«الدستور» داخل معهد إعداد القادة بحلوان: المستقبل يبدأ من هنا (صور)

هُنا يجتمعون أغرابًا من كل صوب، ليصنعوا معًا مستقبلًا لمصر.. مساحة واسعة وجدران كغيرها، لكن ما يدور داخلها يبدو مختلفًا عن أي بناية تُشبهها، الجميع يعمل من أجل أن يخلق واقعًا أفضل للأجيال القادمة، أنشطة ودورات ومهارات تتغير للأفضل، ومواهب كامنة في أجساد وعقول أصحابها؛ تخرج من هُنا.. كانت فقط تنتظر الفرصة من أجل اكتشافها، وحان الأوان هُنا في معهد إعداد القادة بحلوان الذي يتبع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

جغرافيا المكان في جنوب العاصمة ومبناه الموجود في أطراف المدينة، يجعله بعيدًا عن مرأى الناظرين، لكن أشياءً مهمة تجري في هذه البقعة من الأرض، لتجعله واحدًا «من الصروح العريقة في مصر، والذي يمتد تاريخه  لأكثر من 100 عام، حيث أٌسس في العام 1919، وكان عبارة عن معسكر للإنجليز، قبل أن يتحول إلى مُعسكر دائم للكشافة، ثم يُحوّله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى قادة الحزب الاشتراكي، وانضم بعدها إلى وزارة التعليم العالي، ليدخل ضمن وحدات الوزارة الأساسية التي تقوم بدور أساسي داخل الجمهورية».. يقول عنه الدكتور كريم همام، مدير المعهد، الذي تحدث لـ«الدستور» عن الصرح التعليمي العملاق جنوب القاهرة، والذي يأتي له أبناء الجامعات من كل أنحاء الجمهورية، في أفواج تمكث هنا لأيام، ثم يعودون بعدها بخبرات أخرى، وأحلام وأهداف مختلفة.

45 فدانا أو أكثر؛ هي مساحة المعهد الذي يضم الكثير من المقدرات الداخلية، وعدد كبير من ورش العمل، إضافة إلى فندق يسع نحو 470 طالب وطالبة، من الأفواج التي تأتي إليهم، والمعهد الروماني ويسع 600 طالب وطالبة، وهو المسرح الكبير الخاص بالاحتفالات، إضافة إلى الملاعب الرياضية.

يُخبرنا الدكتور كريم همام، أن دور المعهد يكمن في تدريب كافة الكوادر الطلابية وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، والموظفين ومديرين عموم رعاية الشباب في كافة الجامعات المصرية ومعاهد الجمهورية، الخاصة والحكومية.. «الدور الأساسي للمعهد هو تنمية المهارات المختلفة للطالب المصري، وبدأنا في الفترة الأخيرة تطوير برامج المعهد بما يتواءم مع مُتطلبات العصر الحديث، وخصوصًا مع الثورات الموجودة من بينها الثورة الصناعية، سواء الأولى أو الثانية أو الثالثة والرابعة.. والآن نُجهز أنفسنا للثورة الصناعية الخامسة، ومتطلباتها الكثيرة، سواء على المستوى التكنولوجي أو المهاري التي يجب اكتسابها» ـ يقول مُدير المعهد.

«حينما نتخرج من الجامعة، تكون هناك بعض المهارات التي يجب أن نكتسبها، سواء المهارات الخاصة بالتعامل مع الآخرين، الخاصة بالتواصل ولغة الجسد، والمهارات الأخرى الكثيرة التي يجب أن يمتلكها الطالب ليدخل سوق العمل بصورة سليمة، أو المهارات التخصصية وهي المهارات الخاصة ببرامج معينة، أو الكليات الخاصة ببرامج معينة».. يقول مدير الدكتور «همام» مضيفًا: على سبيل المثال الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي والإنترنت،  أتحدث هنا عن النواحي التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، ويختلف الأمر حينما أتحدث عن كليات التجارة؛ سأجد بعض النواحي العملية التي تختلف عن الجزء النظري، وهنا يجب أن يكون لدي (المعهد) نماذج لمحاكاة الجهاز المصرفي والبنك المركزي، وهذه من الأفواج التخصصية التي سنقوم بها هذا العام، وعلى هذا الأساس تم وضع 4 برامج أساسية ورئيسية.

