصالح البلدين .