تبدأ برامج المعهد، كما يؤكد لنا مديره، ببرنامج خاص بالبرامج العامة لإعداد القائد العام في المهارات المختلفة، والبرامج المتخصصة للقادة وهي الخاصة بكل مناحي التخصصات المختلفة داخل الجامعات الحكومية أو الأهلية أو التكنولوجية أو الخاصة، والمعاهد، وثالثها البرامج الخاصة بدور مصر الريادي في قارة إفريقيا أو على المستوى العربي، ولدينا الآن ـ حسبما يقول ـ اتفاقية مع اتحاد الجامعات العربية، تشمل التبادل الطلابي والدراسي، وعمل مؤتمرات سواء داخل البلاد العربية خاصة الأردن التي يقع فيها اتحاد الجامعات العربية، أو في مصر، ولدينا بعض الأفواج الخاصة سواء الأفارقة أو العرب.

يُضيف الدكتور همام: البرنامج الرابع داخل معهد إعداد القادة بحلوان هو برنامج نماذج المحاكاة داخل الجامعات المصرية.. لدينا أهم ثلاثة الآن، الأول وهو الخاص بالجامعات الخاصة، موجود في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وهناك اتفاقية لإعداد مركز موجود هناك، والمركزين اللذان يعملان الآن، هو مركز إعداد القادة في جامعة قناة السويس، وقمنا بثمانية أفواج هناك، وفي جامعة بنها لدينا مركز، ونسعى حاليًا لعقد العديد من البروتوكولات مع الجهات الحكومية الهامة التي يحتاجها الطلاب لثقل مواهبهم ومهاراتهم وتنمية نواحي معلومات كثيرة يحتاجونها، لكن الأهم هو مشاركة الطلاب في الخطة الإستراتيجية للجمهورية 2030.

ويُتابع: دائمًا وأبدًا؛ أحب أن يكون هناك مسئولية لدى الطالب مُطّلع عليها، ويعمل في نفس الخط الذي تسير عليه الدولة، ولدينا نفس الفكر الاستراتيجي سواء خطة مصر 2030، أو خطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهو ما نركز عليه في الفترة القادمة.. وهناك مبادرة قادمة قوية للغاية يقوم بها المعهد، ويكون أساسها الطالب، ستجعلهم أكثر تحملًا للمسئولية، ويكونوا معنا في خطة النجاح سواء للدولة أو المعهد.. أركان النجاح تكون مكتملة حينما يوجد الطالب مع موظف الجامعة وعضو هيئة التدريس.. وقتها سنصل للهدف الذي نريده.. الأساس الذي يجمعنا هو إعداد جيل قادر على تحمل المسئولية والتعبير عن نفسه بشكل جيد، ويستطيع تحقيق هدفه والوصول له.. دائمًا وأبدًا اقتراحات الطلاب داخل الأفواج هنا بالمعهد ليست محل دراسة فقط، بل محل تنفيذ.

يوضح الدكتور همام: في الفترة الأخيرة كان هناك أفواج اخترنا منها الطلبة المتميزين، وقمنا بفوج خاص بهم تحت اسم المتميزين، واخترنا منهم من باتوا الآن هم من ينظمون الافتتاحات الخاصة بوزارة التعليم العالي، ومنهم من سيكون مرشحًا لحضور المشروعات التعليمية القومية.. من المهم أن يشعر الطالب أنه في بيته وأنه يُشارك، ويشعر أنه له دور، وقتها سيزداد الانتماء والولاء الموجودين بالفعل بداخلهم منذ زمن.

ونوّه: أعرِف أن جميع الطلاب يريدون المساعدة وأن يكون لهم دور؛ لذا أنا أدعوا جميع طلاب الجامعات الحكومية، الأهلية، الخاصة، التكنولوجية، أو أي معهد، أن يتوجهوا إلى إدارة رعاية الشباب لديهم لمعرفة برامج المعهد وأن يكونوا موجودين معنا وفقًا لخطة التشغيل بالمعهد لهذا العام 2021/2022، ونتمنى أن يكونوا موجودين ونسعد جميعًا بوجودهم للمشاركة في خطتهم التي يضعونها بأنفسهم لبناء الإنسان المصري.

وأشار الدكتور كريم همام: أهم شيء لدينا هو بناء شخصية الإنسان.. بداية الأمر كان توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حينما قال إن مجتمعنا يحتاج تأهيل الإنسان والاهتمام به، واختياره عامًا للتعليم، وأن الشعب هو الأساس لديه، فالاهتمام بالإنسان يعني اهتمام بناء كافة مناحي الشخصية لديه.. المعرفة، والمهارة، بالتالي يعرف كيف يحقق هدفه.